وشغل وقت فراغ الطالب فيما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع من أولى مهمات التربية والتعليم، والواقع أن المعلم المخلص يستطيع شغل فراغ طالبه فيما يفيدهم، وفي نظري أن خير وسيلة لذلك هو إدخال أكبر عدد من الطلاب - درسا يدرس - في حيز التمكن، ونعني بحيز التمكن ما يسميه رجال التربية والتعليم بالتعليم حتى التمكن.
ونبادر إلى القول: إن الطالب لو تعلم حتى التمكن من التعلم لا يمكن بحال من الأحوال أن ينحرف إلا أن يشاء الله، لأنه يكون صاحب اهتمامات إيجابية تدفعه في الطريق المرجو منه من هنا وجب علينا أن نفصل في الحديث عما نقصده بالتعلم حتى التمكن.
يعد التعليم حتى التمكن فلسفة للتعليم المدروس الصحيح وبالإضافة إلى ذلك، فهو ممارسات لطرق تعليمية معينة تهدف جميعها إلى جعل غالبية الطلاب يصلون إلى مستوى عال من التحصيل هو مستوى التمكن، وفكرة التعلم حتى التمكن تعني أنه تحت ظروف ومواقف محدودة ومعدة بنظام بحيث تناسب كل طالب، فإن الطالب يصبح بإمكانه أن يتعلم بدرجة عالية من الإجادة والثبات أغلب ما يدرس له، ويقول الباحثون إن المعلم يمكنه أن يصل بغالبية طلابه إلى مستوى التمكن إذا ما استطاع توفير ما يلي:
1 - طريقة التدريس المناسبة لكل طالب.
2 - توفير المساعدة لكل طالب حينما وفيما يواجهه من صعاب في التعليم.
3 - توفير الوقت الكافي للتعلم.
4 - تحديد المعيار الواضح للتمكن الذي يراد الوصول إليه.