مجله البيان (صفحة 3954)

البيان الأدبي

سؤال السؤال

حفيظ الدوسري [*]

أمرُّ.. على الظلِّ ...

في شبح الليلِ ...

أسألُ.. ...

عن غدراتِ المكانْ ...

وأسألُ.. ...

عن خطراتِ الأماني ...

لماذا تخالفُ ركبَ الزمانْ؟ ! ...

لماذا الحكايةُ ...

نفس الحكاية ...

لا الشانُ شانٌ ...

ولا الترجمانْ؟ ! ...

لماذا البلابلُ ...

عادت تُغرِّدُ؛ ...

لكن.. بدونِ سماعِ الأذان؟ ! ...

لماذا الرياحُ ...

استحالت سَموماً ...

وعادَ السحابُ.. ...

بغير اتزان؟ ! ...

لماذا العصافيرُ طارت جميعاً ...

إلى غيرِ شيءٍ ... ...

سوى

الطيرانْ؟ !

لماذا العناكبُ ...

تبني علينا ...

خيوط الهوانِ بكل سِنانْ؟ ! ...

لماذا الخفافيشُ ...

تعلو علينا ونحنُ الصقورُ ...

فأين السِنانْ؟ ! ...

لماذا الفراشاتُ ...

يُقضى عليها.. ...

سريعاً.. ...

سريعاً.. ...

بدون أوانْ؟! ...

لماذا الهداهدُ ...

ما عادَ فيها ...

شبيهُ النذير ...

البليغِ البيانْ؟ ! ...

.... ..

(سليمانُ)

آهٍ.. ...

على هدهدٍ ...

فقدناهُ

في معمعات الرهانْ! ! ...

لماذا الغُرابُ ...

سيبحثُ فينا ...

أيدفن فينا ...

بقايا الكلابْ؟ ! ...

لماذا سيلهثُ فينا الترابُ؟ ...

ونحن لهثنا ...

بسفِّ التراب؟ ...

لماذا لعقنا الأصابعَ.. ...

حتى..

تكشّف عَظمٌ

وبانت

حِرابْ؟ !

لماذا شربنا ...

كؤوسَ الرذيلةِ ...

حتى الثمالة ...

دون مِطال؟ ! ...

لماذا هُزمنا ...

لماذا صُعِقْنا ...

لماذا انتحرنا ...

بدون قِتال؟ ! ...

لماذا المآسي ...

أناخت علينا ...

جبالَ المذلةِ ...

في كُلِّ حال؟ ! ...

لماذا.. ...

لماذا.. ...

فقدنا السؤال ...

سؤالٌ كئيبٌ ...

يجرُّ

السؤالْ؟ !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015