المجاهدون.. هل ينقذون إرتريا؟ ! [*]
قال (تعالى) : [وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فإن
انتهوا فإن الله بما يعملون بصير] [الأنفال: 39] ، لقد شهدت الساحة الإرترية في
هذا العام تحولاً كبيراً لصالح المجاهدين بفضل الله، حيث منيت الجبهة الشعبية
بهزائم متتالية إثر ضربات المجاهدين المتوالية التي أسفرت عن استيلاء المجاهدين على الكثير من معسكراتها، كما اضطرتها إلى الانسحاب من معظم الريف الإرتري، وقد اتسع نطاق تحرك المجاهدين ليشمل معظم أقاليم إرتريا بما في ذلك إقليم (سراي) ، وصارت المبادرة بيد المجاهدين، وأصبحت أخبار الجهاد وانتصارات المجاهدين حديث الناس في كل بقاع إرتريا.
وبعد أن سجلت حكومة أفورقي إخفاقاً وفشلاً ذريعاً في شتى المجالات
العسكرية والسياسية وغيرها: لجأت إلى وسائل العجز والخور، وكان آخرها حملة
الاعتقالات الواسعة التي شملت العاصمة (أسمرا) وكلاً من مدينتي (كرن) و (قندع)
ومناطق أخرى.
وكانت تلك العملية أشبه بعمليات الاختطاف، حيث نفذت في جنح الظلام من
قِبَل كوماندوز صرب إرتريا وفي حالة من التنكر والتستر التام، وما زال مصير
المعتقلين مجهولاً ويكتنفه الكثير من الغموض، وتفيد المعلومات أن الذين تم
اختطافهم أكثر من مائة معتقل، معظمهم من الدعاة والمعلمين وأعيان ووجهاء
المسلمين في تلك المدن.
يا جماهير شعبنا المسلم.. ويا أنصار الجهاد المبارك.. إن هذه الأحداث ما
هي إلا حلقة من حلقات ذلك المخطط الصليبي الذي انتهجته الجبهة الشعبية في
حرب الإسلام والمسلمين منذ قيامها، وحتى تتضح الأمور وينكشف ذلك المخطط
لابد من ذكر بعض ممارسات الجبهة الصليبية الحاكمة في إرتريا:
فعلى الصعيد الداخلي:
1- حاربت اللغة العربية وأقصتها عن مناهج التعليم وعن المعاملات الرسمية، واعتبرتها لغة أجنبية.
2- حاربت الدعوة والدعاة، وأغلقت المعاهد الإسلامية وسعت في تحويلها
إلى مدارس علمانية، واستخدمت في تنفيذ ذلك شتى وسائل الإرهاب من الاقتحام
العسكري لتلك المعاهد واعتقال الدعاة والمعلمين وقتل بعضهم ... إلخ.
3- تشجيع النصارى للعودة إلى إرتريا، وتمليكهم أراضي المسلمين السكنية
والزراعية، في الوقت الذي تسعى فيه للحيلولة دون عودة المسلمين من أرض
المهجر.
4- انتهاك أعراض المسلمين وإفساد المجتمع، وقد مارست ذلك بالأمس
تحت مظلة التجنيد الإجباري، وتمارسه اليوم حكومة أفورقي بحجة الخدمة الوطنية، مما اضطر بعض الأسر المسلمة إلى الهجرة من جديد.
5- القيام بالتحريش بين القبائل المسلمة وإثارة الفتنة بينها، ومحاولة الإيقاع
بين القبائل الحدودية، وممارسة سياسة فرق تسد بين المسلمين.
هذه بعض ممارسات الجبهة الصليبية في الداخل، وأما
على الصعيد الخارجي:
1- فقد قامت بتوطيد علاقاتها مع إسرائيل والدول النصرانية والسماح لها
بإقامة المشروعات الاستثمارية، والقواعد التجسّسية، وفتحت المجال على
مصراعيه للمنظمات التنصيرية.
2- تنكرت للدور العربي في القضية الإرترية، وعملت على سدّ كل أبواب
التعاون معها، ورفض جميع مبادرات الجمعيات والمنظمات الخيرية للإسهام في
تقديم الخدمات للمجتمع الإرتري، واتهامها بأنها مصدر للفتن، وكان من
تصريحات أفورقي أن قال: لسنا عرباً، ولسنا بحاجة إلى دعم العرب، وستأتينا
أموالهم عن طريق الغرب! ! .
3- وأخيراً: توج أفورقي الصليبي مواقفه تلك بقطع العلاقات الدبلوماسية مع
السودان الشقيق، ذلك البلد الذي آوى الشعب الإرتري وثورته خلال الثلاثين عاماً
السابقة، وقاسمه لقمة العيش، وناصر قضيته حتى الاستقلال، فجاء أفورقي
ليكافئه بقطع العلاقات الدبلوماسية واحتضان المعارضة السودانية، حيث جعل من
(أسمرا) مقراً لاجتماعاتهم، وأصبح يهدد أمن السودان من خلال التلويح بدعم تمرد
قبائل البجة تارة [**] ، وباستعداء أسياده الصليبيين تارة أخرى.
قال (تعالى) : [وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا
أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون] [التوبة: 12] .
لقد بات جلياً من خلال تلك الممارسات والمواقف التي أجملناها في هذا البيان
بأن ما يحدث إنما هو جزء من المخطط الصليبي العالمي الذي يستهدف استئصال
شأفة الإسلام والمسلمين؛ فصرب في البوسنة، وصرب في الشيشان، وصرب في
إرتريا، وصرب في كشمير، وصرب في جنوب السودان.. وكلهم منطلقون من
خندق واحد، ومن منطلقات حاقدة.
ومن هنا نوجه نداءنا إلى كافة الشعوب المسلمة أن استجيبوا لداعي الجهاد
وحماية بيضة الإسلام؛ قال (تعالى) : [ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله
والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه
القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراْ]
[النساء: 75] .
وهكذا، فإن أعداء الإسلام يرموننا عن قوس واحدة، فلنرمهم عن قوس
واحدة، قال (تعالى) : [وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة، واعلموا أن الله
مع المتقين] [التوبة: 36] .
وليعلم أفورقي وعملاؤه أن الشعوب المسلمة لا يحدها حدود، وأن بيضة
المسلمين واحدة، وأن المجاهدين في إرتريا له بالمرصاد، [وسيعلم الذين ظلموا
أي منقلب ينقلبون] .
وفي الختام: نهيب بكافة جماهيرنا المسلمة، وبأنصار جهادنا المبارك في كل
مكان: أن يناصروا حركة الجهاد الإسلامي الإرتري دعماً وتأييداً حتى نتمكن من
صد تلك الهجمة الصليبية المدعومة، ونرد كيد أعدائنا ونحمي بيضة الإسلام في
المنطقة، [ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز] .