من فضائل الصلاة أنها أول الإسلام وآخره، فهي أول فروض الإسلام بعد الشهادتين كما سبق بيان ذلك، كما أنها أول ما نسأل عنه من حقوق الله عز وجل يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك) إن الصلاة أول ما نسأل عنه من حقوق الله عز وجل يوم القيامة، أما أول ما نسأل عنه من حقوق المخلوقين فكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أول ما يقضى فيه بين العباد يوم القيامة الدماء) يعني: القتل وإراقة الدماء.
إذاً: لا تعارض بين هذا وذاك؛ لأن الصلاة كما ذكرنا هي أول ما نسأل عنه من حقوق الله عز وجل، والدماء أول ما نحاسب عليه من حقوق البشر، وهو حفظ دمائهم من أن تراق وتسفك هدراً.
أيضاً الصلاة آخر ما يفقد من الدين، فعن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول ما يرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة، ورب مصل لا خلاق له عند الله تعالى) يعني: لا نصيب له ولا ثواب.
وعن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة).
إذاً: ليس بعد الصلاة إسلام ولا دين؛ لأن هذا آخر شيء يفقد في الإسلام، فمعناه: إذا ضاعت الصلاة فلا يبقى إسلام ولا دين؛ لأن الصلاة هي أول الإسلام وآخره، وما ذهب أوله وآخره فقد ذهب جميعه، فمن لا تعرف عنهم الصلاة لا يعرف فيهم الإسلام.