أقول: كتب السنة متنوعة، قصد أهل العلم من تنوعها وتنويعها إفادة جميع المستويات لطلاب العلم، فمنها الكتب المجردة عن الأسانيد التي قصد أهل العلم من تأليفها أن يحفظها مبتدئُو الطلبة، وهذه الكتب عادة هي التي يبدأ بها بالنسبة للسنة، ومن أهم هذه الكتب، بل أول درجة في السلم:
الأربعون النووية: وهي أحاديث جوامع من جوامع كلمه -عليه الصلاة والسلام-، فعلى طالب العلم أن يبدأ بحفظها ويعتني بفهمها؛ لأن كل حديث منها قاعدة من قواعد الشرع من جوامع كلمه -عليه الصلاة والسلام- ويقرأ ما كتب عليها من شروح، ويستفيد من أهل العلم في دروسهم التي تشرح في هذه الأحاديث، فالأربعون النووية للإمام الزاهد الحافظ أبي زكريا يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة، وهذا الرجل على قِصر عمره رجل مبارك، رجل مبارك، ألف هذا الكتاب الذي جمع فيه هذه القواعد الكلية من قواعد الشريعة، وله رياض الصالحين: الذي هو منذ أن فرغ منه مؤلفه إلى يومنا هذا والمسلمون في مساجدهم يقولون: قال -رحمه الله تعالى- وأي فضل أعظم من هذا، على ما عنده من خلل في العقيدة ناتج عن تقليد وليس من أهل الاجتهاد والتنظير في هذا الباب.
له أيضاً من الكتب النافعة الأذكار: وهو فريد فذ في بابه، له أيضاً: المجموع في شرح المهذب الذي لو كمل لاستغنى به طالب العلم عن جميع كتب الفقه، نعم إذا قلنا: المغني كتاب عظيم، المحلى كتاب مفيد، التمهيد والاستذكار لابن عبد البر كتب عظيمة، لكن المجموع ذكر فيه من الفروع والتنابيه المدللة على طريقة أهل الحديث بالأدلة المعللة المخرجة مما لو اجتمع عليه فئام من الناس ما استطاعوا أن يؤلفوا مثله في هذه العمر القصير خمسة وأربعين سنة عمره، وله أيضاً: شرح مسلم، وله كتب كثيرة مباركة، فيها فوائد عظيمة.