مجله البيان (صفحة 2298)

نص شعري

انتصار الحق

شعر: موسى محمد هجاد

أيها الفارس.. مهلاً..

لا تغادر صهوة الحق.. ولا تلقي اللجام..

واستمع..

يا فارس الحق.. صدى صوت الكرام..

هل تذكرت.. الألى

ساروا حفاةً.. والألى راموا القيام..

والألى.. من شرفة التاريخ

أعلوا هامة الصدق الهمام

والألى.. لم يعشقوا النوم..

وما أغضوا لتسفية اللئام..

***

أيها الفارس..

لما تذبل الأشجار في وادي الربيع..

لم تودعنا الأزاهير..

التي تحلم بالظل الصريع..

والإباء الشامخ.. الوردي

لم يستهوه الصوت الوديع..

لم يزر خيمة ليلى العامرية..

ما رأى قيساً وأطمار الشقاء الجاهلية..

ما رثى للشعر إذ ينساب في عشق

ولم ينسيه أوراق (القضية) ؟ ..

ما عفى للقوم آثار الحمية..

والخريف الهازل.. الهش..

ارتمى حزناً بأحضان المنية..

ساءه (الترتيل) في قارعة الليل البهيم..

واحتسى قسرا من الإعجاز.. آيات النعيم

لم ينم.. في ذلك الليل..

رمى عن جفنه اللهو القديم..

صاح مذعوراً تخطى حاجز الصمت.. الأليم..

كيف أحيا في صباح الصيف.. مزهوّاً..

وقد طال الأرق؟ !

كيف أستعذب أنغام الهوى..

يصغي لها سمع الشفق؟ !

أين فارس مأواي الرفيق..

أين أحلام الصباة.. استنفرت..

من كاهن الليل النعيق..

لم يعبرها (التقاة) ..

استعجمت أشباح أحلام الغريق..

أيها الفارس لا تجزع..

***

إذا طال الطريق..

وأسأل التثبيت.. في وقت..

علا صوت (النقيق)

واختفى في زحمة الأصوات..

مصداق الصديق..

***

أيها الفارس..

نوح عانق المأساة.. أحقاب السنين..

أعرضوا.. صموا.. عموا

لايستكين..

صفقت أشرعة المركب..

تستهزئ بالكفر الدفين..

واستفاق القوم..

في لجة طوفان من الحق المبين..

وانظروا

(لا عاصم اليوم) من الإغراق..

(إلا من رحم) ..

فارجعوا.. لا تركضوا..

لن يبلغ (الجوديّ) عُبّادُ الصنم..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015