قال إبراهيم الجندي وقوم من علماء الأنساب إنها أم ولد مشتراة. وقال العيني: هي أم ولد سندية. وقال عبد الله بن مصعب: إنها أم ولد. قال القاضي أبو الحسن الجرجاني: هي ابنة نوش جان من سبي جرجان، سباها سعيد بن العاص في أيام عثمان.

وقال محمد بن القاسم التميمي وهشام بن محمد الكلبي: هي ابنة يزدجرد شهريار، بعثها حريث بن جابر الجعفي إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أيام خلافته بابنتي يزدجرد بن شهريار.

وقيل: بعث حريث إلى عثمان آخر أيامه سباها فيها بنتان ليزدجرد بن شهريار، فوهبهما عثمان من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فوهب علي رضي الله عنه الكبرى من ولده الحسين، والأخرى من محمد بن أبي بكر، كما ذكره البخاري وغيره.

وقيل: لما تزوج الحسين رضي الله عنه ابنة يزدجرد بن شهريار دخل عليهما أبوه علي رضي الله عنه بالتهنأة، فسأل عن اسمها؟ فقيل: اسمها كيهان بانوية، فقال: وما معناه؟ قيل: سيدة الدنيا والآخرة فقال علي رضي الله عنه: سيدة الدنيا والآخرة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، فسموها سيدة البلد، فسماها الناس شهر بانوية.

وقال أكثر المؤرخين: بنت يزدجرد وقعت في أيدي المسلمين بعد قتل أبيها بمرو في أيام عثمان، وقتل يزدجرد كان بعد القادسية بسنتين.

اختلف النسابون في أن المقتول علي الأكبر أم الأصغر، فاتفق أكثر العلماء على أن المقتول بكربلاء علي الأكبر.

وذكر السيد أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي في كتاب الأنساب: لما قتل الحسين رضي الله عنه حملوا أولاده وعشيرته إلى يزيد بن معاوية، فلما رآهم يزيد قال لهم: ما بالكم صيرتم أنفسكم عبيد أهل العراق. لعن الله ابن مرجانة يعني ابن زياد، فوالله لو كان له نسب من قريش لما فعل بكم هذا، ما علمت خروج أبي عبد الله الحسين حتى بلغني قتله.

فقال له زين العابدين رضي الله عنه: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم، ولا تفرحوا بما آتاكم، إن الله لا يحب كل مختال فخور.

فأطرق يزيد وهو يعبث بلحيته وهو مغضب، ثم قال: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير، قال: يا أهل الشام ما ترون في هؤلاء؟ فقام النعمان بن بشير صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: افعل ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل بهم، وبكى نعمان بكاءاً شديداً، فبكى ببكائه يزيد.

قالت فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه: يا يزيد بنات رسول الله أسارى عندكم وسبايا، فبكى يزيد واشتد بكاؤه، وارتفع العويل والصياح، وبكت النسوان والجواري تحت أستار يزيد. ثم راجعهم إلى المدينة وبعث معهم نعمان بن بشير الأنصاري.

وما مد يزيد يده إلى تركة الحسين رضي الله عنه وأمواله، إلا أن سعيد بن العاص كان والي المدينة، فهدم حين سمع قتل الحسين رضي الله عنه دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمدينة، ودار عقيل، ودار زوجة الحسين رضي الله عنه أم سكينة.

وشهر بانو هي بنت يزدجرد بن شهريار بن برويز بن هرمز بن أنو شيروان بن قباد بن فيروز بن يزدجرد الأشم بن أردشير بابك بن شاه بن سامان بن مرميس بن ساسان بن بهمن بن اسفنديار بن وشتاسف بن بهراسف. وقيل: هؤلاء الملوك ينتمون بوسائط أخر إلى منوشهر بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق.

قال الشاعر في زين العابدين رضي الله عنه:

لم تر عين نظرت مثله ... من محتف يمشي ومن فاعل

لا يؤثر الدنيا على دينه ... ولا يبيع الحق بالباطل

وقيل: إن شهر بانو أم زين العابدين رضي الله عنه ماتت في الطلق بعد ولادته، ولزين العابدين رضي الله عنه خاصة حاضنة ربته، وهي التي زوجها زين العابدين رضي الله عنه من بعض فتيان المدينة. وقد أخطأ من قال: إن زين العابدين رضي الله عنه تزوج أمه من رجل، لأن أمه ماتت وهي نفساء رحمة الله عليها.

فائدة

الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما له رؤية ورواية، يعني رأى النبي صلى الله عليه وآله وروى عنه.

الطبقة الخامسة

العلوية الجعفرية والعقيلية

العلوية منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وله أولاد كثيرة إلا أن العقب منهم من خمس بنين، ومن ابنتين: زينب وأم كلثوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015