من قرأ في مقدمة تحفة الأحوذي، قال: لم يفقد من كتب السنة شيء، كلّ الكتب بخطوط الأئمة، كل ما تريد، مسيل اللعاب يسمونه، كل ما تريد، تجد المسند بخط عبد الله بن الإمام أحمد، وعليه خطوط الأئمة من بعده، وكذا وكذا، في الخزانة الجرمنية، وكل خذ من أمثلة كثيرة جداً، خطوط الأئمة، لكن الواقع، أين الأمة عن هذه الكتب؟

وهذا يقول: هل صحيح ....

هو ذكر مسند بقي بن مخلد في الخزانة الجرمنية -في ألمانيا- وين؟ فتحت أبواب ألمانيا وأسوارها، ودخلها الناس وبحثوا ما وجدوا، وجدوا شيئاً يسيراً، لكن على مستوى ما ذكر ما هو بصحيح.

نعود إلى الجوامع والكلام عن الجوامع يطول؛ لأنها تضم أعظم كتب السنة، وهما الصحيحان، هما الصحيحان -صحيح البخاري وصحيح مسلم- وكلام أهل العلم في المفاضلة بينهما كلام معروف، والجمهور على أن البخاري أصح.

أول من صنف في الصحيح ... محمد وخص بالترجيح

ومسلم بعد وبعض الغرب مع ... أبي علي فضلوا ذا لو نفع

فصحيح البخاري أصح الكتب عند جمهور العلماء، أصح الكتب بعد كتاب الله -عز وجل- يليه صحيح مسلم.

بعض المغاربة مع أبي علي النيسابوري فضلوا صحيح مسلم، لكن الواقع يرد ذلك، فالصحيح أو الأصح في صحيح البخاري أكثر؛ ودليل ذلك أن الأحاديث المنتقدة في صحيح البخاري أقلّ، الرواة المنتقدون في صحيح البخاري أقل من المتقدين في صحيح مسلم، وإن كان الانتقاد في الغالب لا حظ له من النظر، لكن حديث لم ينتقد البتة ما هو مثل حديث انتقد، وراوي لم ينتقد البتة، ليس مثل راوي انتقد وإن كان الانتقاد ضعيف.

الأمر الثاني: إمامة البخاري؛ فالإمام البخاري له يد طولى في هذا الشأن، إمام الحفاظ، ومسلم تلميذه وخريجه، حتى قال الدارقطني وغيره: لولا البخاري ما راح مسلم ولا جاء.

فإذا نظرنا إلى واقع الكتابتين وجدنا الراجح قول الجمهور، وصحيح البخاري أصحّ، والأحاديث المنتقدة فيه أقل، والرواة المنتقدون فيه أقل، فهو أرجح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015