الناس وظروف المجتمع وطبيعته وخصائص العصر، لكي يتمكن من مخاطبة الناس على قدر أحوالهم وطاقاتهم بحيث يكون أسلوبه طبقا لحال المخاطب، فيكون أسلوبه مع الأمي غير أسلوبه مع المتعلم، وطريقته مع العاقل غير طريقته مع السفيه.
ثامنا: القدوة فيما يدعو إليه واجتناب ما ينهي عنه: من الأمور اللازمة لنجاح الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يفعل ما يأمر به ويتجنب ما ينهي عنه.
ومما لا شك فيه أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا يستطيع أن ينفذ بدعوته إلى مستمعيه ما لم يكن قدوة حسنة، إن مسئولية الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر تجاه أنفسهم أعظم بكثير من مسئولياتهم تجاه المجتمع، وخطورة التقصير فيما للدعاة على أنفسهم من واجبات يفوق خطورة التقصير فيما للمجتمع عليهم من حقوق. . فالآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ينبغي أن يكونوا قدوة حسنة للمجتمع الذي يعيشون فيه، تبدو في حياتهم آثار الرسالة التي يدعون إليها.
وقد أنكر الله - جلَ وعلا - على أولئك الذين يعظون الناس ولا يتعظون ولا ينتهون فقال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44] (?) .
إن على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أن يترسموا خطى الدعوة في كل شأن من شئونهم في أقوالهم وأفعالهم في حياتهم الخاصة والعامة. . في أنفسهم أفرادا وفي بيوتهم كأزواج وآباء، وهذا ما يؤكد أهمية الالتزام