إن هناك طريقة التربية بالعادة، فالأطفال يتعرفون على أعمال الصلاة بالمشاهدة، فالطفل الصغير يؤثر فيه كل ما حوله، فينطبع ما يراه في ذاكرته بصورة أعظم بكثير جداً مما تتخيلها، فينبغي للأب عندما يسأله ابنه الصغير أن يجيبه؛ لأنه مطالب أن يعطيه أكثر قدر من المعلومات، ودعه يستوعب ما يستطيع أن يستوعبه، وما زاد عن ذلك فلا ضرر في ألا يستوعبها، فهو يستوعب بطاقة أكثر جداً ما تتوقعه أنت، فلذلك إذا سألت علمه وتفهمه بطريقة خفيفة ستجد أمراً مذهلاً من الفهم والاستيعاب.
فالطفل لا شك أنه يتأثر من انطباع حركات الصلاة وسلوكك في أثناء الصلاة، وما الذي تقوله في الصلاة، وكيف تتوضأ، وكل هذه الأشياء حتى من السن المبكرة جداً قبل السابعة بكثير تنطبع في ذاكرة هذا الطفل، لكن المهم أنه قبل سن التمييز -أي: قبل سن السابعة- على الأب ألا يشتد مع الطفل في أمر الطهارة والصلاة، ولا يشتد عليه في أمر ستر العورة للصلاة، بل يتركه يقلده على أي حال، حتى لو لم يكن الطفل ملتزماً بشروط الصلاة، لا يستقبل القبلة، ولا يستر العورة، ولا يتوضأ، فلا تقل له: صلاتك غير صحيحة، لا؛ لأنه في هذه المرحلة يتلقن بالعادة وبالتقليد وبالمحاكاة، فلا تغلظ عليه، ولا تكفه عن الصلاة، ولا تكفه عن التقليد؛ لأن زجره في هذه السن وهو غير مكلف ينفره من الصلاة، فاتركه يقلدك بطريقة تلقائية دون أن تعنفه.