المسلمون والعالم
عبد الملك محمود
هذا هو تاريخ اليهود طوال التاريخ: مكر وكيد ودسائس وخبث وجرائم..
قتل وتشريد وانحراف.. سرقة وربا وحقد.. ولقد أخبرنا الله - تعالى - عنهم،
فبين لنا خبث معتقدهم وتطاولهم على الله - سبحانه - إذ قالوا: [إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ
وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ] (آل عمران: 181) ، وبين سلوكهم وتكذيبهم للأنبياء، فكانوا
أشد الناس عتواً وطغياناً وقتلوا الأنبياء، وحاولوا قتل بعضهم، ومنها محاولة قتل
نبي الله عيسى - عليه السلام -، وكم عانى منهم موسى - عليه السلام - أشد
المعاناة.
أما حالهم مع هذه الأمة، فالسيرة شاهدة بجرائمهم ومواقفهم من العداوة؛ فهم
يحاولون قتل النبي صلى الله عليه وسلم، ويشنون حرباً ماكرة، ويكيدون
بالمسلمين، ويتحالفون مع الأعداء، وينقضون العهود في أحلك الظروف؛ فحالهم
معنا كما أخبر الله - تعالى - عنهم وهو أعلم بهم: [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ
آمَنُوا اليَهُودَ] (المائدة: 82) يناصبونهم العداء والبغضاء على مر التاريخ.
إن جرائم اليهود كبيرة وكثيرة جداً ... فهي ليست بالمئات أو الآلاف فقط؛
فتكاد ألاَّ تسلم عائلة في فلسطين من شرورهم الآن. وربما تناقلت وسائل الإعلام
في العالم كله كثيراً من صور الجرائم البشعة التي تمت على أيديهم في القديم
والحديث، ولكن مع هذا فما ينشر عن معاناة أهلنا في فلسطين هو أقل القليل.
ونحن سنشير هنا إلى بعض الألوان من المعاناة، مع الحرص على ذكر روايات
شهود العيان، وليس المخبر كالمعاين.
بادئ القول نود التأكيد على حقيقة واضحة وهي أن اليهود قد منعوا الصحفيين
ووسائل الإعلام من الوصول إلى عامة المناطق، وحرصوا على إبعادهم منذ البداية؛
ولذلك فقد قتل بعض الصحافيين والمصورين خلال الانتفاضة، ومن هنا لم يكن
يستطيع أي مصور أو أية وكالة إعلامية القيام بالتسجيل أو التغطية الإعلامية لما
يدور ويجري بدقة، ولعل أحداث جنين تؤكد مدى الحرص على ممارسة الجرائم
وإخفائها؛ مما أثار ريبة الدوائر العالمية كافة؛ ولذلك فإن لجان التحقيق لن تستطيع
الوصول إلى ما تريد ولو كان فيها محايدون.
واليهود قوم بهت يكذبون على أنفسهم وعلى العالم كله.. يخفون الحقائق،
ويساعدهم في ذلك بعض وسائل الإعلام في العالم النصراني التي تمارس التضليل،
لقد كتب في ذلك كتب وبحوث ودراسات، وعرف هذه الحقيقة كل الشعوب؛
ولذا فقد سلط الله عليهم سوء العذاب والخسف.. ومن شاء معرفة أخلاق اليهود
وسلوكهم وحقيقتهم فليرجع إلى الكتب التي تتحدث عن ذلك وهي كثيرة.
نحن هنا سنذكر صوراً من قلب الأحداث من داخل فلسطين بروايات شهود
عيان، وهي قليل من كثير، ولربما لو تكلم بها خطيب مصقع لألهب الحماسة
وحرك المنابر، أو لو حملها شاعر لأبكى العيون على وقع القوافي. لكننا لم نؤت
من البيان فصاحة فآثرنا ذكرها على سجيتها هكذا بدون (رتوش) ولا تجميل، أو
لعل القريحة أبت وتمنعت؛ لأنها القصص الدامية والعذابات التي لا تحتاج
للمحسنات البديعة ولا لجميل البيان.
وإنما المقصد من ذكر هذه الحوادث باختصار:
- بيان ما قرره كتاب الله - تعالى - من إجرام اليهود وعداوتهم، وهو من
باب بيان سبيل المجرمين وطرائقهم.
- تنبيه لمن لم يصح بعد ويظن أن هناك مجالاً للسلام معهم.
- حجم المعاناة التي يعيشها أهل فلسطين، لعلها تكون دافعاً للمساعدة والبحث
عن الحلول.
- المساهمة في فضح اليهود وكشفهم عالمياً.
- حث المسلمين على نصرة إخوانهم المجاهدين، والمساهمة في الجهاد ضد
اليهود، وتوصيف الحال يساعد على الاستنباط الفقهي للأعمال المطلوبة (لتحقيق
المناط وتنقيحه) .
إن الجرائم التي يمارسها اليهود لا تمثل شخصية شارون فقط أو حكومته فقط،
بل سياسة اليهود كلهم؛ فمن الذي دعمه في الانتخابات وأوصله إلى سدة الحكم إلا
الأغلبية؟ وقد صعدت شعبية شارون إلى أعلى نسبة يصلها رئيس وزراء يهودي؛
حيث وصلت نسبة من يؤيدون سياسته الإجرامية في القمع والاغتيالات إلى أكثر
من 72% كما بينت استطلاعات الرأي، وهي صفعة قوية لمن يحلم بسراب السلام
والتطبيع مع اليهود [1] .
* الحواجز العسكرية:
لقد تحولت الضفة الغربية وقطاع غزة إلى سجن كبير، وقسمتا إلى نحو مئتي
منطقة مغلقة ومعزولة بعضها عن بعض، وأقيمت الحواجز العسكرية التعسفية،
ومن يريد الذهاب من منطقته إلى منطقة مجاورة على بعد 100 م فربما يضطر إلى
سلوك طرق التفافية تستغرق منه ساعتين. وكم من امرأة حامل وضعت جنينها عند
الحواجز التي أقامها أبناء القردة والخنازير وهم ينظرون إليها، ويتلذذون بمعاناتها
مع أن المستشفى لا يبعد عن الحاجز إلا بضع مئات من الأمتار. وكم من طفل
مات بعد ولادته دون أن يجد من يسعفه أو دون أن يأذن له الجنود الصهاينة
بالمرور إلى المستشفى. وكم من مريض بالسرطان أو الفشل الكلوي وغيرهما من
الأمراض الخطيرة مات عند هذا الحاجز أو ذاك، وكم من سيارة إسعاف حيل بينها،
وبين المرضى في قراهم النائية!
وقد كثرت القصص التي تتحدث عن منع القوات اليهودية لسيارات الإسعاف
من نقل المرضى والمصابين إلى المستشفيات أو المراكز الصحية.
إحدى النساء لم تتمكن من الذهاب إلى أي مركز صحي، فأجاءها المخاض
في السيارة التي هي فيها عند الحاجز العسكري، ورزقها الله - تعالى - بمولودة
أسمتها حاجز.
أحد المرضى المسنين يعاني من فشل كلوي، ومن المفترض أن تتم عملية
غسل الكلى له مرتين أسبوعياً، لقد كانت رحلة ذهابه إلى المستشفى نوعاً من
العذاب والمعاناة له ولذويه، حيث ينقل بسيارة الإسعاف إلى نقطة معينة هي آخر
ما يمكن أن تصل إليه سيارة الإسعاف، بعدها يحمل على نقالة ويتعاقب على حمله
أقاربه وجيرانه مشياً على الأقدام، ثم يصعدون به تلاً غير ممهد حتى يصلوا به
إلى المستشفى. وبعد إتمام عملية غسيل الكلى تبدأ رحلة المعاناة من جديد، ليمضي
عدة ساعات في اليوم وهو على هذه الحال.. بين الألم والأنين، في انتظار الرحلة
القادمة بعد يومين.
* التفتيش.. نوع آخر من التعذيب:
يقوم المجرمون بنصب الحواجز على الطرقات والمعابر، وهي كثيرة جداً،
وفي بدء الانتفاضة كان اليهود ينتظرون مرور أي سيارة محملة بالحجارة الكبيرة أو
الرمل أو الحصى فيطلبون من السائق إفراغ الحمولة في الشارع لإغلاقه؛ فإن
رفض أخذوا مفاتيح السيارة وأفرغوا الإطارات من الهواء وطردوا السائق.
غالباً ما يجبر الشباب على خلع ملابسهم عند الحواجز، وأحياناً يطلب منهم
نزع ملابسهم كما ولدتهم أمهاتهم، ويفتشون بدقة ويسلبون ما معهم من نقود ثم
يطردون عراة. ذكر شهود عيان أنه في إحدى المرات هرب مجموعة من الشباب
بسيارتهم، فما كان من يهود إلا أن أطلقوا النار عليهم، فأصيب من في السيارة
كلهم وعددهم ستة بجروح متنوعة بعضها بليغ.
* مداهمات البيوت:
- لم يعد لجنود العدو اليهودي مزيد من الوقت ينتظرونه لفتح الباب خلال
مداهمة المنازل، فلذلك يقومون بنسف الباب عند وصول المنزل فوراً بأحدث
الوسائل المتوفرة، وربما كان البيت المفتوح الباب أفضل حالاً من المغلق.
- عند مداهمة كثير من البيوت يقوم اليهود بجمع أصحاب البيت كلهم في
غرفة واحدة، أو يخرجونهم خارج البيت بعدما يعصبون أعينهم. ويعيثون في
البيت فساداً وتكسيراً وتخريباً وتفتيشاً، ويأخذون ما يجدونه في البيت من نقود
وذهب ومستندات وأجهزة حاسب (كمبيوتر) وغير ذلك، وبعد خروجهم يصبح
البيت كأنه كومة كبيرة من القمامة.
* ثم.. هدم البيوت:
- كل شاب - أو فتاة - يقوم بعملية استشهادية فإن بيته سيهدم ويدمر، وقد
قام اليهود المجرمون بهدم بعض المنازل الأخرى مباشرة؛ لأنها بيوت أهالي
أشخاص مطلوبين أو مطاردين، وربما لأن أحد أفراد العائلة ممن لهم سوابق أمنية،
ويتم كل ذلك بعد إهانة أصحاب البيت بمن فيهم الأطفال، وربما أوذي بعضهم.
- وقف إطلاق النار الهش لا يعني شيئاً بالنسبة للفلسطيني؛ فالمواطن
الفلسطيني فرج حرباوي من القدس الذي أصبح بدون مأوى بعد أن أرسلت بلدية
القدس جرافات في حراسة كتيبة من الشرطة إلى حي وادي قدوم الفقير بالقدس
الشرقية في الشهر الماضي وهدمت بيته. قال حرباوي - بينما أطفال يلعبون على
كومة كبيرة من الركام خلفه -: طلبنا ترخيصاً لبناء بيتين من طابق واحد ورفضوا
الطلب. تجادلنا معهم ودفعنا الغرامة وفجأة جاءت الجرافات وهدمت البيتين.
وأضاف منتقداً الضرائب التي يدفعها الفلسطينيون التي لا تنفق على الخدمات
الخاصة بهم: (لا يوجد نظام. لا يريدوننا أن نعيش هنا) . ومثل هذه القصص
في القدس وغيرها كثير.
* وتدمير للحرث والنسل:
- في إطار خطتهم لتدمير البنية التحيتة، وحرق مصادر الرزق، يقوم
اليهود باصطحاب عدد كبير من الجرافات لتجريف وتدمير الأراضي الزراعية،
فالبلدوزرات تحرث الشوارع المسفلتة، وتجرف المزارع وتهدم البيوت، ومن
الطبيعي أن تجرف مزارع الخضروات البسيطة للمزارعين، وأثناء كتابتي هذا
المقال، حدثني أحد الإخوة من إحدى القرى التي دخلها اليهود وأخبرني بما فعلوه
بقريتهم، حيث دمروا ثلث أراضيها الزراعية تقريباً والتي تبلغ نحو 3000 دونم.
ولم ينس اليهود الخبثاء قطع أسلاك الهاتف والكهرباء من بعض المناطق، فضلاً
عن نسف أبواب عامة المحلات - وقد نشرت صور كثير منها في وسائل الإعلام
- وربما أطلقوا زخات من الرصاص داخل الدكاكين الصغيرة تلك لإفساد ما فيها إن
كان ثمة شيء بقي فيها.
- تدمير السيارات: قام اليهود بتدمير عدد كبير من السيارات الخصوصية
والعمومية، وما من شارع تمر فيه الدبابات إلا وتدوس فيه على السيارات الموجودة
كما تداس علبة المرطبات الفارغة مما لا أمل في إصلاحها.
وقد شاهد الكثيرون في وسائل الإعلام صور عشرات السيارات التي دمرها
اليهود بالكامل.
* السرقة:
- يقوم اليهود بمصادرة الذهب والمال من المنازل عند تفتيشها، ومن أكثر ما
يسألون الناس عنه: هل عندكم ذهب؟ أخرجوه فوراً وسلموه لنا، ويتم هذا تحت
تهديد السلاح، والأطفال يتفرجون ويرون هذا الرعب.
- ذكر بعض شهود العيان أن اليهود يمسكون بالمارة وهم عائدون إلى بيوتهم
ويسلبون ما معهم من نقود، قائلين لهم: اذهبوا واشتكوا إلى مجلس الأمن.
- قام اليهود بالسطو على البنوك والجمعيات الخيرية ولجان الزكاة، كما ذكر
شهود عيان في (قرية يطا) مثلاً أن الجنود اليهود داهموا مقار الجمعيات واللجان،
وبعد سرقة كل ما فيها خربوا أجهزة الحاسب الآلي. وقد أكد هذا الأمر بعض
المسؤولين الفلسطينيين الكبار أن الجيش الإسرائيلي يقوم خلال حملته الشاملة في
رام الله بأعمال (سرقة واقتحام محلات تجارية ومصرفية وأخذ جزء كبير من
الحاجيات الثمينة فيها) . وأكد هذا المسؤول أن (القوات الإسرائيلية الغازية قامت
خلال عمليات الاقتحام للمنازل والمحال التجارية في رام الله بسرقة أموال وحاجيات
ثمينة وأجهزة كهربائية) . وأشار إلى أن (عشرات المواطنين وأصحاب المحال
التجارية والمصارف قاموا بإبلاغ الجهات المعنية والمسؤولة عن هذه السرقات
والعمليات العدوانية الإجرامية، وغير الأخلاقية) [2] .
- قام اليهود بحرق وإتلاف جميع الوثائق والمستندات والدراسات في بعض
مباني الوزارات المختلفة في بعض مناطق وقرى رام الله والخليل ونابلس وغيرها،
مما يذكر بأفعال المغول التتر.
* الجبناء.. يثيرون الرعب:
- الحالة النفسية لدى الشيوخ والأطفال والنساء تسوء عند الكثيرين؛ مما أدى
إلى زيادة أمراض ضغط الدم والسكري، والكوابيس والتبول اللاإرادي لدى الكثير
من الأطفال. وقد ذكر أحد الأطباء النفسيين المعروفين أن نسبة التبول اللاإرادي
بين الأطفال في منطقة غزة تمثل نحو 35% بين الأطفال.
- يقوم اليهود المجرمون بقطع التيار الكهربائي في معظم الأحيان عن القرى-
خصوصاً خلال الليل - مما يقصد منه إثارة الرعب والخوف لدى الناس، ولا
يعرفون مما يجري شيئاً مما يدور سوى سماع هدير الدبابات والطائرات وأزيز
الرصاص طوال الليل.. ولا يملكون إلا فرج الله - تعالى -، ثم ترقب الصباح.
- فرض اليهود حظر التجول لمدة طويلة منذ شهر على بعض المناطق -
حتى كتابة هذه الصور - على مناطق وقرى متعددة، وتخلل هذه الفترة مداهمات
وقتل وترصد القناصة والتكسير والهدم.. وعلى سبيل المثال من ينظر من الشباك
لما يجري فمن المحتمل أن يقتل فوراً برصاص القناصة.
* عملاء اليهود:
مما يجدر لفت النظر إليه روايات كثير من شهود العيان من أن الكثير من
القوات الغازية كانوا يتكلمون باللهجة اللبناية، وهم من قوات لحد (جنوب لبنان)
العملاء، وقد أقسم بعضهم أن يفعلوا أكثر مما فعل بصبرا وشاتيلا. وهؤلاء من
أقذر القوات الموجودة وأخبثهم حديثاً، ويكثرون من الكلام عن الجنس والعرض
بصورة ملفتة.
* اليهود أهل الفواحش:
سيطر الجيش اليهودي على محطات تلفزة محلية فلسطينية في رام الله وراح
يبث منها أفلاماً إباحية ثلاثة أيام على التوالي، ولا زال جنود الاحتلال حتى نشر
هذا التقرير يسيطرون على ثلاث محطات للتلفزة الفلسطينية المحلية التي تبث من
رام الله.. ومحطات التلفزة المحلية هي (وطن) و (شرق) و (أمواج) ، وقد
لوحظ أنه منذ مدة يقوم جيش الاحتلال بعرض أفلام أغلبها إباحية بحتة على شاشات
هذه المحطات إضافة إلى أفلام صهيونية تدعي حق الصهاينة في فلسطين، بينما لا
زال سكان مدينتي رام الله والبيرة محاصرين في بيوتهم.
* كيف يعامل اليهود المرأة المسلمة في فلسطين؟
- هناك كلام بذيء وسيئ للغاية لا يكتب ولا يقال في وسائل الإعلام، يتلفظ
به اليهود أمام النساء والبنات أثناء مداهمة البيوت، وهو كلام ينم عن شخصية
اليهودي المنحطة المرذولة.
- اعتداء على النساء عند الحواجز: بعد العمليات الاستشهادية بدأت قوات
اليهود بإيقاف النساء على الحواجز وتفتيشهن، ومن ترتدي الخمار يطلب منها رفعه
وكذلك سلت القفازين، حتى وصل الأمر كما هو الحال على مخصوم الرام الواقع
بين القدس ورام الله أن أُمسكت إحدى الفتيات من شعرها وأخذ الجنود اليهود
يجرونها من شعرها.. ومثل هذه القصة كثير.
- المرأة الحامل يطلب منها الجيش اليهودي رفع ملابسها حتى يتأكدوا أنها
حامل وليس بحوزتها حزام ناسف على بطنها.
- في منطقة الظاهرية أوقف الجيش السيارات وأنزلوا النساء وتكلموا معهن
كلاماً قبيحاً جداً عن العورات.
- وفي قصص كثيرة طلب الجيش اليهودي من النساء كشف وجوههن أو
شعورهن، كما طلبوا من بعض العرائس كشف وجوههن.
- أوقف الجيش اليهودي سيارة فورد تحمل بعض الطالبات المحجبات،
فطلبوا منهن النزول والوقوف على الأرض حتى توقفت سيارات أخرى في نفس
المكان. وأنزلوا الشباب منها وطلبوا من كل منهم تقبيل إحدى الطالبات، فرفض
الشخص الأول ذلك وقال اقتلوني ولا أفعل هذا، فقال له الجندي: لا بل خذ علبة
الكبريت هذه وأشعل النار في ذاك الإطار (عجل سيارة) ، وإذا بالإطار قد ملئ
بالبنزين والشاب المسكين لم يكتشف ذلك. فشبت النار في وجهه فهرب والنار
مشتعلة فيه وحاول هو وزملاؤه إطفاء الحريق ولكن المسكين تغيرت معالم وجهه
ولا زال يعالج في المستشفى.
- رأيت في شبكة الإنترنت صورة آلمتني لإحدى المسلمات وبعض
اليهوديات وأطفالهن يمسكن بجلبابها ويحاولن نزع حجابها.
- وفي أوائل شهر أبريل 2002 م جاء في قناة الجزيرة الفضائية [3] خلال
إحدى نشرات الأخبار القصة الآتية: تقول الأخت التي روت القصة: إن ثلاث
فتيات كن يسرن في الطريق فاستوقفهن أحد الجنود (اليهود) وطلب منهن تحت
الإكراه كشف عوراتهن! ! وتقول إن إحداهن كانت ترتدي العباءة، فأجبرها على
رفع العباءة إلى أن بان صدرها. تقول: أما أنا فقد طلب مني رفع البلوزة (
القطعة العلوية من لباس النساء) وأمرني بأن أكون على هيئة السجود ثم لم تستطع
أن تواصل.
أيحصل هذا ونحن نسمع ونرى وأمة المليار لا تستطيع فعل شيء لإنقاذهن؟
الكفار ينزعون حجاب النساء المسلمات العفيفات؟ آه.. نساء فلسطين تكشف
عوراتهن من قبل الجنود اليهود الخبثاء؟ أين المعتصم، وأمثاله من الرجال؟ :
أمتي هل لك بين الأمم ... منبر للسيف أو للقلم
الإسرائيل تعلو راية ... في حمى المهد وظل الحرم
كيف أغضيت على الذل ولم ... تنفضي عنك غبار التهم؟
رب وامعتصماه انطلقت ... ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها ... لم تلامس نخوة المعتصم
لقد كان هذا سلوك أسلاف أحفاد القردة والخنازير؛ فقد ذكرت لنا كتب السير
أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى
صائغ يهودي فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت فعمد الصائغ إلى طرف
ثوبها فعقده إلى ظهرها وهي غافلة فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا منها،
فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، فشد اليهود على المسلم
فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني
قينقاع، ثم كان أمر حصار النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وتسليمهم وجلائهم.
* سياسة الإذلال والإهانة:
- شخص كان يقود سيارته النقل (داينا) كانت تحمل دهانات (بوية) ،
فأوقفه اليهود وطلبوا منه فتح جالونات البوية وسكبها على أرضية السيارة، ولما
سكب العديد منها اختلطت ببعضها أمروه بالجلوس عليها.
- حدثني أحدهم قال: قبل موسم الحج ولدى محاولة البعض الخروج إلى
الأردن للذهاب عن طريقها إلى الحج رفض المسؤول اليهودي، ثم طلب من
المجموعة التي كانت ستسافر إلى الحج بالطواف حول الدبابة، قائلاً: إن الدين في
القلب ويغني عن الطواف بمكة أن يطوفوا حول هذه الدبابة، قاتلهم الله.
- أحد الجنود المجرمين قام بالبول على نوافذ سيارة الأجرة، ثم أمر الركاب
بأن ينزلوا من السيارة ويقفوا ملتصقين بالسيارة حيث تلوثت ملابسهم ببول هذا
الجندي القذر.
- حدثني صاحبي وقد كان قريباً من الحدث، قال: عند بعض الحواجز
أوقف اليهود بعض الرجال وطلبوا منهم هدم جدار وبناءه في مكان آخر، ثم طلبوا
منهم نقله إلى مكان آخر، ثم رسموا لهم مربعاً مقاسه 20م طولاً و 20م عرضاً،
وطلبوا منهم قياس هذا المربع بالشبر وهم يزحفون أرضاً، ويستمر الأمر لساعات
وهم في الشمس.
- وهناك قصص كثيرة من هذا النوع: في إحدى الطرق قام اليهود بإيقاف
سائق سيارة وأخذوا منه مفاتيح السيارة وقاموا بإفراغ الإطار من الهواء (تنفيس
العجل) ثم طردوا السائق.
- قبل الأحداث الأخيرة أوقف اليهود سيارات الأجرة في إحدى المناطق،
وطلبوا أولاً من الركاب إفراغ ما في جيوبهم من أموال، ثم طلبوا من كل اثنين أن
يتقابلوا ثم يضرب كل منهما الآخر، ولا يتركان حتى ينزل الدم من أحدهما،
والشرط أن يكون الضرب على الفم والأنف، وإن عرف اليهود أن بعضهم لم يقم
بالمهمة بإخلاص وكان يمثل فإن أعقاب بنادق العوزي تنال منه على المفاصل ...
وقد حصل أن كسر فك بعضهم خلال تلك الهواية الإجرامية التي أكرههم اليهود
عليها.
- عند منع التجول لا يسمح لأحد أن يخرج من بيته، وإذا خرج فإن النيران
تطلق عليه، حدث أن خرج صبي في التاسعة من عمره، فهرع إليه أفراد الجيش
اليهودي وأوسعوه ضرباً، ثم دخلوا البيت ونقلوا الملابس، ثم سكبوا الدقيق
والسمنة والزيت والكتب، وأخيراً وضعوا العجين فوق هذا المزيج ثم قالوا للصبي:
اجلس على هذا الكوم.
- عند إحدى نقاط التفتيش في إحدى القرى مر رجل يرتدي بدلة لونها كحلي
فاقع ومعه حقيبة ديبلوماسية، فطلب منه اليهود أن يجلس على الارض الترابية
فجلس على حقيبته، فقال له الجندي: اجلس على الأرض، فجلس، ثم طلب منه
النوم على شقه الأيمن ثم على شقه الأيسر ثم قال: على ظهرك، ثم قال: على
بطنك، وما كان من الرجل إلا أن امتثل لما قال الجندي وأصبحت بدلته مثل لون
التراب، ولو لم يفعل ذلك لكان لقي ما لا تحمد عقباه.
- عادة ما يقف الجيش على الطرقات ويوقفون السيارات المارة فيطلبون من
الشباب الوقوف ووجوههم إلى الشمس وأيديهم مرفوعة إلى الأعلى، وفي إحدى
المرات تكلم شاب على يهودي بغضب، فأوقفوه جانباً وطلبوا منه الوقوف ثم فتح
رجليه إلى أبعد نقطة يستطيعها ثم انهالوا ضرباً على رجليه ومفاصله حتى سقط
أرضاً بزاوية 180 درجة وحمل إلى المستشفى.
- حدثني أحد الإخوة قائلاً: أحد مندوبي المبيعات كان معه ابنه الوحيد،
ولحبه له فقد كان ابنه متعلقاً به دائماً، سأله اليهود: كم عندك من الأولاد؟ قال:
من الذكور هذا، قالوا له: هل تحب أن يموت؟ قال الأب: لا. فأخذ الجنود
الكلاب الولد وأوقفوه على بعد عدة امتار، وطلبوا من والده الوقوف والنظر إليهم
وهم يتدربون على إطلاق النار من بعيد بالقرب من الولد؛ فمرة يمر الرصاص من
أمامه ومرة عن يمينه أو يساره أو من بين رجليه، ولم يتوقفوا إلا عند الغروب بعد
أن جمد الدم في عروق الرجل. يقول الرجل لصاحبي: والله! كنت أموت مع كل
رصاصة موتة، ألا لعنة الله على اليهود.
* بطالة وجوع وفقر: مليونا فلسطيني تحت خط الفقر:
- تعد ظاهرة الفقر واحدة من بين أكثر الظواهر المرضية التي يعاني منها
المجتمع الفلسطيني، وقد ساهمت مجموعة من العوامل التاريخية والسياسية في فقر
وإفقار الشعب الفلسطيني، ولعل ما تعرض له الشعب الفلسطيني من اقتلاع وتهجير
من أرضه على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، أحد أهم العوامل التي ساهمت في
إفقاره.
- وخلال الشهور الماضية تقطعت أوصال المدن والقرى عموماً، وتشتت
السكان، فلم يعد للطلاب مثلاً إمكانية الوصول إلى مدارسهم إن بقي هناك مدارس
في بعض المناطق، ولم يعد الناس يستطيعون الوصول إلى مواشيهم أو محاصيلهم
الزراعية؛ فالحصار مفروض على الجميع ومن يخرج تطلق النيران عليه.
- بعد إغلاق المدارس لمدة ثلاثة أسابيع حاول أعضاء الهيئات التدريسية
والطلاب مواصلة التعليم في بعض المدن والقرى، ولكنهم اصطدموا بالواقع
الصعب على الأرض؛ فاليهود احتلوا المدارس ورفعوا عليها العلم اليهودي،
والدبابات تمركزت على أبواب المدارس.
- الأسر التي كانت تعيش على العمالة لا تجد في ظل هذا الحصار ما يسد
رمقها.
- قبل عام تقريباً نشر الجهاز المركزي للإحصاء نتائج مسح أحصاه خلال
شهري 5 و 6 أظهر بعض النتائج المؤلمة، منها باختصار:
- نحو 15% من الأسر الفلسطينية فقدت مصدر دخلها تماماً خلال انتفاضة
الأقصى.
- 48% من الأسر فقدت أكثر من نصف دخلها الذي كانت تحصل عليه قبيل
الانتفاضة.
- انخفاض الدخل الوسيط للأسرة الفلسطينية في قطاع غزة من 1900 شيكل
إلى 1000 شيكل.
- 80%من قطاع غزة، منهم نحو 57% تحت خط الفقر.
- وصورة تتكرر يومياً منذ شهور طويلة: مئات النساء يتدافعن أمام مقار
لجان الزكاة والجمعيات الخيرية طلباً للمعونة ليتمكنّ من الإنفاق على أطفالهن،
بينما يتقاطر أزواجهن وأبناؤهن العاطلون عن العمل منذ أكثر من ثمانية أشهر على
المؤسسات؛ بحثاً عن فرصة عمل أو معونة طارئة بلا جدوى.
- يقول أحدهم وقد وقف أمام مقر لجنة زكاة الرحمة بخان يونس: (لم أكن
أتصور أن يأتي يوم أطلب فيه المساعدة لأتمكن من إعالة وتوفير الطعام لأفراد
أسرتي المكونة من 13 فرداً) .
- قبل أشهر كانت هناك بعض فرص العمل لدى بعض المؤسسات اليهودية،
وقد كان الأمر في غاية الذل، يصف العامل محمود (40 عاماً) من مخيم دير
البلح الإجراءات الإسرائيلية بأنها مذلة؛ حيث تبدأ الإجراءات بدخولنا عبر بوابة
حديدية لاكتشاف المعادن، ثم إدخالنا إلى غرف لخلع الملابس وإدخال الكلاب علينا
للتفتيش، بالإضافة إلى احتجاز لعدة ساعات عند وقوع أي حادث وإخضاعنا
للتحقيق واعتقال البعض. وأضاف محمود: لا يوجد أمامي أي حل؛ فالأوضاع في
غزة لا يوجد بها أي مجال للعمل، وأنا المعيل الوحيد لأسرة مكونة من ثمانية أفراد.
كان هذا قبل أشهر؛ أما الآن فهذه الفرص شبه معدومة على ما فيها من ذل
وهوان.
* لقطات من معاناة الحجاج العائدين عند معبر رفح الحدودي:
يصف شاهد عيان ما رآه عند عودة الحجاج عند معبر رفح (الجزء المصري) :
يعاني الفلسطينيون كثيراً أثناء العودة إلى فلسطين من خلال معبر رفح؛ حيث
يتعرض المسافرون للإجراءات الإسرائيلية الإذلالية. أكثر من 700 مسافر
فلسطيني يقفون في طوابير تحت حرارة الشمس القاتلة بانتظار السماح لهم بركوب
الحافلات؛ حيث يسمح اليهود لعدد معين من الحافلات بالدخول ثم تقفل البوابة في
المعبر الحدودي؛ ومما يزيد المعاناة أنه لا توجد حمامات في الجانب المصري،
وهناك من يجلسون أكثر من ليلة في هذا المكان في العراء في انتظار دورهم
لركوب الحافلة، وهناك شاحنات تحمل الأدوية تقف في المعبر الحدودي أكثر من
20 يوماً تنتظر السماح لها بالدخول، وقد فسد كثير من الأدوية بسبب حرارة الجو،
وأغرب من ذلك أن هناك بضائع وهدايا أحضرها الحجاج من السعودية لا تزال
تنتظر منذ شهر ذي الحجة للسماح لها بالدخول، والمؤكد أن كثيراً من الأشياء التي
تركت في هذا الخلاء قد تلفت. ويصف الأخ الشاهد التجربة التي مر بها بنفسه
فيقول: غادرت القاهرة الساعة 1 ص لأصل الساعة 7 ص، إلى المعبر الحدودي
في رفح، وهناك وجدت طوابير من المسافرين، وكنت أحسن حظاً من غيري؛
حيث تمكنت من السفر في نفس اليوم، ركبت الحافلة الساعة 9 صباحاً، وما أن
تحركت قليلاً حتى توقفت على بعد 50 متراً من البوابة الحدودية، واستمر التوقف
ثلاث ساعات وسط معاناة الصغار والكبار. في الساعة 12 ظهراً تحركت الحافلة
50 متراً لنصبح أمام بوابة الحدود، وفرحنا وقلنا سوف ندخل لكن العسكري
الإسرائيلي ترك الحافلة أمام البوابة ثلاث ساعات أخرى، وأسوأ من ذلك أنه يمنع
نزول أي شخص من الحافلة خلال تلك الفترة، ووسط صراخ الأطفال تحركت
الحافلة الساعة 3 ظهراً. وصلنا المعبر في الجانب الفلسطيني الذي كان أشبه بثكنة
عسكرية إسرائيلية، ولم يكن فيه سوى موظف فلسطيني يقوم بإنزال الحقائب،
وآخر يقف بجانب العسكري الإسرائيلي ينادي على الأسماء، وبعد ساعتين من
التفتيش والتدقيقات الأمنية سمح لنا بالدخول بعد تلك المعاناة الطويلة.
* وشاهد آخر يتحدث عن أوضاع غزة وخان يونس:
- دخل العامل يتراوح ما بين 30 إلى 100 دولار يومياً، حسب خبرته
وتخصصه؛ إلاَّ أن ارتفاع الأسعار الهائل إضافة إلى تقطع أيام العمل يجعل العامل
عاجزاً عن تحمل أعبائه الثقيلة.
- الوضع الدراسي: حياة الطلاب صعبة بسبب مشقة السفر ووجود الحواجز
الإسرائيلية؛ حيث يقف الطالب أمام الحاجز 3 ساعات، وبعض كليات الجامعة
تعطي محاضرات في الجوامع أو المدارس القريبة، لحل مشكلة تنقل الطلاب،
وبعض الأساتذة لا يستطيعون الانتقال لإلقاء المحاضرات، وبعض التخصصات لم
تعط الدروس فيها في كل الأحوال.
- المواد التموينية تختفي أحياناً أو نهائياً من السوق، وكذا الغاز والبنزين؛
لأنها تأتي من إسرائيل، وهذا يؤثر في حياة الناس.
- لا يوجد أمن؛ حيث تسمع إطلاق النار، خاصة في مدينة خان يونس،
بصفة مستمرة أثناء الليل.
- بعض الناس ينامون بملابسهم الكاملة استعداداً للهرب من البيت توقعاً
لسقوط قذيفة على بيته؛ وهناك منازل كثيرة أصابتها القذائف، وأصحابها بقوا فيها؛
لأنهم لا يجدون مكاناً ينتقلون إليه. والناس الذين هم بعيدون عن مناطق
الاشتباكات يصابون بطلقات ويقتلون، ولا يدري الناس من أين أتت الطلقات إليهم؛
لأن اليهود يستخدمون رشاشات تصيب على بعد 10 كيلو مترات، وهناك ناس
أصيبوا داخل منازلهم في وضع عادي، حيث يخترق الرصاص الجدار ويصيب
السكان.
- قامت إسرائيل بتجريف أراض كثيرة جداً، ودمرت كثيراً من المزارع
بحجة قربها من المستوطنات اليهودية، وهدمت بيوتاً كثيرة يسكن أهلها الآن في
خيام، وقد قتلت [4] مزارعات في وسط مزرعتهن في غزة.
- كثير من البيوت صغيرة تسكن فيها عائلات تتكون من عشرات الأشخاص.
- البنية التحتية باتت شبه مدمرة.
- الأدوية في المستشفيات غير متوفرة وغير كافية رغم ورود أدوية من
بعض الدول العربية.
- الأسمنت شحيح؛ وهذا يؤدي لمزيد من البطالة وتوقف البناء، ومنع
إسرائيل وصول التراب للخرسانة من الضفة إلى غزة؛ حيث لا توجد في غزة
أتربة صالحة للبناء.
- معظم الطرق التي تربط بين المدن مغلقة؛ فالطريق بين رفح وخان يونس
مغلقة نهائياً؛ لأنه يمر قرب مستوطنات، والطريق الالتفافي طويل، والمدة
الزمنية أضعاف المدة السابقة. والطرق إلى غزة على البحر أحياناً تغلق، والانتقال
من الضفة إلى غزة ممنوع نهائياً.
- الدول العربية ترفض السماح للفلسطيني بالعمل أو السياحة فيها بسبب عدم
تفريغ فلسطين من أهلها، بناء على طلب حكومة فلسطين القديم.
- أما عن هجرة أهل فلسطين إلى الغرب فلا توجد حركة هجرة من فلسطين
إلى الغرب رغم كل الضغوط؛ فالكل متمسك بوطنه وبيته. وبالنسبة لدخول
أراضي (48) أو إسرائيل؛ فالآن حالة حرب ودخول إسرائيل ممنوع.
- غالبية الناس لا يتمكنون من سداد فواتير الكهرباء نتيجة ظروفهم
الاقتصادية الصعبة إضافة إلى الخسائر الناجمة عن توقف العمل في محطة توليد
الكهرباء والتي تم إنشاؤها في غزة لتغطية جزء من احتياجات القطاع من الكهرباء
نتيجة المعوقات الإسرائيلية وسيكلف تأخير تشغيلها مبالغ كبيرة.
* القتلى والجرحى من الأطفال:
- هناك تقارير كثيرة مفصلة في هذا الجانب، حيث قتل عشرات الطلاب
ممن كانوا على مقاعد الدراسة، وهؤلاء الأطفال قتلهم جنود الاحتلال الإسرائيليون
بدم بارد وبوحشية لا توصف، معظمهم قضوا نحبهم وهم في الطريق إلى مدارسهم،
أو عائدون إلى بيوتهم، ومنهم من قُتل وهو في بيته، بين كتبه ودفاتره وألعابه،
والشواهد على ذلك كثيرة؛ فمحمد الدرة قتل وهو عائد الى بيته، أو إيمان حجو
الطفلة الصغيرة التي اخترق جسمها الصغير القذائف، أو سامر طبنجة الذي قتل
وهو يلعب في محيط منزله، وأبو دراج قتل وهو في غرفته وعلى سريره.. إلخ..
وعشرات القصص المماثلة، أما الإصابات فهي بالآلاف، وقد أدت قذائف
وصواريخ ورصاص الاحتلال الإسرائيلي إلى جرح آلاف الأطفال، ومنهم من
أصيب بجراح خطيرة سببت لهم إعاقات وعاهات دائمة، ومنهم من فقد عينه أو
رجله أو يده.
- فضلاً عن قصف مئات المدارس لا العشرات.. بمختلف أنواع الأسلحة
الثقيلة (رصاص الرشاشات وقذائف الدبابات وصواريخ الطائرات) بشكل همجي
سافر، لا مثيل له في التاريخ.
- وفي أكثر المشاهد وحشية ما أقدمت عليه قوات الاحتلال حين قصفت
الدبابات مدرسة المكفوفات في مدينة البيرة، حيث دب الرعب والهلع في صفوف
الطالبات الكفيفات وتفرقن في صخب على غير هدى.
- إن قصف الاحتلال الإسرائيلي للمدارس كان يتم أثناء وجود الطلبة على
مقاعد الدرس وأحياناً وهم يقدمون امتحاناتهم. ومن المدارس التي تم قصفها:
مدرسة بيت حانون الزراعية في غزة ومدرسة طولكرم الصناعية ومدرسة بنات
بيتونيا الثانوية، حيث أحدث تهدماً في المباني ودمر المقاعد الدراسية والأثاث
المدرسي وحطم زجاج النوافذ وأتى على العديد من المرافق والأدوات.
* مشهد لا يوصف لطفلة أمام أمها المضرجة بالدماء:
- في 18 مارس الماضي، اجتاح اليهود مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني،
ودخلوا بكاميرا صهيونية لتصور ما سيقومون به، فقاموا بتفجير باب بيت
الفلسطيني: إسماعيل خواجة، بعد أن طرقوا عليه لتنفجر جثة زوجته المسكينة
التي توجهت لفتح الباب ... يدخل بنو صهيون ليجدوا المرأة ملقاة ومضرجة بدمائها
على الأرض، منعوا الاتصال بالاسعاف، وتركوها بدمائها، وبدؤوا في تفتيش
البيت وتكسير ما يقع تحت أيديهم وأرجلهم.
لقد كان منظر الرعب الشديد ظاهراً على الطفلة الصغيرة وهي ترى أمها
مضرجة بدمائها، وأخوها الطفل المجاهد الصغير يشير لها ألا تظهر رعبها أمام
اليهود كي لا يقتلوها!
بعد انتهاء اليهود من العملية الدموية اللا إنسانية طافت الكاميرا بهم، وهم
مضجعون على أثاث البيت فقال أحدهم: لا أدري ما الذي جاء بنا إلى هذا المكان
الوسخ؟ أظن على الأغلب أننا جئنا لتطهيره! لا أدري ما الذي يجعل شاباً
صهيونياً مثلي يأتي لهذا المكان بعيداً عن بيته.
أما الآخر فقد رفع رجله أمام الكاميرا، وقال: لم نفعل شيئاً خاطئاً.. لم يكن
الأمر بهذا السوء.
* ألا لعنة الله على اليهود:
ينتهي هذا المشهد ليَظهر مشهٌد لفتاة تبدو في ربيع العمر (من 12 إلى 15
سنة) ترجو ببكاءٍ الجنودَ بعدم تكسير جدار بيتهم، ولكن الجنود الإسرائليين لا
يأبهون بها ويقومون بتكسير حائط المنزل للعبور للمنزل الذي بجواره بدلاً من
الخروج من الباب!
ثم قال نيل ماكدونالد: إن هذا الفيلم قامت القناة الإسرائيلية الثانية بنشره على
الرغم من الحرص الإسرائيلي الكامل على عدم نشر مثل هذه الأعمال الوحشية التي
تكشفهم، وقد تم منع نشر الفيلم بعدها حتى قرر نيل ماكدونالد من سي بي سي
الكندية نشره متخطياً بذلك التحذيرات الإسرائيلية بعدم بثه.
وقد قال أحد رجال الأمن الإسرائليين: إن هذا الفيلم تصوير سيئ للواقع،
وإنه يخدم صالح الفلسطينيين، وقال أيضاً إنه يرى ما حدث أمراً فردياً ليس له
علاقة بالجيش الإسرائيلي. رابط الفيلم [4] :
* قافلة الشهداء:
- الذي يمشي في جنازة شهيد لا يعلم أنه بعد دقائق ربما يحمل هو الآخر
علي أكتاف أصدقائه، هذا ما حدث لأحد الشهداء؛ فقد كان يودع جاره وصديق
عمره وهو يحمله على أكتافه، وبعد أن انفضت الجنازة ذهب الشاب الفلسطيني مع
مجموعة أخرى من أصدقائه لمقاومة المحتل وإذا برصاصة غادرة من صهيوني
تستقر في رأسه ليحمل هو الآخر على الأكتاف إلى مثواه الأخير.
- والدة سارة - أصغر صريعة تقول: حتى الآن لا أصدق أن ابنتي خرجت
ولن تعود لقد خرجت سارة بنت العامين مع والدها إلى الطبيب؛ لأنها كانت
مريضة، وفي الطريق قام مجموعة من المستوطنين بإطلاق النار على سيارة
والدها، وسقطت سارة شهيدة على الفور؛ فقد اخترق الرصاص رأسها، وتقول
الأم بصوت باك حزين: ماذا فعلت سارة؟ بأي ذنب يقتلونها؟ إنها لم تحمل حجراً
ولا صاروخاً.
- في الوقت الذي كانت فيه (كفاية أبو صلاح) تستقبل المهنئين باستشهاد
شقيقيها (هلال وبلال) في منزل أسرتها في يعبد، جاءها نبأ استشهاد زوجها
(هاني) الذي تركها وحيدة مع وحيدها (عبد الله) ، الذي رزقا به بعد عشر سنوات
من الانتظار.
إسرائيل قتلت بالرصاص مراهقاً فلسطينياً زعمت أنه أصيب بسكتة قلبية!
* سجون واعتقالات وتعذيب:
تمثل أساليب التعذيب التي يتبعها المحققون الإسرائيليون مع المعتقلين
والسجناء الفلسطينيين عموماً، وصغار السن بشكل خاص، انتهاكاً فاضحاً لكل
القوانين الدولية والإنسانية، بل لقانون العقوبات الإسرائيلي الذي لا يجيز نظرياً
انتهاك الحظر المفروض على التعذيب في القانون الدولي. قبل أكثر من سنتين،
وبعد أن أثارت مؤسسات عدة تعنى بحقوق الإنسان أساليب التعذيب التي تعتمدها
أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ضد المعتقلين والسجناء الفلسطينيين، انتقل
الموضوع إلى محكمة العدل العليا في إسرائيل، وصدر قرار يمنع محققي الشرطة
ومحققي جهاز المخابرات العامة (الشاباك) من اتباع وسائل جسدية لتعذيب
المعتقلين أثناء التحقيق، فتيان (قرية حوسان) الذين عادوا إلى قريتهم بعد
الاعتقال لم يتمكنوا من مواصلة حياتهم العادية، فلم يعد ممكناً اعتبار ابن الأربعة
عشر عامًا طفلاً بعد المعاناة التي عاشها؛ علماً أن هؤلاء خرجوا من السجن وهم
في أمس الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي. عدد الفتية القاصرين الفلسطينيين
في المعتقلات الإسرائيلية بلغ في تموز (يوليو) الماضي 1662 فتى وفتاة! ! ! :
نصفهم تقريباً في معتقلات الجيش (849) ، والباقون (813) في إدارات
السجون. المحكوم عليهم منهم 766 فقط، والباقون فرض عليهم الاعتقال الإداري،
بعدما تعذر إثبات التهم الموجهة إليهم [5] .
- صدام علي عياد عواد (10 سنين) الذي اعتقله اليهود في العاشر من
يوليو بعد مواجهات مع عدد من الفتيان قال: (لقد ضربوني على جسمي بأنابيب
من البلاستيك، واضطررت للخضوع لعملية جراحية في ذراعي التي زرع فيها
قضيب من مادة البلاتينيوم. لقد أرغموني على نزع ثيابي، وقضيت الليل كله
ويداي مكبلتان، وعيناي معصوبتان. ولم يسمحوا لي بالتوجه إلى المرحاض طوال
يومين) .
* متى تجرأ الكلاب على القسام؟
اليهود الصهاينة يعتدون على مقبرة الشيخ المجاهد عز الدين القسام، ومسجد
حسن بيك في يافا:
قام مجموعة من اليهود بانتهاك مقبرة القسام في نيشر (بلد الشيخ) ، من
خلال وضع لافتات على أسوارها وبابها تحمل عناوين عنصرية تحريضية مثل
(الموت للعرب) وإضافة إلى تعليق دمية وهي متدلية بحبل مربوط على عنقها،
إشارة إلى التهديد بالموت للعرب. وهذا الاعتداء الأهوج، ليس هو الأول على
مقبرة الشهيد القسام؛ فقد سبقها اعتداءات سافرة في الماضي، مثل وضع رأس
خنزير على قبر الشهيد القسام.
* قتلة الأنبياء يعتدون على بيوت الله:
- قامت مجموعة من اليهود بالهجوم على مسجد حسن بيك في يافا، وقاموا
بإلقاء قنبلة صوتية على الحراس والمصلين بالمسجد مسببة هلعاً كبيراً بينهم، وفي
اللحظات الأخيرة قامت الشرطة بالتدخل لحماية المسجد من هجوم مرتقب.
- وكذلك في حيفا: فقد قام اليهود بإلقاء قنبلة على المصلين عقب صلاة
الجمعة؛ حيث كان قد تجمع للصلاة نحو ثلاثمائة مسلم ومسلمة. وقد حملت
مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في مدينة أم الفحم في فلسطين المحتلة
عام 1948م، حملت دولة اليهود مسؤولية تفجير القنبلة داخل مسجد الحاج عبد الله
أبو يونس في الحليقة في مدينة حيفا والذي أسفر عن إصابة مصلية مسلمة،
واتهمت المؤسسة متطرفين يهوداً بتدبيره.
الجنود اليهود يرغمون الفلسطينيين على سب الرسول صلى الله عليه وسلم.
يحتجزون 90 فلسطينياً في أقفاص حديدية.
تعذيب الأطفال في السجون.
أخيراً.. لا آخراً ... مجزرة جنين.
ملحق:
* هذا هو شارون:
(أتعهد بأن أحرق كل طفل فلسطيني يولد في هذه المنطقة؛ فالأطفال
والنساء الفلسطينيون أكثر خطورة من الرجال؛ لأن وجودهم يعني استمرار أجيال
قادمة من الفلسطينيين) .
هذا ما قاله رئيس الوزراء الصهيوني (إريل شارون) في لقائه مع الجنرال
(أوز ميرهرام) عام 1956م، الذي أوضح فيه المبادئ التي ما زال يتبعها في
حربه ضد الفلسطينيين بعد مرور 45 عاماً.
وتنقل صحيفة (فلسطين كرونيكل) الفلسطينية الصادرة بالإنجليزية، في
عددها الصادر على الإنترنت الإثنين 1/4/2002م، بقية حوار شارون الذي قال
فيه: (أتعهد بأني حتى لو فقدت كل المناصب وأصبحت مواطناً (إسرائيلياً) عادياً،
فإنني سأحرق كل فلسطيني أقابله في الطريق، وسأجعله يتعذب قبل أن يموت) .
وأضاف: (أنا لا تهمني الأعراف الدولية؛ فقد قتلت بضربة واحدة أكثر من
750 في رفح عام 1956م، وأريد أن أشجع جنودي على اغتصاب الفتيات
الفلسطينيات؛ لأنهن عبيد لـ (للإسرائيليين) ، ولا يملي أحد علينا إرادتنا، بل
نحن من يصدر الأوامر، وعلى الآخرين الطاعة) .