ابن الصلاح عد الدارمي من المسانيد، فانتقد في عده للدارمي من المسانيد، وهو مرتب على الأبواب، لا يقال: إن الحافظ العراقي يريد بالمسانيد المعنى الأعم وهو الأحاديث المروية بالأسانيد كما جاء في تسمية البخاري الجامع الصحيح المسند، المختصر من أخبار النبي -عليه الصلاة والسلام- وأحواله وسننه وأيامه، هذا بالمعنى الأعم، لكن هو يتحدث عن الأسانيد –المسانيد- بالمعنى الاصطلاحي، فانتقد عليه عده الدارمي من المسانيد، اللهم إلا إن كان يريد المسند الذي أشار إليه الخطيب البغدادي في ترجمة الدارمي مما لم يوقف عليه، هذا شيء آخر، ولعله أراد ذلك.
على كل حال المسانيد هذه طريقتها، وكيفية الاستفادة منها أن يبحث عن أحاديث كل راو تحت ترجمته، الحديث عندك في ترجمة .. ، راويه أبو بكر الصديق، وتفيد كثيراً إذا عرفت الراوي، إذا عرفت الراوي من الصحابة تفيدك المسانيد، لكن لا يكون الراوي من المكثرين كأبي هريرة مثلاً، تبحث في المسند عن أحاديث أبي هريرة ما استفدت؛ يطول عليك الوقت، فتلجأ إلى طريقة أخرى.
هذه المسانيد، وهناك الجوامع، وهي التي تجمع جميع أبواب الدين، تجمع جميع أبواب الدين بخلاف الموطآت والمصنفات والسنن، أبواب الدين كلها ففيها الإيمان، وفيها العلم، وفيها الطهارة، وفيها الصلاة والزكاة، وآخر العبادات، والمعاملات، والمغازي، والفتن، والدعوات، والتوحيد، والاعتصام، جميع أبواب الدين تجمع في الجوامع، ومن أهمهما صحيح البخاري -لجامع الصحيح للإمام البخاري- والجامع الصحيح للإمام مسلم، والجامع أو جامع الترمذي، هذه أهم الجوامع، وفيها جميع ما يحتاجه طالب العلم من أبواب الدين.
والكلام عن الصحيحين لا ينتهي، الآن الزبدة جاءت، وأظن الوقت بعد ..
طالب: أطلت يا شيخ.
هاه.
طالب: أطلت في المقدمة زيادة.
كيف؟ بس هنا تمهيد توطئة مقدمة.
طالب: أعانكم الله، أعانكم الله.
مقدمة توطئة، يحتاجها طالب العلم.
يقول هذا: هل صحيح ما ذكر من وجود مسند بقي بن مخلد في برلين؟