محمد الحمد أبو عزّام
كثرت المخالفات الشرعية والأخلاقية في شتى أنحاء العالم الإسلامي، هرم
عليها الكبير وشب عليها الصغير وهي تعد فساداً عريضاً ما يلبث أن ينمو شيئاً
فشيئاً تموله أيدٍ عميلة خبيثة، أكل الحقد والحسد قلوبها فأصبح عطاؤها خبيثاً.
ولو حاولنا معرفة هذا الفساد وتلمسه لنصف له العلاج لطال بنا المقام. وفي
مقدمة هذا الفساد والانحلال ما تمارسه أجهزة الإعلام على مختلف أنواعها من قلب
للحقائق وتصوير سفلة الأمة وأصحاب الأفكار الهدامة على أنهم المفكرون
والمرشدون للأمة! ! [كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إن يَقُولُونَ إلاَّ كَذِباً]
فعلى أثر هذا نشأ جيل مشوه الأفكار، مطموس البصيرة، مما يجعل من
الفنانين والرياضيين قدوة يحاول كل جهده أن يحاكيهم في كل شيء! ! أما أسماؤهم
وأسماء آبائهم فقد حفظت في ذاكرته في حين لا يكاد يعرف من هم الخلفاء
الراشدون الأربعة! ؟ فهذا نموذج مما عمله الإعلام في الأمة فمسح عقول أبنائها من
الفضائل وأحل محلها الرذائل ...