ذكر القادمون من ليبيا أن اعتقالات واسعة جداً جرت في أوساط الإسلاميين،
وقد تمكن عدد قليل من الشباب من الإفلات من قبضة النظام وعبور الحدود الليبية
والانتشار في أرض الله الواسعة.
وذكر القادمون أن الآلاف من الدعاة إلى الله قد زُج بهم في المعتقلات، وقد
علمنا أن عدداً غير قليل من الشباب تم تصفيتهم أثناء اعتقالهم وفي السجون الكثيرة
التي استبدلها القذافي بالسجن الذي هدمه.
والغريب في الأمر هو ذلك الصمت الرهيب الذي التزمته أجهزة الإعلام
والصحف العالمية إزاء هذه الأحداث الخطيرة.
- لو كان هؤلاء نصارى لما سكت عنهم الفاتيكان ولتمكن من تحريك أعوانه
من الدول الكبرى والصغرى.
- لو كانوا يهوداً، لتمكن اليهود من تحريك مشاعر الرأي العام العالمي،
ولأقدمت إسرائيل على عمل حربي.
- لو كانوا شيوعيين لاتخذ السوفيات موقفاً يحرج القذافي، ولقطعوا عنه
الأسلحة وأمروا خبراءهم بالعودة.
- لو كانوا باطنيين لتحركت إيران وعملاؤها في كل مكان ولاختطفوا
الطائرات واحتجزوا الرهائن حتى يتم إطلاق سراحهم.
أما هؤلاء أبناء السنة فلا بواكي لهم، وليس هناك من يحزن لحزنهم، وأن
يتفضل بالكتابة عنهم.
إن أحداثاً كهذه تبرز حقيقة الألاعيب التي يلجأ إليها نظام كنظام القذافي
لتحسين صورته القبيحة أمام الشعب الليبي. فكيف الجمع بين عمل كهذا وبين هدم
السجن الذي شارك هو فيه بنفسه؟ وكيف التوفيق بين هذه الجريمة الجديدة وبين
دعوته - في الأمس القريب - لمنظمة العفو الدولية لنقل مكاتبها إلى طرابلس؟ .
أين الصحف والمجلات العربية القومية التي ما فتئت تهاجم القذافي صباح
مساء ولا تكاد تدع صغيرة ولا كبيرة إلا وكان لها فيها كلمة؟ ما بالها هذه المرة قد
غفلت عن هذه الأحداث الخطيرة؟ أم أنها نقاط الالتقاء مع نظام القذافي؟ !
بل أين منظمة العفو الدولية وباقي منظمات الأمم المتحدة التي تعنى بحقوق
الإنسان؟ ! .
كم قلنا غير مرة إن القذافي وغيره من العسكريين لا يقرءون التاريخ، ولا
يتعظون بالأحداث فهؤلاء الآلاف سيتأثر لسجنهم عشرات الآلاف وتزداد عزلة
النظام يوماً بعد آخر، وسيتحدث الدعاة من أبناء ليبيا الذين لا يعرفون الخنوع ولا
الذل أن حاكماً عسكرياً حاول تغيير دين الله فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر كما أخذ
غيره من أعداء الإسلام.