مجالس ثعلب (صفحة 87)

لعمر أبي الواشين لا عمر غيرهم ... لقد كلفوني خطة لا أريدها

فتنصب " عمر " إذا سقط اللام.

رمى الحدثان نسوة آل صخرٍ ... بمقدارٍ سمدن له سمودا

أي لهون عنه. السامد: اللاهي.

" ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكةً في الأرض يخلفون " أي لجعلنا مكانكم ملائكة يخلفون منكم في الأرض.

وقال: جميع العدد، مثل أحد عشر واثنا عشر وأشباههما، إنما هو واحدٌ وعشرة، واثنان وعشرة، وثلاثة وعشرة، وإنما أعربوا اثنى عشر ولم يعربوا سائر أخواتها لأن التثنية لا تعتل ولا تكون إلا من وجه واحد يعرب بكل العربية، والجمع يتغير ويعتل. أنت تعرب هذين ولا تعرب هؤلاء.

السجسج: ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس، أي لا حر ولا برد. والسجسج أيضاً: موضع.

وقال: أنا وأنت، لم يختلف الناس في أنها أبدال، وأنها أول المعارف، ولكن اختلفوا في زيد وهذا. وأنشد:

عاذت تميم بأحفى الخمس إذ لقيت ... إحدى القناطر لا يمشي لها الخمر

القناطر: الدواهي، الواحدة قنطره. وعاذت بأحفى القوم، أي لجأت إلى هؤلاء القوم. وأما: " أحقى الخمس " فأوساط الرمل. وواحد أحقى حقو. لا يمشي لها الخمر؛ أي ظهروا لهم ولم يخفوا القتال. والخمر: ما استتربه.

وأنشد:

قوم عوادي، ملك الناس كان لهم ... والشمس إذ ذاك لم تطلع ولا القمر

قال: يقول كان ملكهم قبل أن تخلق الدنيا.

وأنشد:

طال على رسم مهددٍ أبده ... ثم عفا واستوى به بلده

أبده: دهره. ويقول: استوى الموضع كله بالسفي حدَّثنا أبو العبَّاس، ثنا أبو سعيد، قال: حدَّثني يعقوب بن حميد قال: خرجت أريد الحج أنا وفلان وفلان - ذكر عدة من أصحابة - فلما صدرنا عن قديدٍ إذا نحن بجويريةٍ قدامنا، فقلت لها يا جارية، ما فعلت نعم؟ قالت: سل نصيباً. تريد:

ألا تسأل الخيمات من بطن أرثدٍ ... إلى النخل من ودان ما فعلت نعم

وقال أبو العبَّاس: قال أبو سعيد: أنشدني السدري لغلامٍ من بني نمير:

أنا ابن الرابعين بني نمير ... وأخوالي الكرام بنو كلاب

نعرض للطعان إذ التقينا ... وجوهاً لا تعرض للسباب

حدَّثنا أبو العبَّاس، ثنا أبو سعيد، حدَّثني السدري قال: غزت نميرٌ حنيفة فساقت أموالاً وقتلت رجالاً، قال: وثابت حنيفة فتبعوهم.

قال: فلقيت غلاماً منهم فقلت: كيف صنع قومك؟ قال: تبعوهم والله وقد أحقبوا كل جمالية خيفانة، فما زالوا يخصفون أخفاف المطي بحوافر الخيل، حتى لحقوهم بعد ثالثة، فجعلوا المران أرشية الموت، فاسقوا بها أرواحهم.

حدَّثنا أبو العبَّاس، ثنا ابن شبيب، حدَّثني عتاب بن عبد الرحمن قال صدرت عن مكة أريد المدينة، زائراً قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت مر الظهران، فأتتني بدوية فسألتني، فقلت لها: ممن أنت؟ قالت: اللهم غفراً، أو على هذا الحال تسألني عن هذا؟ قلت لها: فما عليك أن تخبريني؟ قالت: امرأةٌ من كنانة. قالت: فمن أنت؟ قلت: لا عليك. قالت: يا سبحان الله، تسألني فأخبرك وأنا على هذه الحال، وأسألك فلا تخبرني وأنت في هذه الشارة والزينة؟! قلت: رجلٌ من قريش قالت:

لولا قريش هلكت معدٌ ... وأستاق مال الأضعف الأشد

ولم يزل يوطأ منا خد

قال: فأعطيتها وأحسنت.

حدَّثنا أبو العبَّاس، ثنا ابن شبيب، حدَّثني عتاب بن الرحمن، حدَّثني عمر بن عبد الوهاب الرياحي قال: أتيت بدوية بقصر أوسٍ، في غداةٍ شاتية، فسلمت فقالت: يا أبا حفص، إنك أتيني في غداةٍ قرة، وأنا أسفع بالنار. ثم أنشدت:

حيا الإله خيال من لو زارني ... عدد الليالي كان ذاك قليلاً

الأقيال: دون الملوك. والعباهلة: المطلقون يعملون ما شاؤوا، وربل القوم: إذا كثروا، أو كثر أموالهم وأولادهم.

وأنشد:

أرى علل الدنيا على كثيرةً ... وصاحبها حتى يموت عليل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015