إن على الأب أن يعلم أولاده الصلاة منذ السن الباكرة دون توجيه مباشر، فلا يأمرن بالصلاة بصورة مباشرة، بل يتعمد أن يصلي أمام أطفاله النوافل في المنزل، أما الفرائض فيصليها في المسجد.
إذاً: يتعمد الأب أمام الأطفال قبل السابعة أن يصلي النوافل، ويكرر الصلوات على مشهد من أولاده، والأطفال يتأثرون أعمق التأثر إذا رأوا أباهم يمرغ وجهه لله تبارك وتعالى ساجداً وقائماً خاشعاً قد استغرقته الصلاة، فيستنتج الطفل مع الوقت أنك ذهبت إلى عالم آخر في أثناء الصلاة؛ لأنك لا ترد عليه إذا ناداك، ولا تحدث أي حركة، وهو بهذه الطريقة سيستنتج مع الوقت أن الصلاة حالة خاصة لها أحكامها ولها أوضاعها التي تفترق عن الأحوال التي يكون عليها الإنسان خارج الصلاة، وهذا بلا شك سيغرس في نفس الطفل الشعور بعظمة الله سبحانه وتعالى.
وقد ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى أنه كان في طفولته الباكرة يتأثر ببكاء شيخه عند تلاوة القرآن أكثر مما يتأثر من كلامه، فإذا الابن رأى أباه يبكي عندما يتلو القرآن مثلاً أو عندما يصلي في خشوع فهذه بلا شك ستترك انطباعاً عظيماً جداً في نفسه من تعظيم الله سبحانه وتعالى ومحبة الصلاة.