دراسات اقتصادية
المشكلة الاقتصادية
وعلاجها من المنظور الإسلامي
- 1 -
د.محمد عبد الله الشباني
تمثل المشكلة الاقتصادية محور الاهتمام لدى علماء الاقتصاد، كما أنها محور
اهتمام الدول عند معالجتها لقضاياها الاقتصادية، فالمشكلة الاقتصادية مرتبطة
بوجود الإنسان على الأرض، وهي من العوامل المؤثرة في المسيرة التاريخية
للإنسان، بل إن أحد أنبياء الله المرسلين وهو النبي شعيب عليه الصلاة والسلام
قامت دعوته لقومه على تأكيد الجانب الاقتصادي وأهمية الإصلاح الاقتصادي
المرتبط بسلامة العقيدة، فقد حكى الله في القرآن الكريم قصة شعيب مع قومه،
وأبرز أهم نقاط إنكاره عليه السلام على قومه المتمثلة في عملية البخس في التبادل
التجاري، وأكل أموال الناس بالباطل من خلال التأثير في عملية التوزيع، التي
تمثل أهم جوانب المشكلة الاقتصادية يقول الله تعالى مخبراً عن واقع قوم شعيب
وسلوكياتهم الاقتصادية المرتبطة بسوء التوزيع: [وإلى مدين أخاهم شعيباْ قال يا
قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير
وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا
تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين] إلى قوله: [قالوا يا شعيب
أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت
الحليم الرشيد، قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقاْ
حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما
توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب] [1] .
ولعل في الآيات إشارة إلى تأثير عدم العدل في التوزيع وفي التبادل التجاري، وأكل أموال الناس بالباطل، وأن ذلك من أسباب سوء الأوضاع الاقتصادية للفرد
والمجتمع، فقد وصف نبي الله شعيب واقعه باعتباره تاجراً يلتزم بأوامر الله بأن الله
قد رزقه رزقاً حسناً بسبب التزامه بما يأمر به قومه من العدل في التعامل.
تتمثل المشكلة الاقتصادية في جوانب ثلاثة هي:
1- ندرة الموارد الطبيعية وقلتها ومحدوديتها، وبالتالي فإن المشكلة في هذا
الجانب تتمثل في الاختيار بين ما ينتج وما لا ينتج لاختلاف وكثرة حاجات الإنسان، وكيفية تخصيص الموارد المتاحة للاستخدام، أي تحديد الموارد التي يمكن
استخدامها، وأسلوب الإنتاج الذي ينبغي اتباعه وبالتالي فإن المشكلة تمتد لدراسة
نظرية الائتمان لهذه الموارد ونوعية السلع وكمياتها، وأولويات إنتاجها، والبدائل
بينها.
2- الطريقة التي يتم بها توزيع الدخل العام على عناصر الإنتاج المختلفة أي
نمطية ونوعية توزيع عناصر الإنتاج على أفراد المجتمع، وأنصبة عناصر الإنتاج
في ذلك الدخل على أساس الوظيفة التي أداها كل عنصر في تحقيق هذا الدخل،
فهذا الجانب من المشكلة الاقتصادية يتعلق بتحديد مصادر الدخول الفردية وقواعد
اكتسابها وتوزيعها، وكذلك تحديد أنصبة عناصر الإنتاج في الدخل وهي الربح
للأرض والأجر للعمل والعائد على رأس المال والربح للمنظم أي للمضارب بالعمل.
3- الأهمية النسبية لعناصر الإنتاج ودور كل عنصر وأهميته في العملية
الإنتاجية، والأهمية النسبية مرتبطة بالمفهوم الفلسفي الذي يعتنقه المجتمع، فإن
للنظام الاجتماعي بما يحتويه من تنظيمات اقتصادية تأثيراً في تحديد مقدار الإنتاج
ونوعه سواء أكان من حيث مدى اتساع وضيق حرية التملك أو حرية العمل
والاستهلاك، أو تشجيع التقدم الفني والتقني لتحسين وزيادة الإنتاج بقصد الاستفادة
من عناصر الإنتاج الأساسية المتمثلة في الموارد الطبيعية ورأس المال والعمل.
إن هذه الجوانب الثلاثة للمشكلة الاقتصادية هي محور الدراسات الاقتصادية،
كما أن لها دورها في الصراع بين مختلف الشعوب والمجتمعات بجانب أنها من
العوامل المسببة لنشوء الحروب وسقوط الحضارات.
إن وجود المشكلة الاقتصادية هو جزء من سنة الله الكونية، وابتلائه وامتحانه
للبشر حتى يتميز الخبيث من الطيب، والصالح من الفاسد، والمؤمن من الكافر.
إن الإسلام يقر بوجود المشكلة الاقتصادية، ويعتبرها من الظواهر الكونية
ومن السنن الإلهية المصاحبة لوجود الإنسان على الأرض، وجزء من امتحان الله
له حتى يمكن تحديد مصيره في الحياة الآخرة.
إن النقص والندرة في الموارد الطبيعية جزء من إرادة الله الكونية، كما إنها
أحياناً تكون نوعاً من العقاب الإلهي لطغيان الإنسان في الأرض وإفساده فيها.
لقد حدد الله في كتابه العزيز العلة لوجود هذه الظاهرة، أي ظاهرة ندرة
الموارد وقلتها، بأنها تعود إلى طبيعة الإنسان التي خلقه الله عليها، تلك الطبيعة
المتمردة الطاغية التي تستغني عندما تشبع، يقول الله تعالى موضحاً هذه الحقيقة:
[ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء] [2] ،
ويقول تعالى واصفاً طبيعة النفس البشرية عندما تصل إلى الرفاه وتحقق متطلبات
وحاجات الإنسان، بأنها تصبح طاغية مستبدة: [كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه
استغنى] [3] ، كما إن المجتمع الذي يستغني فإنه يمارس ما يمارسه الفرد، وهذه
الحقيقة أوضحها القرآن الكريم في قوله تعالى: [لقد كان لسبأ في مسكنهم آية
جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور،
فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل
وشيء من سدر قليل، ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور] [4] ،
وقوله تعالى: [وضرب الله مثلاْ قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداْ من
كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا
يصنعون] [5] .
إن للندرة في الموارد الطبيعية حكمة تقتضيها، فالنقص في الموارد يوجد
الحافز على عمران الأرض واستمرارية البشر عليها حتى الأجل المحتوم بالعمل
حسب الطاقات والإمكانيات الفعلية والعقلية الموزعة بين البشر، مما يؤدي إلى قيام
عنصر العمل بدوره في الاستفادة من الموارد الطبيعية، ومساهمته في استخراج
الكنوز المودعة في الأرض، ولن يتم ذلك إذا انعدمت وزالت المشكلة الاقتصادية،
لقد حدد القرآن الكريم هذه الحكمة بأنها جزء من سنة الله الكونية وآية من آيات
ربوبيته في قوله تعالى: [ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاْ
سخرياْ] [6] .
يحدد القرآن الكريم المنهج الذي يمكن للإنسان عند اختياره له تحقيق الرخاء
والحصول على رغد العيش وكفايته، فقد تكفل الله بتوفير احتىاجات الإنسان
المرتبطة بمقومات وجوده، حيث تكفل الله بإشباعها، هذا المنهج الذي أوضحه الله
سبباً موجباً لكفاية الاحتياجات، هو إيمان الإنسان بالله قولاً وعملاً وسلوكاً وتشريعاً، إن انحراف المجتمعات الإنسانية يعتبر سبباً في تحقيق النقص في الإنتاج سواء
أكان ذلك بسبب تسليط الله لبعض مخلوقاته بإفساد وتحطيم الإنتاج، أو بنزع بركة
الخير والرزق الذي يبسطه الله لعباده، يقول الله تعالى: [ولو أن أهل القرى آمنوا
واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا
يكسبون] [7] .
إن معالجة الإسلام للمشكلة الاقتصادية، والأسلوب الذي يأمر باتباعه لتجنب
الوقوع في المشكلة بالشكل الذي يخل بتوازن المجتمع، يقوم على معالجة جميع
جوانب المشكلة الاقتصادية بشكل متكامل بحيث تتكاتف جميع العناصر المؤثرة في
التنظيم الاجتماعي بالعمل في تناسق وتكامل لتحقيق المجتمع الفاضل الذي تسير
الحياة فيه وفق منهج الله الذي أوضحه سبحانه في كتابه على لسان نبيه -صلى الله
عليه وسلم-، فإذا تحقق هذا الأمر باليسر وفق شريعة الله عقيدة وشريعة، فإن
المشكلة الاقتصادية بمختلف جوانبها لا تصبح معوقاً لاستقرار الفرد وتحقيق الغاية
التي من أجلها خلقه الله وأهبطه إلى الأرض، ليعمرها فترة زمنية محددة، حيث
ينتهي به المطاف إلى الحياة الأخرى التي لا نصب فيها ولا تعب، وإنما هي دار
جزاء على ما قدمه خلال الفترة الزمنية التي مكثها على وجه الأرض.
إن دراسة المنهج والأسلوب الذي يعالج به الإسلام حل المشكلة الاقتصادية
يقتضي دراسة جميع جزئيات وكليات النظام الاقتصادي من المنظور الإسلامي، أي
دراسة كاملة وشاملة لمنهجية وأسلوب الإسلام في تنظيم المجتمع من الناحية
الاقتصادية، وبالتالي فليس من مهمة هذه المقالة وما يتبعها من مقالات طرح كامل
لكافة الحلول التي يطرحها الإسلام لعلاج المشكلة الاقتصادية باعطاء تصور كامل
لمنهج الإسلام، فهذا يحتاج إلى دراسات مطولة ومتنوعة لمختلف فروع الاقتصاد،
ولكن سوف نحاول في هذه المقالة وما بعدها من مقالات ترتبط بالمشكلة الاقتصادية
إعطاء القارىء تصوراً عاماً للحلول التي يأمر بها الإسلام لحل المشكلة الاقتصادية
بجوانبها الثلاثة التي أشرت إليها في بداية هذه المقالة، وتأصيل فكرة أن الإسلام لا
يقتصر على معالجة العلاقة بالله تعالى فقط، وإنما يعالج مشاكل البشر المادية بما
يتفق مع الطبيعة البشرية والسنن الكونية التي اقتضتها حكمته من خلق الإنسان على
هذه الأرض.
إن الندرة في الموارد الطبيعية مرتبط بحكمة خلق الإنسان، حيث إن الأرض
التي خلقها الله للإنسان ليسكن فيها لم تخلق لتكون مكان راحة وسعادة ونعيم، وقد
أشار القرآن إلى ذلك في قوله تعالى عندما أهبط أبا البشر آدم عليه السلام: [وقلنا
اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين] [8] ، فلم
يفض الله أنعمه على الأرض كما أفاضها في الجنة بل جعل متاعها قليل وجعل
مواردها محدودة، ولكن الله الذي خلق الأرض وخلق البشر عليها، قد أوجد فيها
من الخيرات والموارد التي تكفي حاجة الناس إذا قاموا على الطريق السوي وامتثلوا
لأمر الله، ولكن إذا انحرفوا فإن قانون الندرة يؤدي إلى استفحال المشكلة
الاقتصادية وإصابة الناس بالألم والعذاب والشقاء والفقر والجوع والخوف..
إن منهج الإسلام في معالجة الندرة في الموارد الطبيعية يتمثل في توجيه
المجتمع إلى استغلال جميع الموارد الطبيعية، وبذل الجهد في سبيل الحصول عليها
والاستفادة منها، فاستغلال هذه الموارد يحتاج إلى بذل الجهد، فمن أراد أن يستفيد
مما أوجده الله على الأرض أو في السماء، فإن عليه بذل الجهد فالموارد الطبيعية
التي هي أحد المصادر المسببة للمشكلة الاقتصادية، سواء أكان ذلك من ناحية
القصور في استغلالها، أو من ناحية الأسلوب والتقنية المتبعة من قبل الإنسان عند
استغلاله لهذه الموارد، لهذا فإن معالجة واقع الندرة للمواد الطبيعية يأتي من كيفية
استغلال هذه الموارد وبذل الجهد لاكتشافها، فالأرض هي مصدر أساس من مصادر
الرزق، وهي تكتنز في باطنها المواد الأولية لإنتاج المنتجات التي يحتاج إليها
الإنسان في حياته، كما إنها تحتفظ على ظهرها بمصادر الإنماء من تربة وماء
فيتحقق باجتماعهما انتاج حاجة الإنسان من الغذاء ولهذا فإن معالجة الإسلام لجانب
قلة الموارد وندرتها يأتي من خلال استغلال الأرض وتوجيه انتباه الإنسان إلى
الأرض، وضرورة استغلالها باستصلاح الأرض والعمل على استغلالها وخلق
الحافز للإنسان لتحقيق ذلك.
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من
أعمر أرضاً ليست لأحد فهو حق) [9] ، فيتضح من هذا الحديث جانب من جوانب
معالجة الإسلام لكيفية التعامل مع الندرة، وذلك بالحث على استغلال الأرض
واستثمارها من خلال تشجيع الإنسان على استغلال الأرض من خلال الاستفادة من
غريزة التملك لدى الإنسان بحثّ الأفراد القادرين على استغلال الأرض المعطلة،
وبالتالي فإن الإسلام يحرص على دفع عوامل الإنتاج في التفاعل من أجل تخفيف
آثار الندرة في الموارد في استفحال المشكلة الاقتصادية فعدم استغلال الأرض يؤدي
إلى تعطيل مصدرين من مصادر الإنتاج وهما الأرض والعمل، ولهذا فقد وجه
الإسلام الاهتمام إلى هذا الجانب من جوانب معالجة الندرة بتوفير المناخ المساعد
على استغلال المتاح من الموارد الطبيعية فأوجد السياج النظامي لحماية الفئة النشطة
من بني الإنسان، بتوفير الحافز على استغلال الأرض من خلال إعطاء حق التملك
لمن يستثمر الأرض، وحماية هذا التملك بإهدار أحقية أي مغتصب فعبارة: وليس
لعرق ظالم حق التي وردت في بعض الروايات يقصد منها أنه لا يحق لرجل يأتي
إلى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس فيها غرساً غصباً ليستوجب بهذا الغرس
تملك الأرض، فقد أهدر حقه ومنعه من ذلك الحق، وتقع حماية التملك على ولي
الأمر المسلم الذي يتولى رئاسة الدولة الإسلامية.
إن مشكلة الدول المتخلفة هي في عجزها عن استغلال مصادر الطبيعة المتاحة
للإنسان، إما بسبب التشريعات الظالمة التي تعيق الحافز على العمل والتاريخ
المعاصر يقدم الدليل على أن التشريعات الظالمة، وتبني الأفكار المنحرفة أدى إلي
انهيار النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي الذي قام تنظيمه الاقتصادي على
تقليص دور الفرد في استغلال الموارد الطبيعية بكبح غريزة حب التملك، وبالتالي
إبعاد الحافز عن العمل بمنعه من أداء دوره في التأثير بعدم الاستفادة القصوى من
الموارد الطبيعية.
لقد وجه الإسلام الانتباه إلى أن الموارد الطبيعية لا تقتصر على ما يظهر على
وجه الأرض، وأن الندرة قد تكون بسبب عدم بذل الجهد الفكري والعضلي، وأن
الندرة يمكن حلها إذا بذل الإنسان الجهد، وعمد إلى البحث عن مصادر الرزق بعدم
الركون إلى المصادر الظاهرة، لقد روى أبو يعلى في مسنده حديث عائشة رضي
الله عنها أنها قالت قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اطلبوا الرزق في
خبايا الأرض) [10] ، ففي هذا الحديث إظهار لحقيقة أن الأرض تخبىء كثيراً من
الخيرات، وأن الله الذي خلق الإنسان قد تكفل بأن يوفر له احتىاجاته ولكن بشرط
أن يعمل على البحث والتنقيب، فالحديث فيه إشارة صريحة على أن الرزق مخبؤ
في باطن الأرض، لكنه يحتاج إلى طلب.
إن من سنن الله الكونية أن الله قد أوجب على الإنسان السعي في الأرض
وبذل الجهد والتعب، أما التمتع بدون تعب فهو في الحياة الأخرى، وهذا من
الأسرار التي جعلها الله في قلة الموارد، ولكن ليس الانعدام الكلي وعدم إمكانية
توفير الاحتىاجات، فالندرة حسب المفهوم الإسلامي نسبية وليست مطلقة، أي أن
الندرة تحدث إذا عطل الإنسان ملكاته وقدراته ولم يعمل على استغلال طاقاته
الذهنية.
إن من واجب الإنسان أن يمارس عملية التفكير والاختراع، فما يصنعه
الإنسان أو يكتشفه هو من صنع الله، لهذا ينبغي فهم قول الله تعالى على حقيقته
[والله خلقكم وما تعملون] [11] ، فإن ما يتوصل إليه الإنسان من مخترعات، وما يلهمه الله من معرفة للأسرار الكونية، إنما أذن الله بها في هذا العصر مع كثرة الناس، ولم يأذن بها فيما سبق من تاريخ البشرية ليؤكد حقيقة ثابتة لا جدال حولها أن الله قد تكفل بتوفير احتياجات الإنسان وأن الموارد المتاحة كفيلة بتوفير احتىاجات الإنسان بشرط أن يسعى وفق سنن الله وضمن نطاق العبودية له تعالى، ولهذا فإن الانحراف عن هذا المنهج سيكون سبباً في ندرة الموارد حيث يصبح ذلك أداة لإنزال عقاب الله تعالى على ظلم الإنسان.