علي حسن آل محمد العتيبي
إن ضرورة الاجتماع لا يختلف عليها مسلمان عاقلان؛ ولكنها كما يبدو قولٌ
دونما أثر.. جعجعة دون طحن.. وكثير من المسلمين على نصيب كبير من ذلك؛
فالملاحظ أن اتفاقهم على أصول الدين لم يمكنهم من التجاوز عن كثير من الاختلاف
اليسير وجمع الجهود والالتفاف حول راية واحدة للإصلاح.
وبالنزول لواقع الدعوة نجد أن هناك شروخاً غائرة في تربيتنا. إنه لا يخفى
علينا ما خلفته التربية القاصرة والتخلف الحضاري العام من الضيق بالآخر وعدم
الاعتداد إلا بالنفس؛ ولو حاول هؤلاء المصلحون الذين يقعون في هذه المزالق أن
يكتشفوا إيجابيات الآخرين، أو اختراق حجب التعصب لرؤية جدوى التعاون معهم
وفضائل السعي للانسجام في عمل مشترك مهما كانت الصعوبات؛ لوجدوا الفرق
شاسعاً بين التفرد في القيام بالمهمة وإيجابياته وبين الالتقاء مع الإخوة حيث تلتقي
الأفكار وتتلاقح وتتقارب المسافات من الإنجازات والإنتاج. فهذه يا دعاة الإسلام
دعوة أُطلِقها اليوم قبل أن نندم ساعة لا ينفع الندم، وكفى ما حل بنا بسبب تفرقنا
خلال قرون مضت. فهل من مجيب؟