إن الصلاة من سنن الهدى خاصة إذا أديت في جماعة، فقد قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه) رواه مسلم.
وعنه رضي الله تعالى عنه قال: (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، وإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، ولعمري لو أنكم صليتم في بيوتكم لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يدخل في الصف) المقصود بقوله: (من سنن الهدى) يعني: طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي كان عليها، وشريعته التي شرعها لأمته، وليس المقصود من كلمة سنن الهدى السنة التي لا حرج على من تركها، فمن شاء فعلها ومن شاء تركها؛ لأن المستحب أو المندوب أو النوافل من تركها لا يطلق عليه وصف الضلالة، فدل هنا على أن المقصود بسنن الهدى يعني: طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.