شعر
د. محمد بن ظافر الشهري
دهى الوسواسُ بالُملكِ الكلابا ... وأوهَمَهَا بأنَّ لها جَنَابا
وقيل له فَلَمْ تسمع لقولٌ ... يُحَذِّرها ولم تَقْْبل عتابا
فأسْلَمَها الغرورُ لِبطشِ ليثٍ ... يُحَكِّم مخْلبا فيها ونابا
رويدا يا عُلُوجَ الروسِ حتى ... نُوَفِّيكم من القتل النَّصابا
لَئِنْ سُمنا جَحَافِلكُم عذاباً ... فإتّ إلهَنَا أقسى عِقابا
سَلَلْتُم سَيْفَ هَيبتِكُم علينا ... فَصَيَّرْنَا لَهُ الَحدْبا جِرَابا
بنو الإسلام لا يَخْشَون خَلْقاً ... فَربُّ الخلقِ أولى أنْ يُهَابا
وإن قُلْتُم تَقَاتَلْنا سِجَالاً ... فكيفَ تَكُونُ دَعْواُكم صوابا
أيستويانِ من بالموتِ يحيا ... ومن يَصْلَى لدى الموتِ العَذَابا
أيستويان مَن في الأرضِ يَسْعى ... بإصلاحِ ومن يسعى خرابا
وأَشْعَلْتُم فَتِلَ الحربِ كَيْما ... تُخِيُفونا فَزِدنَاهُ التهَابا
ألا إنّا نَشُمُّ إذا غُزِيْنا ... لنارِ الحرْب عَرْفاً مستطابا
هي الإكْسِرُ إنْ دارت رَحَاها ... يعودُ كُهُولُنا فيها شبابا
أأنْسَتْكُمْ كؤوسُ الخمرِ أنّا ... بنو من وَحَّد الدّنيا غِلابا
ومن لم يسألِ التاريخَ عنّا ... فنحنُ نُريِه في الهَيْجا جوابا
نُسِلُ دَماءه وَعْداً علينا ... ونجعلُها لأفرُسِنا خِضَابا
ألا مهلاً بني الِخنْزيرِ مَهْلاً ... فإنَّ لنا بذمَّتكُمْ حسابا
وما مِن ذِمةٍ فيكمْ فأنتمْ ... قُرودٌ أُلبِسَتْ زوراً ثيابا
تطاولتمْ على الأطفالِ حتى ... تموت الأمُّ قهراً وانتحابا
وكم بطنٍ بَقَرْتُمْ للحبالى ... فاخجلتمْ بذا الفعلِ الذئابا
ألا هبُّوا للُقْيَانا فإنّا ... تُجاه القدسِ أطلقنا الرِّكابا
نُذكِّركمْ بأيامٍ خوالٍ ... إذا ذُكِرَت تموتونَ ارتعابا
بها سُقنا إناثكمُ إماءاُ ... وأَلْحْفنا ذُكوركمُ الترابا
خُذُوا من نكبةِ الروسيِّ دَرساً ... شَكَى ضيقاً فَزدْناهُ اكتئابا
أتى دُبّاً يُزمجرُ فَانبَرَيْنَا ... لهُ حتى طَرَدْناهً ذُبَابا
ألا لا تَهربُوا مِنُا فإِنّا ... سَنُدْرِكُكُم وإنْ تَعْلوا السحابا
فإنّ سُيُوفَنَا ظمأى جياعٌ ... تْحبُّ الهامَ منكمْ والرقابا
سَيُؤْْتي اللهُ أَنْفُسَنا يَقِيناً ... وأَنْفُسَكُمْ شُكُوكاً واضطرابا
فُرُبُّ الناسِ غَضْبَانٌ عليكمْ ... ونُحنُ لرَبِّنا جِئْنا غِضَابا