فألا جلست حتى يأتيك؟ قال: فسكت أبي فلم يجبه. فلما خرجوا جلس أبي على راحلته حتى قدم المدينة، وتنبه هشام عليهم فأمرا بجوائزهم، ففقد أبي، فسأل عنه، فأخبر بانصرافه، فقال: لا جرم والله ليعلمن هذا أن ذاك سيأتيه في بيته. قال: ثم أضعف له ما أعطى واحداً من أصحابه، وكتب له فريضتين كنت أنا آخذهما.
حدَّثنا أبو العبَّاس، حدَّثني عمر بن شبة قال حدَّثني ابن أقيصر، قال: حدَّثني يحيى بن عروة قال: لما قدم الفرزدق المدينة أتي مجلس أبي، فأنشده الأحوص شعراً، قال: من أنت؟ قال: الأحوص بن محمد. قال: ما أحسن شعرك! قال: أهكذا تقول لي، فوالله لأنا أشعر منك! قال: وكيف تكون أشعر مني وأنت تقول:
يقر بعيني ما يقر بعينها ... وأفضل شيء ما به العين قرت
فإنه يقر بعينها أن تنكح! أفيقر ذاك بعينك؟! وأنشدنا أبو العبَّاس قال: أنشدنا عمر بن شبة: قال: وأنشدني ابن أقيصر لماجد الأسدي:
وللدهر ألوان فكن في ثيابه ... كلبسته يوما أجدَّ وأخلقا
فكن أكيس الكيسي إذا كنت فيهم ... وإن كنت في الحمقى فكن أنت أحمقا
ولا تسأ من جوب البلاد مع الدجا ... فإنك...... أخرقا
وحدثنا أبو العبَّاس: قال حدَّثنا ابن شبة قال: حدَّثني ابن أقيصر قال: تنازعنا إلى الحسن بن زيد في قطيعة سلمة بن مالك السلمي، فعرفها الحسن فقال: ائتوني ببرهان مع معرفتي، فأتينا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، فسألناه، فاخبرنا عن أبيه عن جده رفعه إلى عمار ابن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع سلمة بن مالك السلمي، وكتب له: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أعطي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بن مالك، أعطاه ما بين الحناظل إلى ذات الأساود. ومن حاقه فهو مبطل، وحقه حق ".
ويقال للرجل: ما كان مريئاً ولقد مرؤ مراءة، مهموز. والطعام مثله في الفعل ويختلف في المصدر، ما كان مريئاً ولقد مرؤ مراءة.
يا دار مية بالعلياء فالسند
قال: العلياء من صلة " دار " لأنها مجهولة، من أجل ما لها دوراً كثيرة. وإن كانت واحدة فخطأٌ.
قولهم " معناق الوسيقة " أي لا يخاف أعداءه فهو يسوقها قليلاً قليلاً، وهي ما يسوقه من الغنيمة.
المنتاش: الآخذ. دردب الرجل ودربخ، إذ ذل، وأنشد: ولو أقول دربخوا لدربخوا المها: البلور، والمها أيضاً: البقر.
كردم الرجل، إذا مضى، الكردمة: المضى.
وما بالربع من أحد
قال: إدخال " من " وإخراجها واحدٌ في هذا المعنى، فإذا دخلت فإنما أريد به التجزئة، أي تدخل " من " تجزئةً على كل أحد، كأنه إذا قال: ما بالربع أحدٌ، أمكن أن يريد اثنين أو ثلاثة.
السنان والمسن واحد. وأنشد فيه:
وزرق كستهن الأسنة هبوةً ... أرق من الماء الزلال كليلها
قال: إذا كان الكليل هكذا فكيف الحديد فيها. والهبوة، أي ترى عليها كالغبرة من حدتها.
وقال: الروق السيد، والروق أول الشيء، والترويق: أن يبيع الرديء ويشتري الجيد.
" لا تتخذوا إلهين اثنين " قال: يرجع إلى الأصل، لأنه كان ينبغي أن يكون مع الواحد والاثنين تفسير كما كان في الجمع، ولكن لم يجيء. والأصل درهم واحدٌ، ثوبٌ واحد، درهمان اثنان، ثوبان اثنان. كما يقال دراهم ثلاثة وأربعة، أثواب ثلاثة وأربعة، وما أشبه ذلك.
وأنشدني في روق بمعنى سيد:
روقا قضاعة حلا حول قبته ... مدا عليه بسلاف وأنفار
يريد سيدا قضاعة.
" يكادون يسطون "، أي يبطشون.
ويقال " كل ولا تتخذ خبنة ولا ثبنة ".وجمع ثبنة ثبان. والخبنة: ما خباته، والثبنة: ما جعلته بين يديك.
ويقال زجاجة وزجاجة وزجاجة. والورد: العطاش، والورد: السير إلى الماء. يقال: حلاها وردها، أي منعها الماء.
ويقال: جئت من جلك، ومن أجل جراك، ومن جللك.
وأنشدني ابن الأعرابي:
حمراء منها ضخمة المكان ... كأنها والشول كالشنان
تميس في حلة أرجوان ... لو مر كلب معه كلبان
وزافنان ومغنيان ... وضارب في كفه دفان
ما برحت ساطعة الجران ... الدهر أو تملأ ما تداني
من العلاب ومن الصحان
وقال أبو العباس: قال الفراء: الأيمان ترتفع بجواباتها، وهذا موضع هذا وأنشد: