مجله البيان (صفحة 3356)

نص شعري

إنسان عيني

مشاعر أم نحو طفلها

د. سعاد محمود نحلة

هو زينة الدنيا وبسمتها به ... هو حبة القلب ارتوت برضابِهِ

طفلي صباحة صبحنا ونسيمه ... عصفورنا الشادي برطب عِذابِهِ

هو نعمة الرحمن تغدو بيننا ... هو عزمنا في عنفوان شبابِهِ

شادٍ تحاكيه البلابلُ غيرةً ... ويشنِّف الآذانَ سحرُ جوابِهِ

غضٌ نضيرٌ كالندَى في رقةٍ ... تغدو الوداعة كلُّها من بابِهِ

ألْقَى الحياةَ بخيرِها وشرورها ... فيهونُ ما ألقاه عند خطابِهِ

ويضمنا مرحُ الطفولةِ ساعةً ... أَنْسَى الحياةَ بها على أبوابِهِ

ألهُو وأركضُ مثلَه في نشوةٍ ... وكأنني يا صحبُ من أصحابهِ

وتُغرِّدُ الضحكاتُ من أعماقِنا ... يروي فؤادينا الصفا بلبابهِ [1]

هو قطعةٌ مني من القلبِ الذي ... أنَّى يسيرُ يسيرُ في أعقابهِ

فإذا بكى مُتضرراً من شوكةٍ ... ذابَ الفؤادُ تساؤلاً: ماذا بِهِ؟

وتمنَّت العينُ التي هو نورُها ... أن يحتويها الشوكُ قبل إهابِهِ

إنسانُ عيني، مهجتي، ريْحانتي ... عمري الذي أحياه من أسبابهِ

رباه! هذا عُمرنا وشبابُنا ... آمالُنا، أحلامُنا تحيا بِهِ

فأَنِر له الأيامَ من أيامِنا ... واحفظه من شرِّ الزمانِ ونابِهِ

واجعلني يا رب الفداءَ لدمعةٍ ... إن ساقها ألمٌ إلى أهدابِهِ

هذا دعاءُ الوالدين تَضرُّعا ... بارك لنا اللهم في أعقابهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015