تاسعا كسر الحواجز بين الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وبين من يتعين أمرهم ونهيهم: يعني هذا المصطلح باختصار أن على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يذهب إلى من يتوجب أمرهم ونهيهم من الفسقة والعصاة، ويستعمل معهم أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة.
إن بعض الدعاة يحجم عن الاتصال بالفسقة والعصاة من باب كراهية المنكر وهذا خطأ، فإذا لم يذهب الداعية إلى الله إلى هؤلاء الفسقة فمن يذهب إليهم لوعظهم ونصحهم وإرشادهم " (?) .
إن هجر العصاة واجتنابهم وكراهيتهم لا يتعين إلا بعد أن يعجز الداعية عن تقويمهم وإزالة منكرهم، وعندما يتعين على الداعية إلى الله أن يتجنبهم، ويكون انعزاله في هذه الحالة من باب إنكار المنكر بالقلب، لقد أكد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم» (?) .
وهذا الحديث " فيه أفضلية من يخالط الناس مخالطة يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحسن معاملتهم فإنه أفضل من الذي يعتزلهم ولا يصبر على المخالطة " (?) .
عاشرا: اتساع الصدر لقبول الخلاف فيما يسوغ الخلاف فيه: من الأمور اللازمة لنجاح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اتساع الصدر لقبول الخلاف، فيما يجوز الخلاف فيه، فالخلاف طبيعة البشر، قال الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ - إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 118 - 119] (?) .