نص شعري
الجنرال.. والوطنُ المنفى
شعر:د.حسين علي محمد
تَحْت جِدارِ الوطنِ المَنْفَى
كنتُ أمُدّ عروق دمائي
أتهيّأُ للدّفنِ
وحيداً
في الصحراءْ
يظهُر جِنْرَالُ الزّهْوِ فَتِيّاً
يأكلُ صَحْنَ بلاغتِه
الجوعى
والفقراءْ!
وردةُ جمجمتي
لن تُورق في زَبَدِ الصّمْتِ صباحا
لن تُزهر داخل أسوار حنيني
ذاتَ مساءْ!
لن أُبْرئكَ من الجَمْهرةِ بسوحي
الممتلئةِ بالرّعبِ
وبالأقذاءْ
وببحر دماءْ..
يتفجّرُ من ظِلّ الجنْرالِ الضّخْم
لن أُبرئكَ من الوهْم
في خِسّةِ ليلٍ يتمدّدْ
يبتلعُ العصفورَ الأخْضَرَ والغَيْمْ
في ساح الشّهَدَاءْ!
لنْ أخْلَعَ رأسي في مشهدِ عُرْيِ الرّاهنِ
في استخذاءْ
أرفعُ عينيّ مليا
في مشهدِ هذا الخزيِ المجنونِ
وهَرْولةِ (الرّ فقاءْ) !
إني أرقبُك وحيداً، تبدُو
كالمفتونِ
بأرضِ الغرباءْ!
ماذا تَفْعَلُ
تحت غيومِ الوَطَنِ المُثْقَلِ بالفَقْدِ
وأوْحالِ الدّاءْ؟
خُضْتَ بحارَ سقوطِك حتىّ الرّقَبَهْ
هل كان المْوتُ يُسابِقُ حُلْمَكْ
يسري في نبضِ دماءْ
تعلنُ عن ليلٍ يتخفّى
تحت الأضلاعِ الستة للنجمةِ
في الأنحاءْ!
نمشي فوق مناكبِ قتلانا الشهداءْ
كلّ مساءْ
تصفعُنا ذكراهُمْ
ليلاً
فجراً
ظهراً
عصراً
صيفاً
وشتاءْ
فلِماذا تُمسك مرآةَ الأيّامِ السوداءْ
وتحّدق في الأفْق المجدولِ بعاركْ
في خُيلاءْ؟ ! !
تَحْلُمُ بالشّعْرِ
وبالمَاءْ
والخضرةِ، والنخلِ،
وترنيمِ الشعراءْ
لكنْ..
خفقةُ نعلِ الجنرالِ الكاسِرِ
تذبحُ صدقك
لا تستأذنُ أُفقي، أفقك
كيْ تعبث فيهْ
شهْقةُ صمتي صمتِكْ
تنبئُ عن موتي، موتِكْ
ورحيل العُمْر غباراً
في هذا التّيهْ