من متطلبات المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار في بلادنا سد وقت الفراغ لدى الطلاب، ومحاربة انتشار البطالة بين أفراد المجتمع، الذين تخرجوا من المؤسسات التعليمية، والذين تسربوا من الدراسة، ولم يلتحقوا بعد بقطاع العمل بسبب عدم توفر الفرص الوظيفية المناسبة لهذه المشكلة ذات البعد الاجتماعي الخطير.
ونظرا لأن كل نوع من نوعي الفراغ يحتاج إلى معالجة خاصة، فسوف نتكلم عن كل واحد منهما بالتفصيل وصولا إلى إبراز الحلول المناسبة لهذه المشكلة ذات البعد الاجتماعي الخطير.
أولا: أهمية سد وقت الفراغ لدى الطلاب وكيفيته (?) من الأسباب المؤدية إلى انحراف بعض الطلاب، وجود وقت فراغ لديهم، لا يعرفون كيف يستفيدون منه، والواقع أن الفراغ من هذا النوع مفسدة المفاسد، فهو مبدد للطاقة الحيوية في مجال تعود العادات الضارة كتعاطي المخدرات وصحبة الأشرار والوقوع في شتى أنواع الفساد، فلا بد أن يشغل الطالب وقته منذ أن يستيقظ حتى ينام، وليس معنى ذلك استنفاذ خاتمة المخلوق البشري، فليس ذلك قط من أهداف الإسلام الذي يدعو إلى استمتاع الإنسان بالطيبات وتذكر نصيبه من الحياة الدنيا، فمن إشغال الفراغ فيما يفيد السمر البريء مع الأهل والأصحاب الفضلاء والتزاور والدعابة اللطيفة النظيفة إلى آخر أنواع الترويح البريء، والمهم ألا يوجد في حياة الطالب فراغ لا يشغله بشيء أو فراغ يشغله بأنواع الفساد والتفاهة.