مجله البيان (صفحة 2529)

نص شعري

حيرة

شعر: فيصل عبد الله المشرقي

إن الحياة بدون الحبّ هاوية ... نار تأجج في القلب الظمي ضَرَما

سألته زمناً والقلب في كمد: ... يا صاحِ يا أملي يا أفضل الندما

ما سرّ نائحتى والناس في طرب ... هل بان منزل من تهواه وانصرما؟

قال الحبيب ودمع العين يخنقه: ... يا كاشح الطرف يا من يندب الرمما

جانبْ سفاسف أمر قد علقت به ... إن الأسود تُحاذر أن تُرى بُهما

إني سلكت سبيلاً ليس يسلكه ... إلا من امتلأت أوصاله كرما

آليت أنّ طريقي لست أبرحه ... حتى يرفرف أمري في الورى قُدُما

***

النفس بالنفس في الألواح قد كتبت ... للعبد والحر والأسياد والزعما

فهل تضيع دماء المسلمين سدًى ... في القدس والهند والبلقان يا حُكَما؟

وهل تصير دِما الحيتان غالية ... حتى يكون لها من عطفكم حرما؟

بأي حق جرى القانون عندكمو ... أم كيف سُطِر حتى صار محترما؟

لا يحجب الشمسَ غربالٌ إذا طلعت ... في العالمين تزيل البغي والظُلَما

***

فهل ترى يا رفيقي أن تكون معي ... حتى نقيم من البنيان ما انهدما؟

فما رميت إذِ الكفار قد دُحِروا ... لمّا رميت، بل الله القويّ رمى

القولُ قولُهُ، والخَلْقُ العظيم له ... من شاء دمّره منهم لينتقما

كن في الصفوف وإلا خادماً لهمُ ... أو داعياً لهمُ أو مرشداً فَهِما

أو ساتراً لعيوب قد تُرى جَللاً ... أو كن أُخَيّ من المستَحْسَنين فَمَا

أو جُد أخي بعزيز المال عن رغَبٍ ... حتى نَدُكّ بعزمٍ هذه الأُطُما

واسمع أُخَيّ ندا الأيام، إن لها ... قولاً تردده: يا أكرم الكُرَما

أعط الشحيح دماراً سابغاً تَلَفاً ... وامنح بفضلك كل المنفقين نَمَا

فإن قدِرْت فحقّاً تلك مفخرة ... وإن عجزت فجود العاجزين بِمَا

فدع أذاك وحاذِر أن تُعيقَهُم ... إياك إياك أن تغدو لهم خَصِما

فالفجر لاح وعين الله تحرسه ... والكون صاح، وذاك الظلم قد رُجِمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015