وقد ترجم له وأطنب في مدحه والثناء عليه العديد من أكابر علماء الأمة، فمن ذلك ما قاله عنه الإمام العلامة الفاضل مفتي بغداد السيد/ محمود شكري الآلوسي عند ترجمته له في كتابه المسك الأذفر (?) حيث يقول: (هو عبد الله أفندي بن الشيخ حسين السويدي العباسي البغدادي، شيخ المعارف وإمامها والآخذ بيد زمامها، سابق الأماجد فسبقهم بآدابه، ولم ينف إذ ذاك ثوب شبابه، لم يزل مجتهداً في نيل المعالي وكم سهر في طلبها الليالي .. إلى أن قال:
إذا ما ذكرنا مجده كان حاضراً نأي أو دنا يسعى على قدم الخضر
ثم أستطرد بقوله: (فبماذا أصفه وقد بهر، وبدا فضله كالصبح إذا أسفر، ولكني أقول بحر زاخر، وفضل سواه أوله والآخر)، ثم أنشد قائلاً:
إمام العلم بحراً واكتسابا مشيد الفضل إرثاً وانتسابا
ثالث الشيخين على اصطلاح الفريقين، شيخ البسيطة على الإطلاق، وزين الشريعة بالإجماع والاتفاق، إن ذكر العلماء فله القدح المعلى، أو عد الفضلاء كان ذا التاج المحلى، عضد الملة المحمدية وناصر السنة السنية، لم يزل مجلسه للعلماء مثوى وللفضلاء مأوى، فكم أغنى بتحف أفكاره محتاجاً، وأوضح للرشاد منهاجاً.! انتهى الآلوسي.
وقال عنه الأديب الفاضل الشيخ عثمان بن عصام أفندي العمري في كتابه: (الروض النضر في ترجمة أدباء العصر) عند ترجمته لهذا العالم العظيم ما نصه:
له في العلا والمجد أفضل رتبة ... وفي كل حزب في الكمال له شطر
أديب أريب ذو كمال وسؤود ... سحاب له في كل معرفة قطر
هو ممن يجله الدهر، ويعظمه العصر، ويقدمه الفخر، ويصدره الصدر، مجرة سماء العلوم، ونور مرج المنثور والمنظوم، رجل السويدا وأوحدها، وهمام دار السلام وماجدها، وزند هؤلاء الرجال وساعدها ومعينها في مهام الأدب ومساعدها، صاحب الأمثال السائرة (?)، والبديهة الغربية النادرة، وهو النبيه النبيل، الذي ما للوصول إلى كماله سبيل، رجل العراق وواحد الأدب على الإطلاق، شمس سماء ذلك لم يدانه في فضله أحد، فالكمالات في ذاته محصورة، والفضائل على جنابه مقصورة، إلى أن قال:
شمس الفضائل خير من بلغ السهى مجداً وسامى في العلى إدريسا
فهو من حسنات الزمان، وثمار الأمن والأمان، الذي أطلع الكلام فائقا، وأوقع النظام متناسقا، وهو رونق المقال المطابق لمقتضى الحال، بحر أدب لا يدرك شاطيه، ونهر كمال لا يمكن تواطيه، كان له الأدب معطفا ومنحه ما شاء من البلاغة مقطفا، له نظم أحلى من الضرب، ونثر يريك في اتساقه العجب.! انتهى كلام العمري.