المخاض في أفغانستان
د. يوسف الصغير
لم يكن التدخل في أفغانستان بالنسبة للروس إلا حلقة من حلقات التوسع الذي
مارسوه بنجاح لعدة عقود، وبنفس الأسلوب تمَّ إنشاء ودعم مجموعات وأحزاب
شيوعية تتغلغل في السلطة القائمة وتبطش عن طريقها بخصومها ثم تنقض على
السلطة وتستولي عليها ثم تتبع ذلك بعملية تصفية للمجتمع القديم ثقافياً واجتماعياً
واقتصادياً مع فرض النظام الاشتراكي وربط البلد ربطاً تاماً بالمنظومة الشيوعية.
كانت أفغانستان منطقة صراع على النفوذ بين كل من بريطانيا العظمى
وروسيا القيصرية التي احتلت تركستان الغربية المحاذية لأفغانستان في الشمال ولم
تكن روسيا البلشفية (الشيوعية) إلا وريثاً للنظام - الاستعماري القديم حيث أعادت
احتلال تركستان بعد فترة من عدم الاستقرار وبدأت تتطلع إلى تنفيذ الحلم الروسي
القديم بالوصول إلى المياه الدافئة.
ولذلك بادرت لنشر المبادئ الشيوعية في المنطقة وتم لها ذلك حيث بدأ نشاط
الشيوعيين في أفغانستان منذ الثلاثينات الميلادية في هذا القرن. وبدأ التغلغل في
بنية النظام القديم ولما رأوا في أنفسهم قوه قرروا استلام السلطة من وراء الستار
فقاموا بانقلاب عسكري شيوعي في عام 1973 م ولكن باسم محمد داود ابن عم
الملك الذي كان رئيساً للوزراء لعدة فترات متعاقبة واستغلوا حقد محمد داود على
الإسلاميين فقاموا بضرب الحركة الإسلامية باسمه وحاول الإسلاميون توضيح هوية
النظام ولكن دون جدوى حيث أن العلماء التقليديون وعامة الناس لم يتصوروا أن
محمد داود سليل الأسرة الكريمة عدوٌ للإسلام وألعوبة بأيدي الشيوعيين الذين
يلبسون لباس العلمانية.
ولما أراد الله بهذه الأمة خيراً أوقع الشقاق بين محمد داود وحلفاءه الشيوعيين
فقد أحس بالخطر الشيوعي على نظامه فحاول التقرب من إيران وأمريكا فبادر
الشيوعيون إلى إسقاط النظام وقتل حليفهم محمد داود وجميع أفراد عائلته وتم
تنصيب محمد طراقي رئيساً للدولة وهنا بدأت تتضح الأمور للعامة قبل الخاصة.
وبدأ الجهاد يكسب التأييد الشعبي وقام النظام بعمليات قمع وحشية لم تزد
المجاهدين إلا قوة وإصراراً واضطر الروس إلى دعم النظام عن طريق المستشارين
والدعم الاقتصادي والعسكري وكانت أقدام الدب الروسي تغوص في الوحول
تدريجياً واكتشف الروس متأخرين أن الشيوعيين الأفغان قد أخطأوا في حساباتهم
ولكن التراجع كان غير ممكن نظراً لأن سياسة الكرملين كانت دعم أي نظام
شيوعي في العالم بكل وسيلة ومهما كانت التضحيات، وفي نفس الفترة كان الروس
يحاولون تثبيت النظم الشيوعية الجديدة في كل من أثيوبيا وأنجولا ونيكارجوا وذلك
بواسطة عملائهم الكوبيين ولكن في أفغانستان لا مفر من التدخل المباشر خاصة بعد
استفحال الصراع الداخلي بين الأجنحة الشيوعية حيث دبر انقلاب عسكري قتل فيه
محمد طراقي مما جعل بريجينيف ينتفض من الغضب على مدبره حفيظ الله أمين
ويأمر الجيش السوفييتي بالتدخل وقام الروس بقتل حفيظ الله وتنصيب بابراك
كارمل الذي جاءوا به من خارج أفغانستان على متن دبابة.
وكانت القوات الغازية مكونة في غالبيتها من الجنود القادمين من الجمهوريات
الإسلامية وذلك لتشابه الملامح في محاولة لخداع الرأي العام، ولكن أولئك الجنود
اكتشفوا أنهم لا يقاتلون الصينيين والأمريكان بل يقاتلون ثواراً مسلمين وبدأت نسخ
القرآن الكريم تتسرب إلى الجنود ومنهم إلى داخل الجمهوريات، ولذلك سارع
الروس بسحب هذه القوات وحلت محلها قوات قادمة من الجزء الأوربي أي روس
وأوكرانيون وغيرهم. وهنا بدأ الروس يحسون بالخسائر البشرية التي بلغت حداً
كبيراً نتيجة لتوسع الجهاد ومسارعة الشعوب الإسلامية لمده بالمساعدات، ثم
تدخلت الأطراف الدولية في الصراع وبدأت أمريكا ترى في أفغانستان فرصة
للانتقام من الروس الذين أذلوهم في فيتنام وبدأت الأسلحة الحديثة تصل إلى أيدي
المجاهدين عن طريق الوسطاء الإقليميين ومن أهمهم الباكستانيون وكان الهدف
الواضح هو إخراج الروس وليس أكثر من ذلك وبدأ الروس يعترفون بخطورة
الوضع وبدأت الدعوات لحل سلمي للقضية ولكن المشكلة هي: ما هو البديل
المقبول للنظام الشيوعي الذي لا أمل له في البقاء؟
* الملك ظاهر شاه: نعم إنه أمنية ليس فقط لمحبيه من الأفغان مثل مجددي
وجيلاني وبالتالي لأمريكا ولكن أيضاً هو أمل للروس، وقد أعلن نجيب استعداده
لمبايعة الملك ولكن المجاهدين وقفوا بالمرصاد لهذا الحل وبينوا أن الملك هو سبب
المشكلة وأنه منذ الانقلاب وهو قابع في إيطاليا وكأن الأمر لا يعنيه.
* نظام علماني صريح على النسق الغربي: نعم إنه مقبول من الروس
والأمريكان ومن شايعهم ولكن لا يمكن إنجاحه في أفغانستان فالمجاهدين لا يمكنهم
القبول به.
* نظام علماني ملبس بغطاء إسلامي خفيف وهو ما يقبله الكبار والصغار
ويمكن أن يُخدع به الكثيرون من الطيبين في داخل أفغانستان وقد يعارضه بعض
المجاهدين المتميزين أو الذين يسمونهم بالأصوليين.
وبدأت رحلة من التصعيد العسكري والغزل السياسي وطرح مبدأ المفاوضات
في جنيف وكان موقف المجاهدين أنهم لا يتفاوضون إلا مع الروس وأن حكام كابل
ما هم إلا عملاء لهم ورضخ الروس للأمر وبدأت المفاوضات على أنهم هم الطرف
الثاني في القضية وأعلنوا أنهم سينسحبون من أفغانستان. تم الانسحاب في 15
فبراير 1989 م وبدأت الأطراف الإعداد لما بعد الانسحاب [1] فمن الجانب
الشيوعي قام الروس بتكثيف دعمهم للجيش الأفغاني ودعموا ميليشيات قائمة على
الانتماء العرقي وسُلحت ميليشيات في مختلف المناطق وكانت فكرة شيطانية حيث
أنهم جموع من العوام الجهلة الذين يقاتلون لمن يدفع المال ولا يهمهم غير ذلك.
وفي الجانب الآخر كانت الجهود محمومة أيضاً، فقد فرض على المجاهدين
وحدة أُدخل فيها العملاء مع العلماء المجاهدين وتكونت حكومة مؤقتة بزعامة
مجددي لإتمام حل القضية وإسقاط النظام. ولكن تبقى مشكلة كبيرة، أن القوى التي
تسمى متطرفة هي القوية على أرض الواقع وهي التي تملك السلاح ولأنها هي
القادرة وحدها على القتال وغيرها يحسن التصريحات والخطب والمؤامرات وخوفاً
من امتلاك المجاهدين لكميات كبيرة من السلاح بعد انسحاب الروس فقد تم ترتيب
الأمور التالية:
- تدمير السلاح الذي كان في طريقه إلى المجاهدين عبر خطوات كان من
بينها تفجير مخازن السلاح المعد للتسليم للمجاهدين وقد وقع عدد كبير من القتلى
بين المدنيين بسبب ذلك.
- الضغط على الحكومة المؤقتة للمجاهدين وتوضيح أن أمريكا وحلفاءها لا
يمكن أن يعترفوا بحكومة لها وجود فعلي على أرض أفغانستان واستعجلوا
المجاهدين وأملوا عليهم طريقة إسقاط النظام، فزينوا لهم تحرير جلال آباد حتى يتم
الاعتراف بهم ووقعت الكارثة حيث إن المجاهدين قد أعدوا وسلحوا للقيام بحرب
عصابات فلما تم وضعهم أمام جيش نظامي وجهاً لوجه كانت التجربة مرة وفشل
المشروع من جهة المجاهدين ونجح الآخرون، فقد تم استهلاك كميات هائلة من
الأسلحة والذخيرة بدون طائل ومن بينها استشهاد كثير المجاهدين ومن بينهم كثير
من المجاهدين العرب.
وأياً كان سبب الفشل فقد كانت عملية جلال آباد من أهم أسباب صمود النظام
حيث ارتفعت معنويات أركانه وتبخرت آمال المجاهدين بنصر سريع كما هو متوقع
لو استمروا بحرب العصابات، وهنا تحمس أعداء الإسلام فبدأت الأم المتحدة
تطرح بقوة مبدأ حكومة موسعة يشترك فيها الشيوعيون، ثم تنازلوا وطرحوا فكرة
إدارة مؤقتة على أن تستمر (45) يوماً يعقبها عقد لوياجركا يتم عبرها انتخاب
حكومة مؤقتة. وقد رفضت الأحزاب الجهادية هذه الخطة (خطة سيفان) ، وقبلها
مجددي وجيلاني وقدما قائمة بأسماء مرشحيهم [2] .
وعلى الرغم من أن بنيون سيفان نفى أن تكون هذه القائمة ممن اختارتهم الأمم
المتحدة وذلك في مقابلة مع هيئه الإذاعة البريطانية فإن طائرة تتبع الأمم المتحدة قد
جلبتهم إلى إسلام آباد برفقة سيفان [3] في خضم نشاط الأمم المتحدة المحموم
لتجنب قيام حكومة إسلامية ولكن الأحداث تجاوزت كل هذه الأطروحات.
وقد بدأت الأحداث الأخيرة بقيام نجيب بمحاولة عزل بعض الجنرالات في
الشمال مما أدى إلى تمرد ثلاثة جنرالات وقامت المعارك بينهم وبين القوات الموالية
للحكومة فاستغل المجاهدون الفرصة فقاموا بتكثيف هجماتهم، وتم لهم احتلال مزار
شريف في 24 رمضان التي تعتبر العاصمة الاحتياطية عند سقوط كابل، وعندها
قام نجيب بالقاء خطاب يعلن فيه استعداده للاستقالة إذا تم تشكيل حكومة انتقالية
وذلك بعد لقائه مع سيفان مندوب الأمم المتحدة، وقد تردد أن الجنرال رشيد دستم قد
عرض على المجاهدين أن يمكنهم من السيطرة على منطقة مزار شريف شريطة أن
يعترف به كأحد فصائل المجاهدين [4] ، ويبدوا أن هذا هو الذي حصل مع أحمد
شاه مسعود وقد استمر تقدم المجاهدين إلى كابل وعندها أعلن في كابل عن تكوين
مجلس عسكري مكون من الجنرال محمد أمين عظيمي نائب وزير الدفاع والجنرال
بابا خان والجنرال آصف دويلاور والجنرال عبد المؤمن أحد الذين تمردوا على
نجيب في الشمال. وتعتبر هذه التحركات محاولة أخيرة من أركان النظام الشيوعي
للإبقاء على أنفسهم. وأما الميليشيات التي كانت رأس الحربة ضد المجاهدين فقد
أعلنت فقط قبل أيام من سقوط نجيب انضمامها لبعض المجاهدين أو بالأحرى
تحالفها معهم وقام كبار الضباط بالقيام بانقلاب وهمي لأن سقوط كابل كان مسألة
وقت حيث تم عزلها من جميع الجهات حتى اضطرت أمريكا أن تضغط على
باكستان لإرسال المؤن عن طريق الجو إلى كابل وكانت حركة مبعوث الأمم المتحدة
وقدوم بطرس غالي إلى المنطقة وزيارته باكستان وإيران هي محاولة لتكوين موقف
ضد الخطر الماثل ألا وهو قيام حكومة إسلامية من قبل المجاهدين، وكان التنافس
بين المجاهدين هو المدخل الذي دخل منه الأعداء حيث وقفوا مع طرف حتى
يضعفوا الطرف الآخر ثم ينقضوا على الجميع، وقد قامت طائرات النظام بنقل
القوات من الشمال سواء التابعة للميليشيات أو الجمعية وذلك حتى تسبق الحزب
الإسلامي وتستولي على كابل.
وتبين أن خطة الأمم المتحدة غير ممكنة التطبيق على الرغم من دعم باكستان
وإيران لها ومع ذلك فإن اليأس لم يتطرق للأعداء الذين حنوا رؤوسهم للعاصفة
مؤقتاً ليحققوا ما يستطيعون من مكاسب. فإنه لما اتفق المجاهدون على تشكيل
حكومة يرأس فيها الدولة رباني ويتولى حكمتيار فيها رئاسة الوزراء اقترح بعض
الأطراف أن تكون هناك حكومة مؤقتة لمدة شهرين بقيادة مجددي مما أعاد خلط
الأوراق حيث أن شخصية مجددي ليست هي الأمينة أو المؤهلة للقيام بهذه المهمة
المصيرية.
لم يقبل حكمتيار تعيين مجددي وأعلن أنه سيدخل كابل، ولكن أطراف
المجاهدين الأخرى لسبب ما وقفت مع أحمد شاه مسعود ومجددي ومن والاهم من
الميليشيات والمجلس العسكري، وقامت الميليشيات بخوض المعارك الطاحنة في
كابل لإخراج قوات الحزب الإسلامي التي دخلت كابل في وقت سابق وتعرض
حكمتيار إلى هجوم عسكري من الميليشيات وإعلامي في أجهزة الإعلام كافة التي
كانت تطبل لمجددي ومن حوله، وكانت إيران أكثر الأطراف حنقاً على حكمتيار
حيث أنها لا يمكن أن تتحمل قيام دولة سنية مجاورة لها فكشرت عن أنيابها،
وأعلنت إذاعة طهران أن إيران تتابع الوضع عن قرب، وأنها لن تقبل بغير صيغة
الأمم المتحدة إلا أن تتولى السلطة مجموعة مناسبة لها [5] ، وكان استقبال إيران
لبطرس غالي حافلاً، فأهدافهم واحدة وقد تنبه بعض قادة المجاهدين للدور الإيراني
وكان حكمتيار ويونس خالص أكثرهم وضوحاً.
أما باكستان التي كان لها موقف طيب من الجهاد نوعاً ما، فقد تبنت الحلول
المستوردة، وتردت علاقتها مع حكمتيار ومع الجماعة الإسلامية الباكستانية التي
خرجت من الائتلاف الحكومي.
وما أن وصل مجددي حتى كان في استقباله الجنرال محمد عظيمي ووزير
الخارجية الشيوعي عبد الوكيل وبدأ بدلاً من إقرار الأمن ودفع تعدي الميليشيات
بإصدار قرارت العفو عن الشيوعيين، والطلب من قوات الحزب الإسلامي أن يلقوا
السلاح، وبدأت الأصوات تعلو وتقول: إن الحزب خرج على الحكومة، وأنه لا
يمكن أن يقبلوا به رئيساً للوزراء، بل لقد صرح زعيم الجبهة القومية أحمد جيلاني
بأنه يرفض الاشتراك في حكومة للمجاهدين يتولى رئاستها زعيم الحزب الإسلامي، وعن رأيه في تركيبة الحكومة الحالية قال: ليست حسب رغبتي وطموحاتي
فمعظم المقاعد المهمة والحساسة ذهبت للمتطرفين، وعندما سئل هل يعتبر رباني
من المتطرفين راوغ ولم يجب [6] . واضطرت قوات الحزب أن تخرج من معظم
أنحاء كابل وسط التهليل العالمي لهذه الانتكاسة لرأس المتطرفين. ولكن الأمور
بدأت تتغير وتميل لصالح الحزب الإسلامي وذلك لعدة أسباب:
1- إخلاص بعض القادة الذين كانوا قد خدعوا من قبل، فما أن وصل يونس
خالص وسياف حتى ساءهم ما آلت إليه الأمور واقتنعوا بأن مع حكمتيار الحق في
رفضه للمليشيات وفي رفضه لمجددي، أما رباني فكانت اتصالاته مستمرة مع
حكمتيار لأنه يعي حقيقة أن الأمور قد تخرج من يد الجمعية إذا كانت الأمور بيدها
حقيقة.
2- عدم التناسق بين أطراف التحالف فأحمد شاه مسعود يقال أنه معتدل ولكنه
لم يصل إلى حد التفريط بالخيار الإسلامي، فسرعان ما تصادم مع دستم، ولكنه
يرى أنه مضطراً للتعامل معه ومع المجلس العسكري.
3- تسرع مجددي في تصرفات وتعيينات وإقدام على أمور ليست من
اختصاصه، مما يتبين أن له هدفاً مرسوماً ولكنه منفذ غير حكيم، فهو يهاجم بشدة
حكمتيار ويعفو عن الشيوعيين بل ولا يرى مانعاً من العفو عن نجيب، ومن جانب
آخر يسارع لتعيين أتباع حلفائه مثل تعيين الجنرال عبد الرحيم وردك الذي يتبع
جيلاني رئيساً للأركان بدون استشارة مسعود وزير الدفاع الذي هو الآخر له
حساباته فيصر على بقاء رئيس الأركان في منصبه، بل إنه لما رأى بوادر تقارب
بين مسعود وحكمتيار طار إلى مزار شريف والتقى مع دستم وعينه جنرالاً في
الجيش وامتدح جهاده لمدة ست سنوات (أي ضد المجاهدين) ، بل لم يتورع عن
التصريح في باكستان أنه يتحفظ على تطبيق الشريعة الإسلامية فوراً، وقبل ذلك
كان يكرر أن الشعب يحبه ويرغب في بقائه وأنه لا مانع لديه من البقاء لمدة سنتين
حيث أن الشهرين لا تكفي.
4 - براعة الحزب وعدم وقوعه في الشراك، فإنه تجنب المواجهة الشاملة
أولاً، وركز على أن مشكلته ليست مع الجمعية ولا مع مسعود بل مع الميليشيات
مما قوى موقفه وأضعف خصومه، وقد تم أخيراً اللقاء بين مسعود وحكمتيار وتم
الاتفاق بينهما على أمور نرجو أن يكون فيها كل الخير وأن يتم تطبيقها حيت أن
هناك كثيراً من الأطراف لا تريد أن يتم اتفاق بين المجاهدين لأنهم يعرفون أن
فرصتهم الوحيدة لتسيير الأمور هو اختلاف هذين القطبين.
5- صفاقة قائد الميليشيات دستم حيث عرض التقسيم على أساس عرقي في
أفغانستان وهذا ما لم يقبل به المجاهدون، وقد ردت الجمعية على ذلك ببيان طويل
وأيضاً فإن تصرفات الميليشيا في كابل أحرجت مسعود حيث إنهم يتصرفون
باستقلالية بل قال عبد المجيد نائب دستم من يستطيع أن يمنع الجنرال دستم إذا قرر
الذهاب الليلة إلى التلفزيون وإعلان نفسه رئيساً [7] .
اتفاق حكمتيار ومسعود:
بعد التأجيل لمرات عديدة بل وقيام قوات تتبع محمد بن محمدي حليف مجددي
بمنع مسعود من الوصول إلى مكان الاجتماع تم اللقاء المرتقب (24/11/1412)
وفيه تم الاتفاق على الآتي:
* عدم تمديد ولاية رئيس المجلس الانتقالي للمجاهدين.
* أن يتسلم برهان الدين رباني رئاسة الدولة.
* سحب قوات الميليشيات من كابل وإحلال قوات محايدة مكانها.
* إجراء انتخابات رئاسية في غضون ستة أشهر وبرلمانية في غضون سنة.
* تسليم أمن العاصمة إلى المجاهدين بإشراف وزارة الداخلية وتشكيل لجنة
لفض المنازعات [8] .
وإذا كان هذا الاتفاق بداية لتعاون نرجو أن يساعد في تجاوز هذه المرحلة
الصعبة بأكبر قدر ممكن من المكاسب وأقل حد ممكن من الخسائر فإن لنا كلمة يحب
أن نقولها:
قال تعالى: [ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ واصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ] [الأنفال 45] ، وقال تعالى: [إنَّ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ
مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ] [الأنعام 159] ، ولا أظن أننا بعد هذه الآيات الواضحات بحاجة
إلى بيان خطر الفرقة والتنازع وأنها سبب الفشل والخذلان وهذا شيء ملموس ولكن
ليس معنى هذا أن ننسى أن الله جمعنا على دين وفرق بيننا على أساس الدين
والاجتماع ليس على أساس العرق أو القبيلة أو اللغة أو الحزب بل الأصل فيه هو
الدين، وهذا أمر يجب أن يعطى أكبر الاهتمام فبلاد أفغانستان بلاد واسعة كثيرة
الأعراق والقبائل فلا تجمعها لغة ولا قبيلة، بل لا يمكن أن تجتمع إلا على دين حق
وهذا يلقى على كاهل الدعاة والمربين مسؤولية كبيرة في جمع هذه الأمة المجاهدة
على اعتقاد سليم ومنهج منضبط وطريق مستقيم.
جدول الشخصيات التي اختارتهم الأمم المتحدة:
1-عبد الصمد حامد نائب رئيس وزراء في عهد ظاهر شاه
2-عبد القادر سيرت وزير عدل سابق في عهد ظاهر شاه
3-البروفسور أصغر ... وزير عدل سابق في عهد ظاهر شاه ورئيس
... ... ... ... ... ... بلدية كابل
4-الدكتور طبيبي ... وزير سابق وزير سابق في عهد ظاهر
... ... ... شاه
5- الدكتور ابراهيم حفيظي وزير صحة سابق في عهد ظاهر شاه
6-عبد الحكيم ... ... جنرال شرطة سابق ومسؤول عن أمن
... ... ... كابل
7-عبد الجبار ثابت ... ... مذيع في صوت أمريكا
8-اختر محمد بختري ... مسؤول سابق عن الطيران في عهد ظاهر
... ... ... ... ... ... شاه
9-يعقوب لالي ... وزير معادن في عهد ظاهر شاه
10-الدكتور يوسف ... رئيس وزراء سابق في عهد ظاهر
... ... شاه
11-عبد الوكيل ... وزير زراعة سابق في عهد ظاهر شاه
12-يحي نوروز جنرال سابق يعمل مستشاراً لمجددي حالياً
13-هاشم مجددي تاجر سابق يقيم في المدينة المنورة
14-شمس ... ... ... تاجر سابق يقم في ألمانيا
15-جمعة محمدي وزير سابق في عهد ظاهر شاه
16-رسول أمين رئيس اتحاد كتاب افغانستان الحرة
17- عبد السلام عظيمي رئيس جامعة كابل سابقاً ومدير مكتب جامعة ... ...
... ... ... ... نبراسكا الأمريكية في بيشاور حالياً