نص شعري
شعر: إبراهيم بن عبد العزيز الفوزان
مضتْ تبعثر الخطا ... بين الدروب المظلمه
طريدةً صراخها ... يضيع وسط الهمهمه
والذئب يعدو خلفها ... بين الكلاب المتخمه
وَأكْلُبُ الحي بدتْ ... أمامه مُستسلمه
والذل في أجفانها ... للذئب أمسى مرحمه
وابنة الحي بها ... من الجراح أوسمه
دماؤها قد كتبت ... على الدروب مَعلَمَه
بأحرفٍ رموزها ... غامضةٌ منمنمه
فتيانها قد قرؤوا ... تلك الحروف المبهمه
فعرفوا مأساتها ... من النيوب المجرمه
فجردوا سلاحهم ... لقتل ذئب الدونمه
فجرّحوه فارتمى ... يعوي بصوت المرحمه
يعوي بحزنٍ شاكياً ... من السهام المؤلمه
شكاته قد حركت ... ضمائراً مؤممه
هناك ذئب أشقرٌ ... أتى لرفع المظلمه
أتى يجرُ تيهه ... عواؤه كالدمدمه
وأكلبُ الحي انحنت ... لصوته معظمه
حتى الكلابُ الخاملات ... أقبلت مسلِمه
بنظرة من طرفه ... فيها معانٍ مبهمه
تناظرت جميعها ... ثم انحنت مهمهمه
فانطلقت نابحةً ... لنصر ذئب الدونمه
من فتيةٍ لم يدركوا ... حق الذئاب المكرمه
فهجمت بقسوةٍ ... بخطةٍ معممه
أما الفتاةُ لا تسل ... عن نفسها المحطمه
فتيانها قد هوجموا ... بأكلبٍ منظمه
فمزقت أجسادَهم ... نيوبُها المُسَممه
وأصبحت فتاتهم ... للذئب أشهى مطعمه
عجائباً رأيتُها ... في نومةٍ مُنعمه
أحلامُها كأنها ... حقيقة مسلمه