ومن مقتضيات مسئولية علمائنا الأفاضل تفنيد الادعاءات الزائفة، وكشف زيف أهل الباطل، وإرشاد الشباب الحائر والأخذ بأيديهم إلى المسلك الحسن والمنهج الوسط، منهج الاعتدال بعيدا عن التسلط والتشدد والغلو في الدين، وبعيدا كذلك عن الانحلال وعدم الاهتمام بالواجبات الدينية، فنحن أمة وسط تمثل الاعتدال في كل الأمور، وبعض الشباب الذين لم تتفتح له رؤية واعية على النهج الإسلامي تتزاحم في أذهانهم خطرات وسوانح فكرية، يختلط فيها الصواب بالخطأ والحق بالباطل، وهو ينقاد للوجه الذي يكون له حضور ذاتي بجانبه، فيستطيع أن يستولي على ذهنه بطريقة صحيحة أو خاطئة، وبعض الشباب المدرك عندما يتبين له الخطأ ويكتشف أنه مُغَرَّر به يتراجع عن الانقياد الأعمى لأهل الأهواء الذين يوردونه موارد الهلاك، ويعود إلى المنبع الأصيل إلى الدين الحنيف فيسأل أهل الذكر، وهم العلماء الموثوقون فيبصرونه ويدلونه على النهج القويم، ويضعونه على المسار الصحيح، وعلماؤنا الذين هم أهل الفتيا ومحل القدوة، والذين لهم المكانة العزيزة في نفوس كل المواطنين حاكمين ومحكومين، عليهم أن يلغوا المسافات التي تفصل بينهم وبين الشباب حتى ينتفي الحاجز النفسي بين العالم والشباب، وهنا يتسنى انتفاع الشباب بعلم العلماء بما يحصنهم ضد نزعات الانحراف ودواعي الفتن، وأن لا يضيق علماؤنا الأجلاء بالأسئلة المطروحة عليهم مهما تكن نوعيتها ومظهرها، حتى يزول اللبس من أذهان الشباب ويرتفع الحرج من نفوسهم وحتى لا يجنحوا إلى الانحراف وراء الذين يحسنون لهم السيئ ويدفعونهم لارتكاب المحظورات تحت مظلة الدين، فلا بد من الصبر على تعليمهم وإفهامهم حتى يمكن حفظهم من الضياع بالعمل على تنقية عقولهم من السموم التي قد