متطلبات المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار تقديم بقلم معالي الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين،، وبعد: - فقد طلب إلي الأخ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الحقيل أن أقدم لمؤلفه القيم (متطلبات المحافظة على نعمة الأمن) ، وأن أعطي رأيي فيه فقدرت أن الأخ سليمان قد اختار لمؤلفه موضوعا هاما لا تأمن الحياة وتنمو وتتطور إلا به وبنعمته، ألا وهو الأمن. فأغراني هذا الاختيار أن أقرأ الكتاب لعلي أضيف إلى معلوماتي عن الأمن واهتمامي به شيئا جديدا.
فمجتمع غير آمن على نفسه ومسجده وبيته وأولاده ومصدر رزقه ومدرسته، لا تستطيع التصورات والكلمات أن تصف لقارئ آمن على هذه الفضائل الكبرى والنعم ما عليه هذا المجتمع الآخر الذي فقد أمنه واستقراره، من معاناة وخوف وقلق ورعب جعلوا حياته عرضة للوحوش الكاسرة.
مثل هذا الواقع عاشه المواطن في هذا البلد الآمن في الماضي وعاشه حاج البلاد العربية والإسلامية، قبل الدولة السعودية، فلنا تجربة مع الأمن موسعة بحكم مقدسات المسلمين التي تهفوا إليها قلوب المسلمين في الأرض جميعهم.
هذه التجربة مكانها في بطون التاريخ، وصفها من شهدها وعاناها وصفا تشمئز منه النفوس قبل الدولة السعودية. ومن أراد الاطلاع عليها فليراجع كتاب المؤرخ المصري الجبرتي عجائب الآثار في التراجم والأخبار، أو ليراجع كتاب المؤرخ الدمشقي أحمد البديري حوادث دمشق اليومية، أو يراجع قصيدة أحمد شوقي " ضج الحجيج " في ديوانه والتي مطلعها:
ضج الحجاز وضج البيت والحرم ... واستصرخت ربها في مكة الأمم
أفي الضحى , وعيون الجند ناظرة ... تسبى النساء ويؤذى الأهل والحشم
ويسفك الدم في أرض مقدسة ... وتستباح بها الأعراض والحرم
!! وكذا يراجع كل ما كتب عن فقدان الأمن في الجزيرة العربية لمؤرخين سعوديين، وغير سعوديين.
وليترحم على الملك عبد العزيز - رحمه الله - فلقد كان الذراع القوية في الحق، التي وضعت أخيرا حدا لتلك الفوضى التي تكدر الأمن، وتقطع الطرق، وتخيف ابن السبيل، فالملك عبد العزيز- غفر الله له - هو ابن الدولة السعودية الأولى والثانية وموحد الدولة الثالثة. وقاطع يد اللصوصية بالأمن والعدل وتطبيق الشريعة الإسلامية.
ومما أثار عندي تساؤلات كثيرة: كيف كانت رؤية الأخ سليمان للسبل الكثيرة التي تلتقي عند نعمة الأمن؟ ولأول وهلة قابلني مؤلف هذا الكتاب بالجواب عن تساؤلاتي، وهو ظاعن وراء تجربة الإنسان مع الأمن والخوف في شبه الجزيرة العربية. وكان قلمه في ظعنه مدلجا وراء شواهد وحقائق من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كلها تلتقي عند نعمة الأمن وفضائله.
ولا أتصور أن إنسانا سيقرأ هذا الكتاب إلا ويحمد الله على هذه النعم الكبرى التي تعيشها بلادنا اليوم، أمنا ورخاء ووحدة آخت بين المسلمين على شريعة الله. ومن البدهيات أن حياة دون أمن تحسب على الضياع والآفات الخلقية والاجتماعية، ولا يعرف فضائل الأمن ويدركها غير من اكتوى بنار الفوضى والرعب. ومع الأسف أننا نرى كثيرا من الشعوب تصاب بفقدان الذاكرة وتنسى نعمة الأمن، فلا تستيقظ عليها إلا بعد أن تدمر ذاتها وتظل متحسرة على ما جنت يداها بعد فوات الأوان!
ومن هنا رأينا المؤلف يركز على نعمة الأمن التي يعيشها المجتمع السعودي اليوم. ولا شك أن الكتاب تعليمي وتثقيفي بل وتذكير وتنبيه من الغفلة عن نعمة الأمن وتفيؤ ظلالها بالشكر والحمد.
شاكرا لأخي سليمان حسن ظنه بي، راجيا له التوفيق ومزيدا من العطاء.
والله ولي التوفيق والهادي إلى سبل الخير،، عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري