المسلمون والعالم
حسن قطامش
(نحن لا نريد أن تدافعوا عنا، فلا ترسلوا جيوشكم إلينا، ولا تبعثوا لنا
بالسلاح، ولا نريد صدقاتكم وأموالكم.. فقط أرسلوا لنا حبوب منع الحمل حتى لا
ينبت في أحشائنا أبناء الصرب! !) .
كانت هذه الكلمات المريرة لامرأة بوسنية مزجتها بطعم الألم والحسرة والخيبة
التي ارتوت منها العروق، والتي كانت شاهداً على أعلى صور الخزي والهوان
الذي ضربنا في ذلك الوقت، والتي حسبنا وقتها أن الأمة لن تمر بتلك الصورة من
التخاذل المخزي مرة أخرى.
وظننا أن بُعد الشُّقة بيننا وبين البوسنة، وقطيعة الرحم الإسلامية معها أدت
إلى جزء من ذلك التخاذل؛ فما الذي كانت تعرفه الأمة عن البوسنة قبل حروبها،
وما هي صور التواصل التي كانت بيننا وبينها؟ لا شيء.
واليوم نخشى أن تخرج علينا امرأة أخرى بالنداء المرير الأليم نفسه؛ ولكن..
ليس من البوسنة هذه المرة وإنما نخشى أن تصلنا تلك الرسالة من فلسطين..
من بغداد.. من عمان.. من القاهرة.. من دمشق، من أي بلد عربي أو إسلامي
ليس بعيداً عنا، لنا معه روابط ووشائج، نحفظ تاريخه، نعرف حتى أسماء أزقته
ودوربه.
وما يمنع من ذلك؟ فها هي فلسطين قد رأينا فيها المقابر الجماعية التي كنا
نسمع عنها في البلاد البعيدة في البوسنة، في كوسوفا، في جزر الملوك!
وما يمنع من ذلك وها هي فلسطين قد رأينا فيها الدمار والخراب الهائل الذي
رأيناه في كابول، في جروزني، في كشمير؟
ما يمنع من ذلك والرسائل الموجعة كتلك الرسالة البوسنية تأتينا كل يوم،
وهاهو مناديهم ينادي:
أعيرونا مدافعكم ليوم.. لا مدامعكم. ...
أعيرونا وظلوا في مواقعكم. ...
ألسنا إخوة في الدين قد كنا.. وما زلنا. ...
فهل هنتم وهل هُنَّا؟ ! ...
أيعجبكم إذا ضعنا. ...
أيسعدكم إذا جعنا. ...
وما معنى قلوبكم معنا؟ ...
رأينا الدمع لا يشفي لنا صدراً. ...
ولا يبري لنا جرحاً. ...
أعيرونا رصاصاً يخرق الأجساد. ...
لا نحتاج لا رزاً ولا قمحاً. ...
أعيرونا وخلوا الشجب واستحيوا. ...
سئمنا الشجب والردحا [1] . ...
هُنّا وما هُنتم:
في فلسطين اليوم المدينة تلو المدينة تنتظر دورها في الذبح، وأمتنا تقف
موقف المشاهد، ورغم وضوح الصورة وقوة الصوت وبشاعة المشهد، ورغم أن
العيون لم يصبها العمى بعد، والآذان ما زالت تسمع، فإن الاستجابة مخزية،
وكأن القوم يرون مشهداً سينمائياً مؤلماً، أو يسمعون أغنية عاطفية مؤثرة كالتي
أشربوها من قنواتهم ومذاييعهم.
ماذا نقول لربنا - عز وجل - عن خذلاننا لإخوتنا في الدين وقد استنصرونا
وهو القائل - عز وجل -: [وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ]
(الأنفال: 72) ؟ !
ماذا نقول لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو القائل: (المسلم أخو المسلم
لا يظلمه ولا يخذله) [2] ، وهو القائل: (ما من امرئ يخذل أمرأً مسلماً في
موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله) [3] ؟ !
ماذا نقول وهم ليسوا بعيداً عنا فنعتذر بطول السفر؟ ! ماذا نقول وقد ذبحوا
في فصل الربيع فنعتذر عن عدم النفرة لشدة الحر؟ ! ماذا نقول وليس بيننا وبينهم
إلا.. أسلاك شائكة؟ !
ماذا فعلنا لتلك الدموع المنهمرة التي تستغيث بنا ليلاً ونهاراً، فما زادنا ذلك
إلا فراراً.. فمعذرة فلسطين.. قد فُجِعْتِ بنا ولم نُفْجَع بك، عندنا صَمَتَ كل شيء،
وعندكم حركتم الأرواح تبذلونها رخيصة في سبيل الله، نحن الذين متنا جبناً في
جلودنا، وأنتم الذين تصنعون الحياة بموتكم، فمعذرة فلسطين.
معذرة أيتها النائحة الثكلى على والد أو زوج أو أخ أو ولد؛ فما عادت نخوتنا
كما كانت، وما عادت شهامتنا كما كانت، وما عاد الشرف الرفيع الذي لم يسلم من
الأذى تراق على جوانبه حتى قطرة من دمع! !
ومعذرة بني! أيها الصغير حين لم تجد فينا رجالاً يضمونك إليهم، يهدئون
روعك، يؤمِّنون خوفك، يشبعون جوعك، أو حتى يمسحون دمعك! !
ومعذرة أخي المجاهد! خذلناك وما خلفناك في أهلك ومالك بخير، خذلناك
وما أمددناك ولا نصرناك، ولا حتى واسيناك! !
أما (آيات) وصويحباتها.. فألف معذرة ومعذرة، وألف أسف على أمة
يدافع عنها نساؤها، يحمي أعراضها نساؤها، تجود بأرواحها نساؤها، حماية
للقاعدين، حماية للمتثاقلين إلى الأرض، حماية للمخلفين، فمعذرة فلسطين! !
ولك شيخنا [*] أن تقول بملء فيك: وافضيحتاه كما أطلقتها مدوية؛ فقد
صدقت حين قلت: (هل تعلمين يا أمة المليار ونصف المليار أن أهلنا في فلسطين
قد تردت أوضاعهم، وكثر عدد شهدائهم إلى درجة أن ثلاجات الموتى ما عادت
تتسع للمئات من شهدائنا؟ هل تعلمين يا أمة المليار! أن غاية أهلنا في فلسطين أن
يجدوا ثلاجات موتى إضافية لحفظ الشهداء؟ وها هم بدؤوا يستغيثون كل ضمير
حي وميت، وكل قلب يقظ ونائم أن يغيثهم.. لا بالطعام والشراب والدواء بل
بتوفير ثلاجات موتى كي يحفظوا الشهداء. هل تعلمين يا أمة المليار أن غاية أهلنا
في فلسطين أن يتمكنوا من دفن المئات من الشهداء الذين تمزقت أجسادهم،
وتقطعت أطرافهم، وانتشروا في الطرقات وتحت أنقاض البيوت، وإلى الآن لا
يستطيعون دفنهم؟ ألا يحق لي أن أقول صارخاً: وا فضيحتاه! !
هل تعلمين يا أمة المليار ونصف المليار أن قوات الاحتلال عندما طردت
أهلنا من بيوتهم في مخيم جنين قد أجبرت الرجال على أن يخرجوا حفاة عراة كما
ولدتهم أمهاتهم؟ تصوري يا أمة المليار ونصف المليار شعور الأب وهو يمشي
عارياً على مرأى من زوجته وأبنائه وبناته؟ ! طبعاً لقد سمعتِ عن ذلك وعلمتِ
بذلك يا أمة المليار ونصف المليار! لا بل أقول صراحة: إن كنت سمعت وعلمت
به فوافضيحتاه! ! وإن لم تسمعي ولم تعلمي به فوافضيحتاه وافضيحتاه
وافضيحتاه! !
نداءاتٌ كثيرة سمعناها، أهوال كثيرة رأيناها؛ فما الذي تحرك فينا؟ تحركنا
في تظاهرات صوتية، وارتدينا (الكوفية) الفلسطينية، ومن حرك منا يده، فبالقلم
أو بالهتافات والشعارات المنبرية، أو بالدعوة للإضراب عن الطعام تضامناً مع
القضية الفلسطينية، وفي هذه الأحوال النكدة نؤمِّن على دعاء من دعا بعودة هتلر
ليذهب باليهود إلى المحرقة مرة أخرى! !
بين التسول السياسي والاستنكار الدبلوماسي:
وإن تردت حال عامة الأمة إلى تلك الدركات السحيقة من الهوان؛ فإن الحالة
السياسية أشد بؤساً وأنكد حالاً وأضل سبيلاً، وحسبنا أن نقف مع حالتنا السياسية
في عدد من الأسئلة:
1 - إن كانت الدندنة والشنشنة القديمة من أن فلسطين هي قضيتنا الأولى ما
زالت تتردد في جوانب المؤتمرات الصحفية والبيانات الرسمية؛ فلماذا لا يريد أحد
أن يقدم لها أي تضحية عملية أو يتحمل جزءاً من المسؤولية تجاه ما يجري في
(أولى القبلتين وثالث المسجدين) ؟ أم أن هذه القضية لم تجد لها لدينا أولوية؟
2 - في كل يوم نسمع التأكيدات العربية على أن العدو الصهيوني لا يريد
السلام، وأنهم قوم متعنتون، وأن مستقبل السلام مظلم مظلم مظلم، وأن ما تقوم به
دولة الكيان الصهيوني إجرام يفوق التصور، وبربرية عصرية، وأن خيار السلام
ما زال بعيداً، إن كنا نسمع هذا الكلام (الواقعي) فلماذا الإصرار على السير في
هذا الطريق (المظلم) ؟ ! لماذا الإصرار على أنه لا مجال للحرب في أجندتنا
السياسية وأننا أمة السلام، ويدنا ممدودة بالسلام رغم كل ما يحدث؟ !
3 - لماذا الإصرار كذلك على توحيد المرجعية في حل القضية الفلسطينية
وقصرها على الحلول الأمريكية، رغم ما نسمعه عن القناعة بأن الولايات المتحدة
هي الداعم الرئيس والمساعد الرئيس والساكت الرئيس والفاعل الرئيس في كل ما
تقوم به الدولة الصهيونية، لماذا الإصرار على جعل الذئب راعياً للغنم؟ !
4 - لماذا هذا الضعف الشديد أمام دولة الكيان الصهيوني على الرغم من أن
بقاءها في أسوأ أحوال المقاومة متوقف على الاعتراف السياسي العربي بها؛ فعدم
اعترافكم بها دون إطلاق رصاصة واحدة يفقدها شرعية البقاء.
5 - ثم لماذا هذا الخوف الشديد من حرب دولة الكيان، وما هذه الفطنة
والحنكة التي تدفعنا إلى عدم الانجرار وراء شَرَك شارون في إيقاعنا في الحرب ...
لماذا نخاف الحرب.. أمن العدد نخاف أم بالعدة نكترث؟
فإن كان عدد القوات العربية فقط يبلغ (830 , 344 , 2) جندياً في حين
يصل تعداد الجيش الإسرائيلي إلى (500 , 172) جندي! ! وفي حين يمتلك
جيش إسرائيل (446) طائرة يمتلك العرب (3362) طائرة حربية مقاتلة،
ويبلغ عدد المصفحات لدى العرب (30197) مصفحة، ولدى إسرائيل
(3600) مصفحة، والدبابات لدى العرب (16919) دبابة، ولدى إسرائيل
(3800) دبابة، والمروحيات - الهيلوكوبتر - لدى العرب (653) طائرة،
ولدى إسرائيل (133) طائرة، أما المدافع العربية فتبلغ (12452) مدفعاً،
ولدى إسرائيل (1537) [4] .
فلا العدد ولا العدة هي التي تمنعنا من حرب دولة اليهود، ولا نرى أن هناك
سبباً لصمت كل هذه الأسلحة التي صدئ بعضها والبعض الآخر في الطريق إلى
ذلك إلا ضعفنا وهواننا وذلنا وجبننا.
6 - وماذا نحن فاعلون بحكمتنا هذه ويقظتنا العالية إن قامت تلك الدولة
بالاعتداء علينا من تلقاء نفسها ودون أن نستفزها، فهل سنكون وقتها مستعدين لصد
العدوان، أم أن أسلحتنا ستُدمَّر في مرابضها كما فُعل بها سابقاً؟
7 - إن كانت لدينا القدرة على إخراج مظاهرات مليونية، يتصدر بعضها
الرئيس أو نائب الرئيس أو رئيس الوزراء، وبعض الوزراء، وهي مظاهرات بلا
شك سلمية كما هو خيارنا الاستراتيجي، أَوَ ليس لدينا القدرة على إخراج عشرة
آلاف جندي يقاتل ويحمي المسلمين في فلسطين؟
8 - نتساءل عن هذه البزّات العسكرية والنياشين والأوسمة اللامعة..
أميدانها العروض العسكرية والمقابلات التليفزيونية أم ميادين القتال، وساحات
الوغى؟
9 - إن لم تكن لدينا القدرة على حرب الصهاينة المعتدين، ولا الحرب
خيارنا ولا طريقنا؛ فهل خيارنا هو الاستئساد على المتظاهرين المساكين الذين
خرجوا ينفثون بعض غيظ قلوبهم بصيحات وهتافات، وضربهم وقتلهم؟ ! وماذا
يعني إلغاء المظاهرات الشعبية حقناً للدماء! ! دماء من؟
10 - ماذا يعني أن نقوم بحماية سفارة دولة الكيان الصهيوني في إحدى
العواصم العربية بعشرين ألف جندي [5] ، وماذا يعني تكثيف الحراسة على المعابد
اليهودية، هذا فضلاً عن حماية الحدود.. اليهودية؟
11 - ما هذا الخداع؟ وما هذه المراوغة في عدم استخدامنا لأضعف الأسلحة
في مواجهة دولة الكيان اليهودي؟ ماذا يعني أن يكون عدم قطع العلاقات
الدبلوماسية هو خدمة للقضية الفلسطينية؟ ! ماذا يعني أن يكون عدم إغلاق
السفارات اليهودية في بعض بلادنا هو كذلك لمصلحة القضية الفلسطينية؟ ! ماذا
يعني أن يكون إلغاء المظاهرات الشعبية هو خدمة للقضية الفلسطينية؟ ! ماذا يعني
أن يكون عدم قطع الإمدادات النفطية هو أيضاً لخدمة القضية الفلسطينية؟ !
12 - ألم نسمع عن أن الحكومة الهولندية قد استقالت بكاملها؛ لأن أحد
التقارير أثبت أن بعض جنودها لم يقوموا بواجب الدفاع عن مدينة سربرنيتسا عندما
كانت ملاذاً آمناً.. ألم نشعر حتى بوخز الضمير لتقصيرنا وخذلاننا ليس
لسربرنيتسا.. ولكن لفلسطين؟ !
13 - ألم نسمع أن حكومة دولة تسمى (النيجر) في قارة اسمها (إفريقيا)
قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب أحداث فلسطين؟
14 - لماذا لم يبق لدينا إلا (الاستنكار الدبلوماسي) وأظنه بعد إنكار القلب،
وإن كنا قد صبرنا على تحويل (الجهاد) إلى (الجهادية) ثم إلى (وزارة
الحربية) ، ثم إلى (وزارة الدفاع) ؛ فهل نقبل كذلك بأن تكون الدول التي
لديها كل مقومات التغيير لا تنكر إلا بما هو بعد أضعف الإيمان؟
15 - لماذا تحول الخطاب الاستئسادي الشاجب والدائن والنادب والنائح على
أفعال يهود إلى مجرد تقديم (اقتراح) بإدانة إسرائيل؟
16 - وأخيراً لماذا حالتنا السياسية كانت السبب الأهم في تحول أمتنا من
(أمة الخيرية) إلى (أمة الظاهرة الصوتية) ثم إلى (الحالة الغثائية) ؟ ! فشعوبنا
ما زال فيها من به حياة، وفيها من ألجمه خوف الساسة والسياسة، وإن الله يزع
بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.. إن علينا أيها السادة! أن نقوم بعملية (استنجاء
سياسي) يطهرنا مما أصابنا! !
إننا نخشى أن يتحول حرص كل دولة على حدودها إلى أن يُستفرد بها وتؤكل
وحيدة وتستصرخ البقية ولا مجيب، وتتحول الأرض العربية والإسلامية إلى
أندلس أخرى، ويومها لن نستغرب أن تأتي نساؤنا يقلن لنا: ابكوا كالنساء أرضاً
لم تحافظوا عليها كالرجال.
الجهاد باق:
فلسطين هي الدولة الوحيدة التي لم يجرؤ العرب حتى الآن على أن يطلقوا
على الحركة الجهادية فيها صراحة لفظ الإرهاب، وإن أسموها كثيراً مقاومة، وإن
ألمحوا إلى ذلك بعض مرات.
وما أعز وما أفرح الناس إلا تلك العمليات الاستشهادية التي أوجعت العدو
اليهودي كثيراً؛ ففي الوقت الذي صمتت فيه كل الأسلحة، عسكرية أو اقتصادية أو
سياسية، نطقت أحجار فلسطين، نطقت أرواح الشهداء في فلسطين لتسمع العالم
كله أن أمتنا لن تموت موت الخراف، ولن تذل ولن تخنع، ولن تساوم، وستقاوم
كل الجهود التي تعمل على إيجاد موطئ قدم لدولة يهودية في أرض الإسراء.
في فلسطين لن تحل القضية المحورية في مجلس الأمن ولا في الأمم المتحدة،
ولا في البيت الأبيض ولا بالدبلوماسية العرجاء، ولا بالتسول السياسي، قضيتنا
حسمها الله - عز وجل - فقال: [قَاتِلُوَهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ
عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ] (التوبة: 14) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب
البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا
إلى دينكم) [6] ، وكما قال خير البشر صلى الله عليه وسلم: (.. ولينزعن الله من
صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله!
وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت) [7] .
هذا كلام رب العالمين وكلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، أنجيبه؟ !
وننقاد له؟ ! ونعمل به؟ ! أم نتركه لقول الأمريكيين بأن جهادنا في فلسطين
إرهاب ما بعده إرهاب؟
انتفضْ أو مُتْ إذا شئتَ شُهيداً ... فحديد الموت قد فلَّ الحديدا
فجِّر الأرض ودعها شعلةًً ... قطِّع الباغي وريداً فوريدا
دُسْ على هامات أذيال الخنا ... بائعي الزور ولا تبقِ يهودا
سمِّها إن شئت عنفاً أو فداء ... أو قصاصاً أو دفاعاً أو صمودا
أيها المسلم أطلق صرخةً ... تضع الحاملُ بالهول الوليدا
يا شهيد الحق أيقظ أمتي ... فالإذاعات غناء ونشيدا
خُذْ دمي حبراً وجلدي دفترا ... واكتبه فيه خلوداً يا شهيدا [8]