أخبار حول العالم
رجم اليهود بالحجارة
لم يكن حادث مقتل أربعة من الفلسطينيين -قبل أسبوعين من الآن- بعد
تعرضهم لحادث من قبل سيارة شحن كبيرة يقودها يهودي في قطاع غزة المحتل،
هو السبب الرئيسي للاضطرابات التي تشهدها الأراضي المحتلة والتي بلغت حدتها
حدًا لم تصله منذ 20 عامًا، ولعل سببًا حقيقيًا لهذه الاضطرابات يكمن في الحلقة
السياسية المفرغة التي آلت إليها جهود عملية إحلال السلام في المنطقة، كما أن
الاهتمام الضئيل الذي حظيت به القضية الفلسطينية أثناء القمة العربية الطارئة في
عمان في الشهر الماضي هو عامل آخر لا يقل عن سابقه أهمية. لقد دفع إحساس
شباب المخيمات بتخلي زعمائهم عنهم إلى أخذ المبادرة بأنفسهم.
ينعكس تنامي قوة الإسلام هنا (في الضفة الغربية وغزة) بارتفاع عدد
المساجد التي تضاعف عددها تقريبًا، في الضفة الغربية، على مدى العشرين سنة
الماضية، وفي قطاع غزة ارتفع عددها من (200) إلى (600) .
ولا تعزى ظاهرة زيادة عدد المساجد فقط إلى الارتفاع الذي طرأ على عدد
السكان على مدى تلك الفترة، فقد أخذ الإسلام يحل محل القومية بشكل سريع كقوة
توحيد للفلسطينيين الذين أصبحوا يعتقدون أنه الأمل الوحيد لدفعهم باتجاه النصر.
وليس من الصواب شجب أو وقف ظاهرة تزايد عدد الملتزمين بالدين-
فالإسلام يبقى واحدًا من بين الأديان العظيمة في العالم - لكن الخطر يكمن في
القالب السياسي الذي قد يأتي به، فالأصولية (والكلام يشمل جميع دول الشرق
الأوسط) هي العملاق النائم.
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه:
ماذا لو ظهر الشباب الأصوليون في غزة بأنهم القوة الوحيدة التي تستطيع
عمل شيء بطولي في وجه إسرائيل؟ إن مظهرًا كهذا قد يؤجج حماسة الشباب في
تلك الدول جميعًا، سواء منها التي دخلت في سلام مع إسرائيل؛ أو تلك التي
التزمت حد الحديث عن الحرب، ولم تتجاوزه.
التايمز 23 / 12/ 1987
في وسط المخيمات التي تحيط الأسلاك الشائكة نشأت بين الشباب علاقات
حميمة لم يعرفوها من قبل أبدًا، ويلتقي الشباب ذوو الأفكار المتشابهة الذين يمثلون
الجيل الثالث من أبناء المخيمات، من أنحاء قطاع غزة المختلفة وذلك لإجراء
اتصالات بين بعضهم. لقد فقدوا الأمل لعدة أسباب:
*لقد فقدوا الأمل لعدم توفر فرص العمل، فكثيرًا ما ترى الأطباء والمهندسين
وأطباء الأسنان والعلماء يمتهنون مهنًا وضيعة، كالعمل في المطاعم، أو كنس
الطرقات، أو العمل في المزارع.
*لقد فقدوا الأمل في الدول العربية التي أولت القضية الفلسطينية اهتمامًا
ثانويًا في قمة عمان الطارئة.
*لقد فقدوا الأمل في الدول العظمى حيث تجاهل مؤتمر القمة بين أمريكا
وروسيا القضية الفلسطينية.
*لقد فقدوا الأمل بمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد أصبح عرفات في نظر
شباب المخيمات دبلوماسيًا كثير التجوال عديم القيمة، خصوصًا بعد المعاملة التي
لقيها في مؤتمر عمان، كما لم يعد لهم أي أمل في المفاوضات من أجل السلام.
*لقد وجدوا بعض الأمل في الإسلام، نعم إنه المسجد، كما يقولون، حيث
الجهاد الإسلامي.
لقد أدخلت المظاهرات المصحوبة برشق الحجارة الرعب في قلوب
المستوطنين اليهود فقد اضطر (2500) منهم إلى الرحيل عن أماكن إقامتهم متجهين
إلى حيث يجدون الأمان، وناقمين على رجال الأمن لعدم قدرتهم على وضع حد
لهذه المظاهرات.
التايمز 22/12/1997
كل التقارير التي نقلت أخبار المظاهرات في أرض فلسطين المحتلة أجمعت
على أن المحرك الأساسي الذي كان له الأثر الرئيسي لهذه الحشود في وجه سلطان
العدو هو الإسلام، وأكثر هذه التقارير كانت عباراته مغلفة بالإشفاق والقلق من هذه
الظاهرة، فما يزعج اليهود والذين ظاهروهم وزرعوهم في أرضنا هو عودة الناس
في هذه البلاد - وغيرها من بلاد المسلمين - إلى دينهم الذي ارتضاه الله لهم،
واستلهامهم منه معاني الصمود والكفاح، ولاشيء يقض مضاجعهم غير أن يفهم
المسلمون دينهم فهماً صحيحًا، ولا يعتبروه دين نواح وشكوى وأدعية وأوراد في
زوايا معزولة، ولا يكدر خواطر الأعداء - على كافة أصنافهم - سوى أن يُرمى
بتفسيرهم للإسلام في وجوههم.
ولذلك ففي كل تقرير عن تلك الأحداث نرى كيف أن عبارات الاعتراف
بالإسلام " كواحد من الأديان العظيمة في العالم "! تغتصب منهم اغتصابًا، وتفوح
منها رائحة الخوف والهلع.
وكذلك نلمح العبارات المملوءة تحريضًا واستعداء وترهيبًا، والتي يخاطب بها
القيمون على المنادين بالإسلام، والسائرين في طريقه.
لا شيء يكدر خاطر كاتب التقرير إلا أن يظهر " الشباب الأصوليون في غزة
بأنهم القوة الوحيدة التي تستطيع عمل شيء بطولي في وجه إسرائيل! " حيث " إن
مظهرًا كهذا قد يؤجج حماسة الشباب في تلك الدول جميعًا! ! ".
وماذا بعد؟ !
عند ذلك يخرج المارد من قمقمه! ويهيج العملاق مخربًا ومثيرًا للفزع
والاضطراب في هذه الدول! ويدمر اقتصادها، وتندثر حضارتها! وتخسر ما بنته
الطبقات " المستنيرة " عبر المئة سنة الأخيرة ... الخ.
أرأينا كيف يبدو أعداء الله حريصين على مصلحة الدول الإسلامية؟ ! وهم
ما يفتأون منذ عرفتهم البشرية يزرعون الشر، ويقتلعون الفضيلة ويبشرون بالإثم
والعدوان؟ ! .
يا قوم:
إن الذي جعلكم تعترفون بالإسلام كواحد من الأديان العظيمة في العالم، بعد
أن أنفقتم كل فترات تاريخكم في حربه وحرب أهله - ولا تزالون -؛ لهو القادر
على أن يبدل (نظرتكم التجزيئية) إلى هذا الدين، ويجعلكم - أنتم ومن تتولونهم
ويتولونكم - ترغمون على الاعتراف بأن الإسلام هو الإسلام، دينًا يرفض الظلم
بجميع أشكاله وصوره، حيث كان، وأينما وجد، وعقيدة عملية تستعصي على
تفسيرات أعدائها، وشروح من يريدون تغييبها في التراب.
أهل مكة أدرى بشعابها
(16/11/1987)
أشاد شمعون بيريز وزير خارجية إسرائيل بفكرة المؤتمر الدولي، وانتقد
معارضيه في إسرائيل بسبب مخاوف لا مبرر لها بشأن جهود السلام في الشرق
الأوسط.
وقال بيريز - وهو يرد على أسئلة البرلمان الإسرائيلي-:
" العالم العربي يقترح مفاوضات مع إسرائيل تبدأ بمؤتمر دولي "، وقال:
إنه يجلس الآن ويضحك كيف أن إسرائيل نفسها منخرطة في تشدد متزايد لا داعي
له، ومخاوف لا مبرر لها من أضرار لاوجود لها! وضغوط لا يمكن أن تمارس
علينا ".