مجله البيان (صفحة 1481)

نقد

أخطار النزعة المادية في العالم الإسلامي

نقد كتابات جودت سعيد

(?)

عادل التل

إن الخطورة في تبني المنهج المادي، لا تنشأ من خلال الانتماء الاعتقادي

لهذا المنهج كشعار فحسب، وإنما تكمن في الآثار والنتائج التي تترتب على هذا

الانتماء، حيث تعتبر هذه الآثار من مستلزماته الأساسية، ويتضح هذا الأمر من

خلال التطبيق العملي لهذا المنهج في واقع الحياة. لأن الالتزام بالمنهج المادي،

يفرض على معتنقيه التزامات أخرى تقوم عليه، وترتبط به ارتباطاً كاملاً لا تنفك

عنه.

وبما أن جودت سعيد من المنتمين لهذا المنهج - كما أثبتنا هذا من قبل - فإنه

يدعو صراحة للتمسك بأسس هذا المنهج، والرجوع إلى هذه الأسس عند التنازع أو

الاختلاف حيث يقول: " إن الوجود الخارجي للمادة أو المجتمع له حقيقة واقعية،

يتفاوت تصاور الناس لها حسب خلفياتهم الفكرية، وعند الاختلاف يتم الرجوع إلى

الوجود الخارجي " [1] . والمقصود بالوجود الخارجي هو الوجود المادي أو المادة

وهذا يمثل لبُّ النظرية الماركسية، وبما أن النظرية الماركسية تقوم على أُسُسٍ

محددة لا تنفك عن بعضها، وهي المادية الجدلية والمادية التاريخية، وشملها قوانين

تطور المجتمع، فإن عزل أي جانب منها للعمل به منفرداً، لا يفيد في قطع الصلة

بأصل النظرية الماركسية وفي هذا يقول ستالين: " إن المادية الديالكتيكية، والمادية

التاريخية تظهران كعِلم واحد وكفلسفة متكاملة، فلا المادية التاريخية معقولة بدون

المادية الديالكتيكية، ولا المادية الديالكتيكية ممكنة بدون المادية التاريخية.. " [2] ،

وبناء على ذلك فإن أي أصل من أصول النظرية الماركسية لا يكون صواباً على أي

حال، لأن كل أصل منها يقوم على المادية، يقول لينين: " إن هذه الفلسفة

الماركسية المسبوكة من قطعة فولاذية واحدة، لا يمكن انتزاع أي منطلق منها، ولا

أي جزء جوهري واحد دون الخروج عن الحقيقة الموضوعية " [3] .

ونستطيع هنا أن نميز قاعدتين بارزتين يتسم بهما فكر جودت سعيد بشكل

خاص، والفكر المادي بوجه عام.

1- قاعدة التغيير الكلية.

2- قاعدة التطور العامة.

وتمثل هاتان القاعدتان المحور الأساسي الذي تقوم عليه كتب جودت وأفكاره

كلها، وسنتناول في هذا البحث بعض التطبيقات العملية لقاعدة التغيير، ونرجئ

البحث في موضوع التطور إلى حلقات أخرى.

قاعدة التغيير الكلية:

يربط هذه القاعدة بمفهوم المشيئة ويجعل مشيئة الله تابعة لمشيئة البشر حيث

يقول: " كما قلب قوله تعالى: [إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ]

[الرعد 11] مفهوم الناس عن التغيير الذي كانوا ينتظرونه من الله، ويرى البشر

أنفسهم مثل الطين بيدي الخزاف، تقيدهم الأقدار، قلبت هذه الآية الفكرة رأساً على

عقب، فردت عملية التغيير إلى البشر واعتبرتهم مسؤولين عنها " [4] . وفي هذا

يقول أيضاً: (قلنا فيما سبق أن الله يخلق الصفات في المادة - ونكمل الموضوع الآن، بأن نبين أن الله يخلق الأفعال من الأفكار.. فمَن تمكَّنَ من معرفة الخواص

التي يخلقها الله تعالى في المواد، يمكنه أن يسيطر عليها، كذلك من تمكَّنَ من

معرفة الأفعال التي يخلقها الله تعالى مما بالأنفس، يمكن أن يسيطر على

المجتمع) [5] . وعن هذه الحالة يصف الشيوعيين الماركسيين أنهم: " لمحوا قدرة الإنسان على صنع التاريخ والقيام بعملية التاريخ " [6] .

إن التعامل مع الإنسان من خلال الأسس المادية - كما يرغب جودت -

وقياس خواصه على خواص المادة؛ وإخضاعه لما تخضع له من قوانين، فيه

إغفال لتكريم الإنسان وتميزه عن سائر المخلوقات، ومن خلال هذه المبادئ تعامل

النظام الماركسي في روسيا مع الناس وأخضعهم لقوانين قسرية كالتي تخضع لها

المادة فكان العذاب والشقاء، وكان التنكيل والقتل لمن يرفض هذه القوانين المادية

الجائرة التي تُفْرَضَ على الناس بالقوة.

ثم يقول مُبَيِّناً حقيقة التغيير المطلوب: " يفيد أنه يمكن أن توضع في النفس

الأفكار ابتداء، كما يمكن أن يرفع ما فيها من مفاهيم، ويوضع فيها أخرى، وهذا

أهم ما في عملية التغيير، من إنشاء الأمر ابتداء، ومع ذلك أسند الله للبشر هذه

القدرة في إزالة المفاهيم واستبدال غيرها بها " [7] . كما يقول في أكثر من موضع

عن البشر: إن مصائرهم بأيديهم، وكما تلتقي هذه الأفكار مع آراء الماديين

الماركسيين، فإنها تلتقي أيضاً مع آراء " فرقة القدرية " المعروفة في تاريخ علم

الكلام، وقد انتصر جودت هنا لأفكار هذه الفرقة، وتعرف هذه الفرقة بمصطلح

آخر هو " مذهب الاختيار " وذلك في مواجهة " مذهب الجبر " الذي بدأ ينتشر في

ذلك العهد، وقد جعل جودت موضوع الصراع يدور حول (الجبر والاختيار) في

حرية الإنسان، وأغفل منهج أهل السنة الذي يقوم على إثبات المشيئتين، وتقديم

مشيئة الله على مشيئة البشر، وفي هذا يقول ابن تيمية: (أثبت الله المشيئتين

مشيئة الله ومشيئة العبد، وبين أن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الرب) . ثم ذكر ابن

تيمية قوله تعالى: [فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إلَى رَبِّهِ سَبِيلاً * ومَا تَشَاءُونَ إلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ

إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً] [الإنسان 3] [8] . وقال ابن تيمية أيضاً: (الالتفات إلى

الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل،

والإعراض عن الأسباب المأمور بها قدح في الشرع، فعلى العبد أن يكون قلبه

معتمداً على الله لا على سبب من الأسباب، والله ييسر من الأسباب ما يصلحه في

الدنيا والآخرة) [9] . أي: «أعقلها وتوكل» [10] . ومن الممكن أن نلخص

الرد على هذا الجانب بمثال عن حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يشهد لما

ذهب إليه أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع، وهو أن النبي - صلى الله عليه

وسلم - كان حريصاً على هداية عمه أبي طالب وألحَّ في دعواه، حتى نزلت الآية: [إنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ] [11] . ولو كان تغيير ما في النفس مما يملكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما

تأخر عن تغيير ما بنفس عمه من الضلال إلى الهدى. فإذا كان النبي - صلى الله

عليه وسلم - لم يستطع أن يهدي عمه أو يغير ما في نفسه فكيف يمكن لجودت

سعيد أن يجعل مهمة تغيير المشيئة بيد البشر؟ لماذا لم يقدر النبي - صلى الله عليه

وسلم - أن يهدي عمه؟ هل هذا عن عجز منه، وعدم معرفته بالأفعال التي يخلقها

الله تعالى مما بالأنفس؟ أم أنه أغفل سنن التغيير التي اكتشفها جودت سعيد

والماركسيون من قبله؟ ؟ ..

لن يملك جودت ولا أصحابه الماديون ولا جميع علماء النفس والاجتماع الذين

يُعْتَدُّ بهم أن يغيروا ما في قلب إنسان من الهدى إلى الضلال، ولا أن يبدلوا ما في

قلب إنسان من الضلال إلى الهدى إلا بمشيئة الله، قال تعالى: [فَإنْ أَعْرَضُوا فَمَا

أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إنْ عَلَيْكَ إلاَّ البَلاغُ] [الشورى 48] ، وبحث هذه المسألة

سيكون بصورة أشمل في الفصل الخاص بموضوع المشيئة، وإن ما ذكرناه في هذه

المقدمة إنما هو توطئة لبحث جوانب أخرى من قاعدة التغيير.

تغيير مصادر المعرفة:

يقصد بتغيير مصادر المعرفة: تغيير مصادر العلم، يقول ابن تيمية " أصول

العلم ثلاثة: الحس والعقل، والخبر المركب منهما؛ كخبر الأنبياء عن طريق

الوحي "، ولكن جودت يجعل مصدر المعرفة في التاريخ وحده، حيث يقول في

ندوة تلفزيونية: " اسمحوا لي أن أقول: إن الإسلام يعتبر التاريخ هو مصدر

المعرفة، مصدر العلم، وأقول إن سبب انقطاع الوحي - ختم النبوة - بأن التاريخ

صار مصدراً للمعرفة، وهذا النظر أعتبره فلسفة جديدة وقديمة في آن واحد، لأن

التاريخ، هو الذي إذا شهد لأحدٍ استحق شهادة صحيحة، وإذا شهد على أحد أيضاً

فهو الذي يَخْرُجُ من التاريخ.. " [12] . ويظهر في هذا الحديث - أنه يعتبر

وظيفة القرآن قد انتهت، وأن التاريخ هو مصدر المعرفة الذي يُعْتَدُّ به، وأن

شهادته ذات اعتبار وتأثير، وبناء على هذا التصور يذكر قاعدة التغيير في مصدر

المعرفة، وأنها ليست من القرآن فيقول: " أي: أن الذي سيعلمنا ليس القرآن،

وإنما نفس حوادث الكون - والتاريخ هي التي ستعلمنا " [13] .

تغيير مصادر الأدلة:

لما تقرر عند جودت استبعاد دلالة النصوص الشرعية كمصدر من مصادر

المعرفة التي تقدم الحقيقة الموضوعية كان طبيعياً أن يحاول تغيير مصدر الأدلة

أيضاً، فعند تفسير قول الله تعالى: [سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى

يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ] [الشورى 17] ، يقول: " هذه الآية تنقل أدلة موضوع الفكر

الديني الذي تُقَرِّرُهُ آيات الكتاب، تنقل مصدر الأدلة من آيات الكتاب إلى آيات

الآفاق والأنفس، وهذه النقلة البعيدة المدى لم تكن البشرية مهيأة لها إلى الآن.

وانعدام هذه النقلة أو عدم القدرة على التكيف هو الذي جعل مصدر أدلة العلم

والإيمان مختلفة في أذهان العالم المعاصر. فجعلوا الدين غير العلم، وأن مصدر

العلم من الواقع، وأن مصدر الدين من الغيب، فهذه الآية بهذه النقلة التاريخية التي

لم يقدر البشر على تفهمها، تدمج الدين دمجاً كاملاً في العلم الواقعيِّ في المحيط

الإنساني ليكون موضع تأمل الناس " [14] . أليس من حقِّ المسلم أن يتساءل إلى

أيِّ مدى يريد جودت أن يغير مصادر الأدلة في هذا الدين؟ لو كان هذا التبديل

ضرورياً، لَبَيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لنا ذلك، وقد قال الله تعالى له:

[ونَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وهُدًى ورَحْمَةً وبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ] [النحل 89] .

يبين جودت السبب في جعل الأدلة من خارج القرآن حيث يقول: (هذه الآية؛ آية الآفاق والأنفس قَلَبَتْ مكان الدليل ومصدره، كما قلبت آية التغيير مفاهيم

الناس، فآية الآفاق والأنفس حدَّدَتْ مكان الدليل ومصدره بأنه ليس الكتاب، فلا

نطلب كيف بدأ الخلق من الكتاب، وإنما نطلبه من السير في الأرض والنظر، كما

أمر بذلك الكتاب فالحكم في الكتاب، والدليل في الواقع والأرض وآيات الآفاق

والأنفس " [15] .

من أين جاء بهذا الحكم الذي يُلغي مكان الدليل في القرآن فيجعله في آيات

الآفاق والأنفس، والآية لا تشير إلى هذه الفكرة، وليس لها هذا المنطلق ولا يمكن

فهم ذلك الأمر من نصَّها، وقد جعل القرآن آيات الآفاق والأنفس تأكيداً وتوضيحاً،

ولم يجعلها تغييراً ونقلاً، والله تعالى يقول لنا: [فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى

اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ] [النساء 59] ، ثم يأتي جودت

سعيد فيقول: ردوه إلى الوجود الخارجي المادي، أو إلى آيات الآفاق - العلوم -

وإلى آيات الأنفس - علم النفس - ويجب أن نعلم أن هناك إجماعاً عند المسلمين

على أن المرجع عند الاختلاف هو كتاب الله وسنة رسوله، كما أن منهج السلف

الصالح هو المعتمد في فهم الكتاب والعمل بالسنة.

إن تقرير هذه النقلة بهذا الأسلوب، يقطع الصلة بين المسلمين ومصدر علمهم

ومنهج معرفتهم، كما يفصل بين أحكام الكتاب وبين التطبيق العملي له في واقع

الحياة، وهذا يستدعي أن آيات الله تحتاج للتزكية والشهادة المستمدة من آيات الآفاق

والأنفس كما يصور ذلك جودت.

يقول أصحاب النزعة العقلية: إن العقل هو الذي يشهد بالصدق والقبول

لآيات القرآن والسنة، وبهذا جعلوا العقل حَكَماً على الدين، كما يقول محمد إقبال:

" ومما لا شك فيه أن للفلسفة الحق في الحكم على الدين " [16] . ويقول أصحاب

النزعة المادية: إن آيات الكتاب لا تؤدي دوراً، وإنَّ الواقع أو التاريخ وآيات

الآفاق والأنفس هي التي تشهد لآيات الله بالصحة والثبات والقبول. وفي هذا يقول

جودت: " في القضاء يطلبون البينة والأدلة والشهود، والله يقيم على دينه وكتابه

شاهدي عدل، وهما آيات الآفاق والأنفس، وهما شاهدان معتبران لهما حق

الشهادة " [17] .

وقد يظن البعض أن هذه الشهادة كما نتصورها - نحن - شهادة تأكيد وتأييد

أو من العوامل التي تساعد الناس على فهم آيات الله في القرآن، والاعتبار بها

ولكن نلاحظ أنه يجعلها الحَكَمَ على آيات الله، وكأن آيات الله لا تكفي لوحدها لبيان

الحقِّ وتقديم العلم. وها هو يقول: " وللمجادل أن يصادر آيات الكتاب، ولكنه لا

يمكنه أن يصادر آيات الافاق والأنفس، فمن هذا الجانب صار دليل الدين دليلاَ

عالمياً إنسانياً علمياً، وليس دليلاً لطائفة معينة من الناس " [18] . وبهذا يعطي

جودت الحق لأي إنسان في رفض آيات الله ومصادرة معناها باعتبارها ظنية.

ويشير إلى ذلك، عند وصفه للمعارف حين كانت ظنية: " حينما كانت المعارف

ظنية وتابعة للأهواء، ولم تكن تشهد بها آيات الآفاق والنفس وكان النزاع يجري

فيها، ولكن حين قامت أدلتها من الآفاق والأنفس تغير الوضع " [19] .

وها هو يردد ما بثه المستشرقون في ديار الإسلام في بداية الغزو الفكري،

وزعموا أن النصوص الشرعية ظنية الدلالة ولا تصلح لقيام الحجة والبرهان من

خلالها وهذا طَعْنٌ في أصول الدين، ويقول جودت في معرض تحديد مصادر جديدة

للمعرفة، وتعيين أصول جديدة للدين: " يذكر إقبال: إن هذه الآية جعلت آيات

الآفاق والأنفس مصادر لمعرفة الحق، فكأن هذا القول يظهر شيئاً جديداً في أدلة

أصول الدين من الكتاب والسنة والقياس والإجماع، وبمقتضى هذه الآية، فإن آيات

الآفاق والأنفس لها حق معرفة الحق وكشفه، وهذا الحق كشيء مستنبط من الكتاب

لا يؤدي دوراً كبيراً مثل قوله تعالى: [قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ

الخَلْقَ] [العنكبوت 20] ، ولكن حين يبدأ الناس يتعلمون كيف يتعاملون مع آيات

الآفاق والأنفس فإن دلالة آيات الآفاق والأنفس تطلع ضوءاً مبحراً يحق معه أن

يقال: طلع الصباح فأطفئ القنديل، ولكن الذين ظلوا طويلاً في الظلام يصيبهم

العشي من الضوء الساطع. وقد يرى بعض الناس في هذا الاتجاه خروجاً من الدين

وتضييعاً له ولكننا نرى عكس ذلك.. " [20] . نضع هذا النص الواضح في دلالته

على تغيير مصدر أدلة أصول الدين أمام أهل العلم، ونسألهم: هل يمثل هذا

الطَّرح خروجاً من الدين أم لا؟ ! !

وأما قوله: " طلع الصَّباح فأطفئ القنديل " فإنه يمثل سُخرية واضحة للتفريق

بين أدلة أصول الدين، وأدلة اللا أصول الجديدة التي اختارها واعتمد (آيات الآفاق

والأنفس) بديلاً جديداً عن الأدلة الصحيحة.

وأخيراً فإن الطريقة التي أعرض بها آراء اصحاب النزعة المادية ونقدها

وإبراز مواضع الانحراف فيها لا تعدو أن تكون نموذجاً لنقد مناهجهم، فالهجمة

على أصول الدين كبيرة وقد هيأ الأعداء لها من الأساليب والخطط ما يفوق التصور. يقول محمد أركون في معرض حديث عن مواجهة الذين لا يزالون متمسكين

بالنصوص الشرعية: (نحتاج إلى مائة مؤسسة وثلاثين سنة للتمكن من زحزحة

المسلمين عن التمسك بحرفية النصوص..) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015