3 - تقدم الأسرة للأطفال الرعاية النفسية وتعمل على تهذيب غرائزهم وإشباع حاجاتهم الإنسانية المادية والمعنوية وتمنحهم المحبة والرحمة؛ لكي ينشئوا ولديهم الاستعداد لمحبة الآخرين وعدم الإضرار بهم.
لقد أوضح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يجب على رب الأسرة المسلمة من رعاية في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم على ابن عمر رضي الله عنهما يقول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعايتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، قال: وحسبت أنه قال والرجل راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته» (?) .
ففي هذا الحديث الشريف يبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ما من إنسان إلا وقد وكل إليه أمر يديره ويرعاه فكلنا مطالب بالإحسان فيما وكل إليه، ومسئول عنه أمام الله لا تخفى عليه خافية، فإن قام بالواجب عليه لمن تحت يده كان أثر ذلك في الأمة عظيما، وإن قصَر في الرعاية، وخان الأمانة أضر بالأمة.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعايتها، يشير إلى مسئولية الأب والأم بصفتهما ركن الأسرة، فالزوج أو رب الأسرة راع في أسرته ومؤتمن على من تحت ولايته، فعليه التعليم لهم والتثقيف والتهذيب، حتى يكونوا كمالا في الأخلاق، وأئمة في الآداب سواء في ذلك بنوه وبناته وإخوته وأخواته وزوجته وخدمه، وفي مقدمة التهذيب تعليمهم فرائض