المسلمون والعالم
الشيخ عبد الله بن حسن القعود
حضرات الإخوة الكرام قادة الجهاد الأفغاني:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
وأصلي وأسلم على رسوله محمد، وأهنئكم بما من الله به على المسلمين عامة من
خير على أيديكم، وفي مقدمته دحر الشيوعية الحمراء العفنة التي لا تؤمن برب،
ولا تحترم ما جاء الإسلام باحترامه من الضروريات الخمس وغيرها، والتي لاقى
منها المسلمون الأمرين خلال الحكم الروسي الذي دكت معاقله، وفرقت جموعه،
وأعلن إفلاسه بسبب جهادكم الميمون، ولاقت الجزيرة العربية وغيرها من الثورات
القائمة بها على مبادئه العنت الكثير والشر المستطير الذي لا يزال من بلى به يرزح
تحت ويلاته. فجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، وزادكم خيراً إلى خيركم،
ورشداً إلى رشدكم، وعزاً إلى عزكم، آمين آمين. وبعد: فأذكركم - لا أعلمكم -
بأن جهادكم قام لدحر الشيوعية - وقد دحرت والحمد لله - ولإقامة حكم إسلامي
حقيقي على أرض أفغانستان، ينطلق به من كتاب الله وسنة رسوله، ومدت إليكم
الأيدي بالأموال الطائلة جهاداً بالمال معكم، ودخل صفوفكم من تعلمونهم وممن لا
تعلمونهم من عرب وغير عرب من شتى أنحاء العالم، باعتباره جهاد المسلمين
عامة، ولقى ربه منهم من لقيه في ميادينكم الجهادية، وأطلقت الألسن بالخطب
والمواعظ والأشعار لدعمكم بالمال والرجال، وأعلنت الفتاوى الشرعية من علماء
من ذوي الصدارة في العالم الإسلامي والأهلية في الفتوى في سنوات الجهاد الأولى
بأن الجهاد معكم فرض عين، ومن أولئكم شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز،
والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، حفظهما الله وغيرهم. وأبليتم أنتم وأتباعكم في
هذا الجهاد من البلاء الحسن ما بدت ثماره تقطف - والحمد لله - أتم الله لكم جهادكم
وأقر أعينكم بتحقق ما أملتموه من قيام دولة إسلامية حقيقية لا اسمية، كما هي
الحال لدى بعض المسلمين، وكما يراد بكم الآن.
ولكن الشيء المفزع للمسلمين عموماً، ولمن شارككم في جهادكم بنفس أو مال
أو قول خصوصاً، ما يرى من مسعى عظيم لقطف ثمرة هذا الجهاد العظيم
والانتصار الهائل من غير أهله الحقيقيين من إبراز وتلميع رموز لإدارة حكمه
الجديد المنتظر لا يرجى منها أن تحقق الهدف الذي قام الجهاد ودعم بن أجله،
وحسبهم منقصة وصف الغرب وعملاؤه لهم بالمعتدلين، وإتاحتهم الفرصة لضرب
الميليشيا الشيوعية للمجاهدين، ومنهم من قلتم عنه أنتم الأربعة - سياف، رباني،
حكمتيار، يونس خالص وحضور مولوي محمد نبي - لما حضرت لديكم ببيشاور
قبل 9 سنوات بتكليف من سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز وصحبة الشيخ
صالح السعود العلي والشيخ صالح المزروع للتقريب بين وجهات المجاهدين
واتحادهم أنه طرقي مبتدع، بدعته لا تجيز اتحاد المجاهدين معه! واليوم وأمس
ينصب لرئاسة الحكومة التي جاهدتم أنتم ومن تعاون معكم لإقامتها! سبحان الله!
إنها لخسارة إن لم تُتَدارك، ونكسه وقاكم الله شرها.
فيا إخوتي في الله وأحبتي فيه: أناشدكم الله وأعيذكم بالله أن تضيعوا جهود
المسلمين عموماً، ابذلوا الجهد فيما يحقق ما قصدتموه وأعلنتموه، وقاتلتم من أجله، حتى ولو أدى الامر إلى إستمرار الجهاد ضد أهل البدع المكفرة أو الأفكار
المنحرفة لغرب أو لبقايا شرق، مستعينين في ذلك بالله -سبحانه وتعالى- الذي
أوصلكم إلى هذا الأمر بعد أن كنتم مستضعفين باذلين في جمع كلمتكم وتوحيد
صفوفكم ما تملكون من نفس أو نفيس لتحقيق هدفكم الحق المنشود من إقامة حكم
إسلامي لا يد فيه لشرق، ولا لغرب، ولا لرافضي، ولا لطرقي، ولا لمن يأتمر
بأمرهم، منطلقين من كتاب الله وسنة رسوله، وسير الملتزمين لهما بين أئمة الهدى.
نرجو الله الذي أفرحنا - نحن المسلمين - بانتصاركم على ألد خصم وأعنته
للمسلمين في الدنيا يوم أن بدأتم جهادكم معه قبل 14 سنة بعشرين رجلاً؛ أن
يفرحنا بقيام الدولة التي جاهدتم من أجل قيامها. وفقكم الله وجمع كلمتكم على الحق، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.