أفكارنا وفرضنا عليه آراءنا وقسرناه على مفاهيمنا فهو، إما أن يضيق بكثرة التعليمات وشدة التوجيهات؛ لأنه يرى شدة التكاليف تحول بينه وبين العمل بها، أو يتحمس للشدة في ذاتها أكثر مما ينبغي ويضيف إليها من مخزون حيويته ما يعدها ويشددها ويحاول فرضها على غيره. . والمفترض أن يكون التعامل مع الشباب من خلال نظرة فاحصة، ورؤية صادقة تميز مداركهم، إلا بقدر ما يستوعبون، مع عدم التشويش عليهم بمعلومات تخضع للخلافات أو متون غير موثقة فيها جنوح إلى التشديد، فإن ذلك مما يجعلهم ينبغي أن تكون الإرشادات والمعلومات التي تُعْطى لهم مسايرة وبمقادير محسوبة، حتى يمكن أن يتقبلوا ما يقدم إليهم ويهضموه على مراحل متعددة وبخطوات متناسقة.

فالعالم الذي يتعامل الشباب معه في إطار خاص، فهو أشبه بالطبيب الذي يقدم الدواء، وبجرعات محددة فإذا أخذها المريض بحسب مقاديرها وأوقاتها كانت شفاء له بإذن الله، وإن التهمها في جرعة واحدة تعرض للهلاك، وإذا كان الكلام الذي يحمل مظاهر التشدد يثير النفور لدى فئة من الشباب مما يدفع إلى الانحلال، فإنه كذلك قد يدفع فئة أخرى إلى التطرف، فلنعمل على التقيد بالوسطية التي تمثل الاعتدال حتى نحافظ على أولادنا من الجنوح والجموح، ونقودهم إلى المسلك الوسط الذي عليه هذه الأمة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] (?) وعلى أساس هذا الواقع الواضح النهج تنقاد مسيرة الشباب في وضوح بعيدا عن الالتباس بخطورات تائهة وأفكار مشوشة ومفاهيم مغلوطة، مما يتلقاه الشباب من مصادر غير موثوقة وعبر وسائل غير خارج هذه البلاد والعمل بقدر الإمكان على تدعيم الصلات بين العلماء والشباب عندنا صلات تقوم على ركائز وثيقة من تبادل التقدير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015