نص شعري
محمد العتيق
صاح في الناس المنادي:
«أيها الناس استفيقوا..
شيعوا العام الطريدْ
واحضنوا العام الجديدْ
واحتسوا من غير لأي خمرة العام السعيدْ
كي تظل النفس سكرى..
في مدى العام المديدْ»
«أيها العابث فينا..
ما نداءاتك إلا صرخة..
في مسمع الوادي السحيقْ»
هكذا.. ردد صمت السامعينْ!
وانبرى صوت المناجي:
أيها العام الجديدْ.. يا ترى ما قد تكون؟
أترى نتلوك سطراً..
في كتاب البؤس من عيش العبيدْ؟
أم ترى نرويك شعراً..
في رثاء العز والمجد التليدْ؟
أيها العام الجديد..
طال عمر لجفاف الريق والأرض هنا
وارتوت من دمعها مليون عينْ
واشتكى الضيم سوادُ الثقلينْ
وارتدى الناس من الإملاق أخفاف حُنينْ
بدل الواحد شدوا محزمين!
ويطول الحزن في مأتمهم..
ويفك الدين دينْ!
أيها العام الجديد
بلغ الأولاد عشراً من سني العمر
في ظل حياة الفقر لا يدرون ما معنى «المطرْ»
قال لي أكبرهم:
حدثتنا أمنا ذات مساءْ
أن شيئاً كان من مهد السماءْ
كان يهمي فوق أجساد البشرْ
وتسميه العبارات «مطر» !
صارت الأمطار ذكرى..
أصبحت محض خبرْ!
أيها العام الجديدْ..
أترى فيك نرى..
نشوة الأطفال من تحت المطرْ؟
وانتشاء الروض من عبق الزهرْ؟
وابتهاج العيد في أحلى الصور؟
في بلادي من جديد!
أترى يوماً يعود..
منتدى الأرواح في عذب السمر..
وحديث الحب في صمت السحر..
في رياض ضاءها نور القمر..
في بلادي من جديد؟ !
واختفى صوت المناجي..
حيث لا ثَمّ سوى همس الظلامْ!