الدين، وتأديبهم بأدب العليم الحكيم، وتأديبه لهم عن طريق عمله، أجرى عليهم من كلمه، وعليه الأخذ بهم عن طرق الدنايا، والابتعاد عن مواطن الريب، ومواضع الفتن، وعليه أن يقدم لهم مسكنا مناسبا، وطعاما وشرابا موافقا، ولباسا من دائرة الأدب والحشمة، وزينة لا تدعو إلى الفتنة، كل ذلك في غير تقتير ولا إسراف، بل سلك طريق الاقتصاد ليدخر لهم ما يكون عونا للشدائد (?) .
وكذلك المرأة في بيت زوجها راعية مسئولة عن رعاية أولادها، فهي تحمل المسئولية كالأب بل إن مسئوليتها في بعض الأمور أهم وأخطر باعتبار أنها ملازمة لولدها منذ الولادة إلى أن يشب، ويترعرع ويبلغ السن التي تؤهله ليكون إنسان الواجب ورجل الحياة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أفرد الأمهات بتحمل المسؤولية حين قال: " والأم راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها "، وما ذلك إلا لإشعارها بالتعاون مع الأب في إعداد الجيل وتربية الأبناء، وتحصينهم وحمايتهم من الفساد المؤدي إلى الانحراف.
هذه بعض واجبات رب الأسرة وربتها، فإن قام كل منهما بواجبه على الوجه الأكمل، سادت الطمأنينة وازداد التماسك والتلاحم بين أفراد الأسرة، وإن حصل إخلال بهذه الواجبات أو بعضها حدث الخلال في الأسرة، وتفككت وذهبت ريحها، وقصرت في تربية أولادها التربية السليمة المانعة من الانحراف.
إن كثيرا من الآباء والأمهات يتصورون أن مهمتهم الأسرية تنحصر في توفير المأكل والمشرب والملبس والمسكن لأولادهم فحسب، فهذا فهم خاطئ،