وشرح العيني لا سيما في ربعه الأول شرح ماتع ونافع وجامع، مرتب ترتيباً بديعاً، مرتب ترتيباً بديعاً، ثم بعد ذلك في ربعه الثاني اختصر، ثم في نصفه الأخير أجمل، بينما شرح الحافظ ابن حجر متوازن، يشرح الحديث من أول الكتاب إلى آخره بنفس واحد.
العيني يأتي بكل ما عنده في الموضع الأول، في الموضع الثاني يخفف، وهذه طريقة الشراح، طريقة المفسرين، ينشطون في أول الأمر ثم بعد ذلك يعتريهم الكسل، بينما الحافظ ابن حجر شرح حديث الأعمال بالنيات أول حديث بالنفس الذي شرح فيه حديث: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان)) آخر حديث في الكتاب، ما تجد فرق بين أول حديث وأثناء الكتاب وآخره، ما تجد فرق، وهذه ميزة لشرح ابن حجر، بينما العيني أطال في شرح أوائل الكتاب الربع الأول، ثم بعد ذلكم أجمل، واعتمد اعتماداً كبيراً على ابن حجر، نقل منه الكلام الكثير وانتقده.
ثم بعد ذلكم شرح اسمه: (إرشاد الساري) للقسطلاني، وهذا أيضاً شرح لا يستغني عنه طالب علم، ميزته في ضبط ألفاظ الصحيح، سواءً ما كان منها متعلقاً بالمتون، وما كان متعلقاً بالأسانيد، وصيغ الأداء، لا يكاد يفلت كلمة واحدة من فرق بين الرواة -رواة الصحيح- والمقصود برواة الصحيح -يا إخوان الآن الوقت يعني ضاق وصرنا نقدم بعض الأمور على بعض، ونجمل في بعض الأشياء التي ينبغي بسطها- الصحيح رواه عن مؤلفيه أكثر من ثمانين ألف راوٍ، والروايات المدونة معروفة عند أهل العلم، عن البخاري، رواية كريمة، رواية أبي ذر، رواية الكشميهني، رواية السرخسي، رواية .. ، وهذه يقبح بطالب العلم أن يجهلها؛ هذه أمور لا بد لطالب العلم أن يعرفها وأن يكون على دراية منها؛ لأنه إذا قرأ في شرح من الشروح كابن حجر كذا في رواية أبي ذر، كذا .. ، شخص متخصص عنده شهادات في السنة ويقول: سبحان الله، الذي نعرف أن أبا هريرة هو حافظ السنة وحافظ الصحابة، أكثر الصحابة رواية للحديث، لكن إذا قرأنا في فتح الباري تغيرت نظرتنا ما يمر حديث إلا ويمر أبو ذر، هذا جهل، جهل والله ما يحسن بآحاد الطلبة فضلاً عن الكبار، يقبح بصغار الطلبة أن يقولوا مثل هذا الكلام، وسببها أن العلم لم يؤت من أبوابه.