النفس مستورة، وكل خائنة في العين خافية، يهتز ويرتعش، ويخر خاشعا ويراقب الله في الصغيرة والكبيرة في الجهرة والخفاء، إنسان يحس بالله ويعلم أن الله يراقبه وهو يعمل. . فلا يعمل بغير إخلاص ولا يعمل شيئا يقصد به الشر، لا يعمل شيئا دون تفكير، لا يعمل شيئا مستهترا ولا مستهينا بالعواقب، ولا يعمل شيئا لغير وجه الله.

إنسان يعلم أن الله يراقبه وهو يفكر. . فالله مطلع على أفكاره فلا يفكر في الشر ولا يتمناه للناس، وإنما يفكر فيما ينفع الناس يفكر في أن يعمل صالحا حتى يصبح الخير له عادة متأصلة نابعة من أعماق النفس. . إنسان تشع التقوى في وجهه، ويتصف في حركاته وفي حديثه بالهدوء والوداعة والحياء.

إنسان يقف في وجه الشهوات بقوة ولو أحس بلذتها في أعصابه. . يقف في وجه القيم الزائفة والمبادئ المنحرفة بحزم، لأنه يملك القيم والمبادئ الحقيقية المستمدة من منهج الله، فلا تزلزله قيم ومبادئ زائفة من صنع البشر، إنسان يحب الخير للآخرين، ويحس نحوهم بالرحمة ولو كان لا يعرفهم ولا تربطه بهم رابطة أو صحبة، لأنه إنساني النزعة تعمل طاقته للنفع وليصيب النفع أكبر عدد من الناس.

إنسان متوازن، تلمح الاعتدال في سلوكه وفكره وفي شعوره، متوازن لأن طاقته كلها تعمل وتأخذ نصيبها من الحياة، متوازن من أن يقع في متاع الأرض ويفرق من عالم المادة، متوازن لا يستطيره خير يسمعه حتى يتثبت ويتبين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015