الله عليه وسلم، لأن بعض الناس قد يرى فعلا مًن الأفعال أو يسمع قولا من الأقوال يظنه منكرا بحسب ما جرت عليه عادات الناس وتقاليدهم، ولكنه في الشريعة الإسلامية ليس بمنكر، بل هو معروف، وقد يحصل العكس، فيرى بعض الناس المعروف شرعا منكرا عندهم، وهذا ما يحدث كثيرا في بعض الأقطار الإسلامية، وما ذلك إلا لأن الجهل قد ضرب أطنابه على هذه الفئة من الناس.
والتثبت من المنكر يتطلب أن يتأكد أن هذا المنكر وقع بالفعل ويجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن لا يسارع بنهي شخص معين أو جماعة معينة بمجرد الظن من غير تثبيت أو بينة، وأن الإنسان تكتنفه نوازع الخير ونوازع الشر، وربما فكر في عمل المنكر ولكنه تراجع عنه.
والتحقق والتثبت من المنكر يتطلب من الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أنه عندما يبلغ بوجود منكر ما من شخص، فإن عليه أن يتحقق من الهدف الحقيقي لذلك الشخص، فقد يكون هذا الشخص من المنافقين أو الفاسقين النمامين أو أصحاب الغيبة، الذين يفسدون ولا يصلحون، المخبرون من هذه الفئة قد لا يكون هدفهم العمل على إزالة المنكر وتغييره، وإنما يكون هدفهم الإيقاع وتشويه سمعة من ينسبون إليه فعل المنكر. . وهنا فإنه يجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن لا يأخذ القول الذي يأتيه عن وجود منكر قولا مُسَلما، بل عليه التحري والتثبت حتى لا يأمر إنسانَاَ بمعروف لم يتركه أو ينهاه عن منكر لم يقترفه.
سابعا: معرفة أحوال الناس وظروفهم: من الأمور اللازمة لنجاح الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر معرفة أحوال