المقصود أن القسطلاني اعتنى بضبط روايات الصحيح اعتنى بألفاظ الصحيح بدقة، ينبه على كل شيء، بينما ابن حجر اعتمد على رواية أبي ذر ونبه على ما سواها عند الحاجة، نعم هناك أمور لا تحتاج إلى تنبيه لم يترتب عليها شيء، لكن القسطلاني لا يفلته، يبين، وله عناية بضبط الصحيح؛ لأنه قرأ الصحيح مراراً على ابن مالك الإمام اليونيني -رحمه الله تعالى- قرأ الصحيح على ابن مالك -عفواً لا ما هو القسطلاني، نأتي بالتدريج- اليونيني هذا أشهر من اعتنى بالصحيح، وأكثر الناس عناية بضبط الصحيح، قرأ الصحيح على ابن مالك مراراً يصوب له الروايات التي تحصلت لدى اليونيني، ويوجه ما خالف العربية منها، واليونيني هذا دون فروق الروايات، نعم، على نسخة سميت اليونينية الأصلية، وهذه اليونينية لها فرع قوبلت عليها، قوبل الفرع عليها مراراً فوجد مضبوطاً متقناً.
القسطلاني - نأتي إلى صاحب الشأن اللي هو القسطلاني- أراد ضبط الصحيح، فوقف على الفرع، فقابل عليه الصحيح ست عشرة مرة حتى ضبطه وأتقنه، ثم وجد المجلد الثاني من الأصل –اليونينية- يباع فاشتراه فقابل عليه، ما وجد فرق بين الأصل والفرع، ولذا تجدونه كثيراً مما يستشكله بعض الطلاب كذا في فرع اليونينية كهي، كيف؟ لأنه كتب الشرح قبل أن يقف على الأصل، فاضطر أن يقول: كذا في فرع اليونينية؛ لأنه ما وقف على الأصل، فلما وقف على الأصل علق (كهي) سهل، لكن قد يقول قائل: لماذا ما حذف فرع، كذا في فرع اليونينية، كذا في اليونينية، والعلو مطلوب، ما دام الأصل موجود، ليش نرجع إلى الفرع؟ هو اعتنى بالفرع، فلا يمكن أن يهمل ما اعتنى به، على كل حال القسطلاني هذه ميزته.
ميزة أخرى له: أنه شرح مختصر محرر مهذب منقح، مأخوذ بجملته من شرحي العيني وابن حجر.
هناك مناقشات طويلة بين العيني وابن حجر، العيني ردَّ على ابن حجر كثيراً فتولى ابن حجر الإجابة عن هذه الردود في كتاب أسماه (انتقاض الاعتراض).