يصبها رؤساء العصابات الإجرامية في أذهانهم، وتطهير أفكارهم من جميع المؤثرات الخارجية التي تستهدف جرهم إلى مستنقع الجريمة وإغراقهم في أوحالها وتحويلهم إلى سلوك الغالين، فيجنحون إلى التشدد الذي يخرجهم من دائرة الوسطية التي أمر بها الإسلام إلى تكفير المسلمين في ظل تأثير نفسيات مضطربة وقيم مهتزة ومفاهيم ذات انعكاس سيئ مما يسفر عن الانحدار نحو التعصب الأعمى والتشدد المقيت.
وفي ضوء ما تقدم نرجو أن يترفق علماؤنا الأفاضل بالشباب في إعطائهم التوجيهات، فلا يضيقوا من الدين واسعا، ولا يشددوا فيشدد الشباب أكثر مما هو مطلوب منهم، وإنما تيسير التوجيه تحت مظلة الهدي النبوي «يسروا ولا تعسروا» حتى تسير القافلة بأبناء هذا الجيل في طريق ممهد وتستقيم الخطى على نهج محدد.
المثل الأسمى والقدوة المثلى لنا جميعا هو الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما. والشاب من عادته وبحكم حيويته يأخذ الأمور بالعزيمة، فإذا جاء من يحمله على الشدة تشدد حتى يخرج عن حد الاعتدال وإذا بلغ منه الغلو مبلغه حينئذ تصعب عودته إلى الحدود المرسومة للنهج الصحيح ويستعصي أمره بعد ذلك حتى على من تلقى منه التوجيه. . . ومن المهم التعامل مع الشباب من منظور خاص وعلى أساس واقعي يمكن من خلاله سبر أغوارهم وإدراك مراميهم وأهدافهم؛ ليتسنى التعامل معهم تعاملا واضحا يضع في الاعتبار أن الشباب - في الغالب - لا يقف عند حدود الوسط في استخدام طاقاته وفي التعامل مع الآخرين، وإنما يركن إلى الشدة ويجنح إلى الغلو أو يميل إلى الإهمال وعدم الاهتمام، فهو بين إفراط أو تفريط، إذا أملينا عليه