هكذا سمعت هذا البيت، قال: ... وكان بين هؤلاء وبين الإسلام
أربعمائة سنة. قال: وكان امرؤ القيس بعد هؤلاء بكثير.
وقال أبو العباس: أجتمع يزيد بن الحكم وحمزة بن بيضٍ في الحبس، فقال له يزيد هو يهزأ به: إنك لأستاذ بالشعر يا ابن بيض! فقال: " إن لعمري، إني لأدق الغزل، وأصفق النسج، وأوراق الحاشية ".
وقال: قال عبد الملك بن مروان للأخطل: أي الناس أشعر ظ قال: العبد العجلاني قال: بم ذلك؟ قال: وجدته قائماً في بطحاء الشعر، والشعراء، والشعراء على الحرفين. قال: أعرف ذاك له كرهاً. يعني ابن مقبل. فقال ابن مقبل: إني لأرسل البيوت عوجاً فتأتي الرواة بها قد أقامتها.
وحدثنا أبو العباس، ثنا عمر بن شبة، قال: أخبرني معافي بن نعيم قال: حدثني عبد الله بن رؤبة بن العجاج، عن شبيب بن شيبة قال: كان لي مجلس من الهدى في كل عشية خمسين، خامس خمسة، فذكر يوماً عيسى ابن زيد حين توارى، فقال: غمض على أمره فما ينجم لي منه شيء، ولقد خفته على المسلمين أن يفتنهم. فملا سكت قلت: وما يعنيك من أمره، فو الله لا يجتمع عليه اثنان، وما هو لذاك بأهل. قال: فرأيته يكره ما أقول، فقطعت كلامي، فلما سكت قال: والله ما هو كما قلت، هو والله المحقوق أن ينبغ، وأن يشق العصا. فلما فرغ قمت وخرجت، فقال للفضل بن الربيع: أحجبه عن هذا المجلس. فحجبني أشهراً، ثم حضرت، فقال للفضل بن الربيع: يا أمير المؤمنين، هذا " ابن " شيبة بالباب. قال: ائذن له فلما دخلت قال: مرحباً بأبي المعتمر، وكذا كان يكنيني - وكان يكنى أبا معمر - أبقاك الله طويلاً؛ في بقاء مثلك صلاحاً للعامة والخاصة. فما سكت قلت: يا أمير المؤمنين، إني وإياك كما رؤبة لبلال بن أبي بردة:
إني وقد تعني أمور تعتني ... على طريق العذر إن عذرتني
فلا ورب الأمنات القطن ... ما آيب سرك إلا سرني
شكراً فإن عرك أمر عرني ... ما الحفظ أم ما النصح إلا أنني
أخوك والراعي لما استرعيتني ... إني وإن لم ترني كأنني
أراك الغيب وإن لم ترني ... من غش أوني فإني لا اني
عن رفدكم خيراً بكم موطن.
قال: صدقت، يا فضل رده إلى مجلسه. وأمر له بعشرة آلاف درهم.
حدَّثنا أبو العباس، حدثني ابن ميثم، عن ابن شبرمة قال: زوجت أبني على ألفي درهم والله ما هي عندي، وما ذكرت لها غيرك. فقال: قد أمرنا لك بها. فجزيته خيراً وذهبت أقوم، فقال: لا تجعل، أجلس. ثم قال: إذا دفعت إليهم المهر فلا تحتاج إلى الطعام؟ قلت: بلى. قال: وألفين الطعام. فجزيته خيراً وذهبت أقوم فقال: لا تجعل، أجلس لا تريد خادماً؟ قلت: بلى. قال: وألفين خادم. ثم قال: إذا أخذت هذا فلا تريد نفقة غير هذا؟ قلت: بلى. قال: وألفين للنفقة. قال: ولا يريد الشيخ شيئاً؟ قلت له: بلى. قال: فلم أزل أجزيه الخير ويتذكر ويعطيني. حتى قمت بخمسين ألفاً وحدثنا أبو العباس، ثنا عمر بن شبة، حدثني الزعل بن الخطاب، قال بني أبو نخيلة داره، فمر به خالد بن صفوان فوقف عليه، فقال له أبو نخيلة: يا ابن صفوان، كيف ترى؟ قال: رأيت سألت إلحافاً، وأنفقت إسرافاً، وجعلت إحدى يديك سطحاً وملأت الأخرى سلحاً، فقلت من وضع في سطحي وإلا ميته بسلحي. ثم مضى، فقيل له: الا تهجوه؟ قال: إذا يقف على المجالس سنة يصف انفي لا يعيد حرفاً.
وقال أبو العباس: أنشدنا ابن الأعرابي:
لو كان قنيص كان اجددٍ ... تكون أربته في آخر المرمر
لعوا حريصاً يقول القانصان له ... قبح ذا الوجه أنفاً حق مبتئس
قال: كان ينشدناه مرة: " ذا الوجه أنفاً " ومرة: " قبح ذا وجه أنف " وبهذا هجا الرجل. يقول: لو كنت كلب صائدٍ كنت في آخر المرس، أي الحبل، لأنه لا يصلح لشيء والجدد: العلامات والطرق، الواحدة جدة، العلامة من كل شيء، واللعو: الشره. ويريد " أن " الصائدين يشتمانه ويقبحانه. لأنه لا يصلح.
وقال أبو العباس: إذا كان الفعل من الاثنين جاز رفعهما، يقال: خاصم زيد عمرو.
ويقال: افعل هذا بداءة بدئٍ، وبدا بدئٍ، وأول وهلة، وأول واهلة.
الخلة والخلالة بمعنى.