نص شعري
رسالة إلى أبي محجن
بقلم: محمد بن عائض القرني
أيها الصحبُ أين أين المسير؟ ! ... ومتى المنتهى وكيف المصيرُ؟ !
أنا في زحمة الحياة غريب ... فلمن يُشتكى ومن لي مجير؟ !
وعلى الساح أمتي تتهاوى ... ذلّ منصورها وذل النصير! !
نفد الزادُ يا رفاق طريقي ... سئم الركبُ حين طال المسير
واضمحلت سنابل الحقل لما ... جُفِف النبعُ وهو عذب نمير
* * *
أيها الفارس العنيد ترجّل ... فخيولي حبيسة لا تغير! !
والسلاح الذي أُعِدّ كليل ... وأذى العرض لم يعد يستثير!
اصهلي يا براذن الفرس ماتت ... خيل سعدٍ ومات فينا الضمير!
وأبو محجن يئن بقيد ... فلِمَ القيدُ أيّهذا الأسير؟ ؟
عربدي يا علوجَ أيلة هذا ... زمن القحط! ! شره مستطير
كبت الناس عنوة! ! ! ورجانا ... ندع الزادَ والرِكاب تسير
و (كريستوفر) يحثّ خطاه ... وهو بالصلح والوفاق بشير!
وإذا (الجات) أثمرت فجناها ... سوف يأتي، وشوكها لا يضير!
* * *
يا ليالي الشتاء عودي ربيعاً ... نرجسيّاً يضوع منه العبير
واهنئي يا يهود إنا أناس ... ليس فينا حمائم أو صقور
فخذي القدسَ كلّها وكفانا ... (سمة الإذن) بالعبور نزور!
جزئي مسجد الخليل وإلا ... وحِديه؛ فذاك خطْب يسير
وصلاة مع الإمام فإن لم ... يأت، فالكاهن الحكيم نظير
هكذا دان قومنا أرأيتم ... كيف هُنّا صغيرنا والكبير؟ !
* * *
ليت شعري إلى متى نتمادى؟ ... في رضا الخصم وهو وغدٌ حقير! !
يا أبا محجن كفاك تراباً [*] ... (فِيلُ كسرى) على الثغور يغير
كُشِف السترُ فالعفاف ذبيح ... هُتك العرضُ والجناح كسير
فاعصب الرأس عزة تتلظى ... أنت بالحرب والسلام خبير
أَزِفت ساعة القصاص وإلا ... فاجرع الموتَ ثم بئس المصير
أفما آن للنيام انتباهٌ ... أوَ ما أيقظ النيام النذير؟ !