ننتقل إلى نقطة أخرى وهي: كيفية العقاب البدني للأطفال عموماً، وفي أمر الصلاة خصوصاً، الإنسان الكبير الناضج الذي عنده خبرة وعلم وتجربة ومعرفة كبيرة بالأمور، وعنده ميزان دقيق لها، يستطيع أن يحدد متى يقدم، ومتى يحزم، ولماذا يفعل هذا، ولماذا يجتنب هذا، بينما الطفل ليس عنده من الخبرة أو العلم والنضج ما يكفيه إلى أن يندفع ذاتياً للعمل، فبالتالي يحتاج إلى دوافع تدفعه من حوله، وهي مبدأ الثواب إن أحسن والعقاب إذا أساء؛ لأن هذه طبيعة الإنسان، وهذه من محاسن الإسلام التي سبق بها كل الأمم.
فمبدأ الترغيب والترهيب من أفضل أساليب التعليم والتربية والتوجيه السلوكي؛ وذلك لأن الإنسان مركب فيه الخير والشر، فينبغي مقابلة جانب الخير في الإنسان بتنميته، وأيضاً مقابلة جانب الشر فيه بتحجيمه وإزالته، بلا إفراط ولا تفريط، وإنما بتوازن واعتدال.
فمبدأ الثواب على فعل الخير يقوده إلى تثبيت السلوك السوي وتقويمه، وأيضاً يشجع السلوك الإلزامي عند الأطفال، بأن يكافأ الأطفال مقابل تصرفاتهم الحسنة بالقبول والاستحسان، خاصة في السن المبكرة، فهذا يزرع الثقة في نفوسهم، والطفل يحب أن يمدح إذا عمل شيئاً طيباً، خاصة إذا كان هذا الشكر أمام زملائه، وخاصة إذا عرف أو أعلن السبب الذي شكر لأجله أو كوفئ من أجله، فإذا أردت مزيداً من النجاح أو الإنجاز في جانب من الجوانب الحسنة فلا بد من الشكر والثناء والاستحسان أو الهدية، أما إذا اقتصر الإنسان على العقاب، فإنه يؤدي إلى الخمول وضعف الإرادة وتثبيط الهمة.