مجالس ثعلب (صفحة 114)

والتغييض: أن يأخذ العبرة من عينه ويقذف بها.

وأنشد:

إن الذين غدوا بلبك غادروا ... وشلاً بعينك ما يزال معينا

غيضن من عبراتهن وقلن لي ... ماذا لقيت من الهوى ولقينا

وقال أبو العباس: قال أبو الحسن، عن بعض الأعراب قال: خرجت بنت معقر بن حمارٍ البارقي بأبيها تقوده - وقد كان عمى فراحت عليه رائحةٌ من روائح الصيف، فقال: يا بنية، انظري ماذا ترين؟ قالت: " أرى سحماء عقاقةً، كأنها حولاء ناقةٍ، ذات هيدب دانٍ، وسيرٍ وانٍ " قال: أجلسيني إلى أصل قفلةٍ، فإنها لم تنبت قط إلا بمنجاةٍ من السيل.

قال أبو العباس: القفلة: ضربٌ من الشجر. سحماء. سوداء. عقاقة بالبرق. يشق شقاً. والحولاء: ما يخرج من رحم الناقة إذا ولدت. والهيدب: مثل هيدب الثوب، تراه متعلقاً دون السحاب. وإن بطئ.

تم الجزء وهو آخر المجالس والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015