المنتدى
حسين عبد الرحمن عقيل
عجائب الدهر لا تفنى وإن ظهرت ... لنا عجائبُ قلنا ما الذي بعدُ
حتى نفيء لأمرِ الله في عرضٍ ... ويُفرَقُ الجمعُ ذا بؤسٌ وذا سعدُ
إن من مستجدات عصرنا الفكرية، وما ظهر في أعمارنا الزمنية ما يسمى
بالحداثةِ والعلمانية - وما ظهر مؤخراً بما يسمى بالنظام العالمي الجديد (وهو ما
يدعى بالعولمة) .
عجَّت بنا من ديار الغرب عولمةٌ ... طريقة الغاب، لا شرع ولا ذِممُ
الناس أسرى لديها في مَخِيلَتِها ... تَغطُّ ناساً وتُرْقِي مَنْ ترى القِمَمُ
إنها مسميات لامعةٌ وبراقة ولكنها من معدنٍ سرعان ما تصدأ ذراته فتترك
خبثها في واحة فكرنا النقي، فيتكون لدينا مركبات فكرية ذات روابط عقدية معقدة
التركيب؛ وذلك لطمس معالم مادة شرعنا ونهجنا القويم وتصبح مادةً تتفاعل مع كل
جديد من مستجدات العصر.
لذا فإن على الأمة الإسلامية مجابهة هذه التغيرات بكل ما تملكه من وسائل
التصدي لها، وليكن لكل مثقف وكاتب وواعظ وأديب دوره الفعَّال نحو هذه
التغيرات الفكرية بالكلمة الناصحة الناجعة لتبين مخاطرها، وتظهر مهالكها فيجبُ
على الكاتب ألاَّ يجفَّ قلمه أمامها، والشاعرِ ألاَّ تمحل واحة شعره، والواعظِ ألاَّ
يَقِلَّ عطاؤهُ. كلٌ بما منحه الله من هبةٍ يجودُ بها على دينه وأمته لكي نحيا حياةً
آمنةً مطمئنة، ونعبدَ الله على بينةٍ من أمرنا.