د. مصطفى السيد
يحلو الإبحار ضد التيار
ضد الذين يرون الوقت عبثاً
والفكر اجترار
وانتظار ليوم بِكر لا يجئ
ينفقون الأعمار
وليوم ثامن لا يؤوب
حتى يملهم الانتظار
(2)
تجتاحني سيرة سفيان الثوري
كإعصار فيه نار
تقتلع الزبد جفاء
وتمسك ما ينفع الناس
فيمكث
عطاء مدرارْ
ويدهشني الإمام أحمد
بزهده وهدوئه
فيحرك بغداد
من دهليزه وتتلاشى
هيمنة السلطة
أمام
طرقات الفكر الجبار
لقد ملأوا المكان
ونحن كحلقة ملقاة
بأرض فلاة
وهكذا فالمسألة
ليست
مسألة نص غائب
بل معضلة شخصية
متداعية
تختزن في أعماقها الماء
والناس
يتساقطون حولها
ظماء
(3)
غاب الإنسان فصارت
الأرض يباباً عند (اليوت)
وغار الإيمان فصار الزمان
مفقوداً عند (بروست)
هذا ما تقوله:
قوافل المهاجرين
إلى فكر الغرب
والمهجرين إلى كفر
الشرق
إنهم يعودون
ولكن
يلِجون
من باب التصوف
(ويسربون) ولكن
من رتاج [1] القلب
بعد أن طحنتهم
هيمنة العقل
***
تصنم العقل وتوثّن
وصدأ الروح وتعفن
(الفرقان) وحده هو الذي
(يسكب) الطمأنينة في
الآبار المعطلة
والأرواح المهجرة
(4)
آه لهذا الإنسان
فلطالما
لمعت بروق المعرفة
بأني [قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ]
ولكن طول العهد
بالعبودية
أبى عليه مفارقة
الواسطة البشرية